زعم خبير عسكري "إسرائيلي" أن "إسرائيل محاطة بجملة تحديات وتهديدات أمنية تجعل من الشرق الأوسط الذي تقيم فيه منطقة غير مستقرة، وفي هذا السياق يأتي إعلان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن ضم غور الأردن، رغم ما تسبب به من انتقادات داخلية وخارجية".
وأضاف أفرايم عنبار في مقاله بمجلة "يسرائيل ديفينس" للعلوم العسكرية، وترجمته "عربي21" أن "هؤلاء المنتقدين يتجاهلون تذبذب الأوضاع الأمنية في الشرق الأوسط، والحاجة الإسرائيلية إلى بناء حزام أمني على حدودها الشرقية، لا سيما في هذ المنطقة الاستراتيجية المسماة غور الأردن".
وأشار عنبار، رئيس مركز القدس للدراسات الاستراتيجية والأمنية، والمؤسس السابق لمعهد بيغن-السادات للأبحاث الاستراتيجية، إلى أن "إعلان نتنياهو عن ضم غور الأردن يعيد إلى الأذهان العديد من الخطط التي طرحها مسؤولون إسرائيليون قبل عقود طويلة، ومنها خطة آلون، التي منحت غور الأردن أهمية استراتيجية، فهي تشكل عمقا أمنيا شرقيا لإسرائيل".
وأكد عنبار، عضو هيئة التدريس بجامعات بار-إيلان وجورج تاون وبوسطن، أن "السيطرة الإسرائيلية على المعابر القليلة المؤدية إلى غور الأردن تمنع حالة من الاجتياح العسكري المعادي باتجاه إسرائيل، وهذا التفوق الاستراتيجي يتناسق مع النظرة الديموغرافية، لأن الأقلية العربية التي تقيم في غور الأردن لا يجب أن تشكل تهديدا ديموغرافيا على الأغلبية اليهودية المقيمة هناك". على حد زعمه.
وأوضح أنه "في بعض الأحيان تخرج بعض التقديرات التي تقول إن إسرائيل ليست بحاجة إلى غور الأردن كذراع أمني واق من أي هجوم من جهة الشرق، وتقع في صلب هذه التقديرات وتبريرها أن اتفاق السلام مع الأردن خفف من تهديد الجبهة الشرقية، بسبب قربها من التمركز السكاني والبنى التحتية الاقتصادية لإسرائيل".
ووصف الكاتب هذه التقديرات بأنها "نظرة قصيرة المدى، رغم أنها تريد إقناع الرأي العام الإسرائيلي بأن غور الأردن ليس منطقة حيوية لإسرائيل، وهذه النظرة لا تأخذ بعين الاعتبار إمكانية حدوث انقلاب سياسي في الشرق الأوسط، ولا تتوقع أن ينجح الإسلاميون في تشكيل ضغط على النظام الملكي في الأردن، وبالتالي فإن تراجع الاستقرار في الأردن والسعودية وسوريا كفيل بإحياء ما كان يعرف بالجبهة الشرقية".
وأشار إلى أن "نقل غور الأردن إلى السيطرة الفلسطينية يحمل استهتارا بالتفكير الطبوغرافي لهذه المنطقة، بزعم القدرة الإسرائيلية ذات الطابع التكنولوجي على إحباط أي تهديد يأتي من بعيد، رغم أن ذلك يحتم التمسك الاستراتيجي في الغور كمنطقة دفاعية".
وأضاف أن "من يدافعون عن هذه القدرات التكنولوجية الإسرائيلية يتجاهلون تاريخا طويلا من الفروقات التي ظهرت بين الإمكانيات الدفاعية الإسرائيلية، والحاجة إلى الإمكانيات الهجومية، لذلك فإن الحديث عن قدرة الوسائل التكنولوجية ستبقى عاجزة أمام أي تهديد استراتيجي، مما يحتم الحاجة إلى التمسك بخطوط دفاعية مستقرة تتفوق على الإمكانيات التكنولوجية، وتتصدى لأي حالة من عدم الاستقرار السياسي".
وختم بالقول إنه "في حال أرادت إسرائيل المحافظة على حدود دفاعية في غور الأردن، فإنها مطالبة بالتمسك بالطريق الساحلي الواصل إلى غور الأردن، الذي يمر بالقدس ومستوطنة معاليه أدوميم".