يسعى باحثون بريطانيون لتطوير وصنع بطاريات للسيارات الكهربائية، تدوم فترة أطول في الشحنة الواحدة، وفقا لما أوردته صحيفة "ميرور" البريطانية.
ولفتت الصحيفة في تقرير إلى أنه "تم الإعلان خلال مهرجان العلوم البريطاني الخميس، عن خطط لتطوير بطارية من شأنها أن تمكن السيارة الكهربائية من السفر، لمسافة 150 ميلا بعد شحنها لمدة 6 دقائق فقط".
وأعلنت مؤسسة "فاراداي" -وهي مؤسسة خيرية تدعمها حكومة المملكة المتحدة– الأسبوع الماضي، عن تمويل بقيمة 55 مليون جنيه إسترليني، لتمويل خمسة مشاريع لتطوير البطاريات، في محاولة لتحسين هذه التكنولوجيا المهمة للسيارات الكهربائية.
مشروع "Nextrode"
وأشارت الصحيفة إلى أن أحد المشاريع التي تم اختيارها هو مشروع "Nextrode"، الذي تقوده جامعة أكسفورد والذي يبحث في طرق، لجعل الأقطاب الكهربائية لبطاريات السيارات الكهربائية أيون الليثيوم "Li-ion" أكثر كفاءة.
وأوضحت الصحيفة بأنه يتم تصنيع بطاريات Li-ion اليوم باستخدام عملية تسمى "صب الملاط"، حيث يتم خلط المواد الفعالة في ملاط مبلل، "عجينة تصبح صلبة حين تجف، وتتكون من مواد مختلفة مثل الطين أو الصلصال أو النورة أوالإسمنت أو خليط من هذه المواد"، ومغلف على رقائق رقيقة من الألمنيوم أو النحاس، ثم تجفف وتضغط.
وذكرت الصحيفة أن "هذه العملية فعالة للغاية للإنتاج بالجملة، ولكن تم تطويرها من خلال التجربة، والخطأ بتكلفة كبيرة للشركة المصنعة"، مبينة أن "الأقطاب الكهربائية التي تعتمد على تقنية صب الملاط، تحد أيضا من أداء البطارية، ويتم توزيع المواد الكهروكيميائية النشطة بشكل موحد في جميع أنحاء هيكل القطب".
وأظهرت الأبحاث أن ترتيب المواد بطريقة منظمة يمكن أن يحسن أداء البطارية بشكل كبير، ولكن في الوقت الحاضر لا يوجد طريق للتصنيع الشامل للقيام بذلك، ولكن مشروع "Nextrode" سيبحث عن طرق التصنيع الجديدة لإنشاء أقطاب كهربائية منظمة بثمن بخس وبأحجام تصنيع عالية.
ووفقا للبروفيسور "ديفيد غرينوود" من جامعة "وارويك" البريطانية، والذي يشارك أيضا في المشروع، يأمل الباحثون أن يؤدي ذلك إلى تطوير بطارية السيارة الكهربائية، التي يمكن أن تحتفظ بما يكفي من الشحن في 6 دقائق للسفر 150 ميلا.
معلومات دقيقة
وقال "ديفيد" إن "هذا التطوير لو حصل سيرضي 98 بالمئة من مستخدمي السيارات الكهربائية، الذين لديهم رحلات ذهابا وإيابا تبلغ 100 ميل يوميا في المتوسط".
وسيتم إجراء البحث في مركز الابتكار الحديث بجامعة وارويك، والذي تبلغ تكلفته 60 مليون جنيه إسترليني، ما يسمح للباحثين العمل على تطوير البطاريات وعملها.
وقال "مارك أمور سيجان" كبير المهندسين في "WMG" قسم بحوث بجامعة وارويك: "نحن قادرون على بدء وإنهاء عملية صناعة البطاريات- بدءا من الكيمياء التجريبية وصولا إلى تصنيعها- تحت سقف واحد".
وأضاف "سيجان" أننا "سنكون قادرين على تزويد أصحاب السيارات بمعلومات أكثر دقة عن عمر بطارياتهم، بسبب تقييمات الأداء على المدى الطويل، وتخبرك بعض الشركات أن بطارية سيارتك يجب أن تدوم 10 سنوات، لكنها في الواقع لم تختبرها لمدة تزيد عن سنتين".
وتعليقا على الخبر قال وزير الأعمال البريطاني ناظم زهاوي: "نحن ملتزمون بضمان أن تكون المملكة المتحدة في طليعة تطوير تقنيات البطاريات اللازمة، لتحقيق هدفنا المتمثل في أن تكون جميع السيارات والشاحنات الصغيرة خالية من الانبعاثات بحلول عام 2040".