Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

الحساينة: الاحتلال سيدفع ثمن مغامرات نتنياهو والعدوان لن يمر دون عقاب

iB6qV.jpg
فضائية فلسطين اليوم-وكالات - قطاع غزة

حمل عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين د. يوسُف الحساينة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات هذا العدوان، ودفع المنطقة نحو الانفجار مستنكرا بشدة أن الاعتداء "الإسرائيلي" الأخير، الذي تعرّضت له ضاحية بيروت الجنوبيّة والأراضي السورية  

وقال د. الحساينة في حوار صحفي "إن هذا العدوان يُشكّل انتهاكًا سافرًا لسيادة لبنان وسوريا، كما أنه خرقٌ واضح للقانون الدولي".

وأضاف أن العدوان الأخير على محور المقاومة في المنطقة، لن يمر دون عقاب، وعندها سيدفع الكيان الصهيوني الثمن باهظاً بسبب مغامرات نتنياهو .

وأشار إلى أن هذا العدوان يأتي من منطلق «الهاجس» الذي باتت تشكله قوى المقاومة لكيان الاحتلال؛ «لذلك يسعى بكل السبل لإضعافها وشيطنتها وتجفيف منابع دعمها من خلال الحصار والملاحقة».

واستدرك: « لكن ما يدعونا للأمل أن قُوى المقاومة تتقدم، وتُراكم عناصر القوة لديها؛ مما سيجعل كلفة أي عدوان أو حرب عليها عالية وباهظة، لن يستطيع الكيان الصهيوني الهشّ تحمّلها».

وشدّد على أن «إنهاء الاحتلال وتصفية هذا الكيان وسقوطه مسألة وقت، يحتاج إلى صبر وإلى المزيد من مراكمة عناصر القوة وتجميعها ومواصلة التجهيزات والاستعدادات لأي مواجهة قادمة مع العدو، وهذا ما تعمل عليه المقاومة».

وفي ذات السياق، عدّ اتّهام مسؤولي الاحتلال للمقاومة في قطاع غزة أنها تقف وراء العمليات الفدائية الفرديّة التي تشهدها الضفة الفلسطينية المحتلّة بين الحين والآخر «هروب للأمام ومحاولة بنيامين نتنياهو كسب أصوات الناخبين، في انتخابات الكنيست المقبلة».

وأضاف: «يحاول نتنياهو من وراء هذه الاتّهامات للمقاومة الاستحواذ على أصوات اليمين الصهيوني العنصري بزعمه أنه من يحقق الأمن للكيان، وأنه أقام علاقات تطبيع مع بعض دول المنطقة، ويعرض قدرته الوهمية على جلب وتوفير الأمن للكيان، لذا هو يبحث عن نصر وهمي لتسويقه على الجمهور والناخبين الصهاينة».

وأكّد أن فصائل المقاومة بالقطاع تراكم القوّة يومًا بعد آخر، وهي على أتمّ الاستعداد للدفاع عن شعبنا، وصدّ أي عدوان قد يشنّه الاحتلال على غزة، لافتًا إلى ضرورة الحذر «فالتجربة مع الكيان تؤكد أنه كيان غادر ومتوحش ومتعطش للدماء ولا يُؤمن جانبه».

وبيّن أن وحدة الميدان في مواجهة العدوان الصهيوني عبر غرفة العمليات المشتركة التي تشارك فيها أذرع المقاومة كافّة، وعلى رأسها كتاب القسام وسرايا القدس، تُعتبر عامل قوّة رئيس لمواجهة العدو.

وأكمل: «الردّ الموحد للغرفة المشتركة وجهوزية وقدرة المقاومة خلال جولات الاشتباك الأخيرة على إيلام العدو في جبهته الداخلية، ورفضها المعادلات التي يحاول تثبيتها، واستباحة الدم الفلسطيني؛ أدت إلى تـآكل قدرة الردع للعدو».

كما اعتبر أن العمليات الفدائية الفردية التي يُنفذها الشُبّان الفلسطينيون بالضفة المحتلة «حالة نضالية إبداعية وأسلوب مبتكر لشبابنا الفلسطيني، الذي رفض الخنوع والاستسلام لواقع الاحتلال، وللسلوك السياسي للسلطة الفلسطينية، والمتمثل في استمرار التنسيق الأمني مع العدو».

وزاد: «من خلال هذه العمليات أصبح بمقدور كل شاب أن يقاوم ويُعبّر عن رفضه وتمرده على هذا الواقع البائس الذي يحاول العدو فرضه على شعبنا من خلال إرهابه وبطشه وسياسات التهويد والمصادرة، والاعتداءات المتكررة على المقدسات واقتلاع الوجود الفلسطيني من أرضه».

وتابع: «كان الرهان (من العدو) أن هؤلاء الشباب الذين ولدوا بعد اتفاق أوسلو الكارثة (عام 1993)، أنهم سوف يُدّجنوا وينسلخوا عن قضيتهم وعن شعبهم وعن أرضهم، فإذا بهذا الجيل الواعي يفاجئ هذا العدوّ ويهزّ أركانه ويخلط أوراقه ويضرب استراتيجيته الأمنية».

وبشأن عملية «دوليب» الفدائية، التي وقعت الجمعة الماضية، وأدّت إلى مقتل مستوطِنَة وجرح آخرين وُصفت حالتهما بـ»الخطرة»، أوضح عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي أن هذه العملية حملت أبعادًا عدّة.

وقال: «بالبُعد السياسي تؤكد العملية أننا نحن الفلسطينيين مازلنا متمسكين بحقنا في وطننا وبمقاومة العدو، ولن نستسلم ونرفع الراية، أما بالبُعد الأمنيّ فقد شكّلت صفعة لمنظومة أمن الكيان، بينما ببعدها المحليّ فقد جاءت في وقت تستعد فيه دولة الكيان لبسط سيادتها على الضفة الغربية، خصوصًا المنطقة (ج) التي تمثل نحو نصف مساحة الضفة المحتلة».

وأكّد أن عمليّة «دوليب» البطولية وما سبقها من عمليات فدائية مثّلت رسالة لكل العالم، لا سيّما المتآمرين والراعين للإرهاب الصهيوني، والمراهنين على فرض الحلول الاستسلاميّة على الشعب الفلسطيني، بأن المقاومة حيّة في وجدان ووعي وضمير شعبنا وشبابنا، وأنها أقصر الطرق وأنجعها لنيل الحقوق ودحر العدوان.

ولفت إلى ضرورة توسيع مساحة مقاومة الاحتلال على مختلف أشكالها  بالضفة المحتلة؛ «لأنها إذا ما اشتعلت المقاومة هناك فإنها ستكون المقتل للكيان، والصخرة التي تتحطم عليها مخططاته ومؤامراته».

وفيما يتعلّق بـ»مسيرات العودة» السلمية، لفت د. الحساينة إلى أنها حقّقت مكاسب عدّة، أبرزها إعادة التأكيد على أن خيار ونهج المقاومة هما «الأكثر صوابية والأكثر فعالية»، واستطاعت إرباك الاحتلال أمنيًا لا سيمّا في «غلاف غزة»، وتحقيق وحدة ميدانية «تصلح لأن تكون نموذجًا يجب البناء لإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني».

كما أعادت تلك المسيرات الشعبيّة السلميّة التي انطلقت بـ 30 مارس (آذار) 2018 حق العودة وقضية اللاجئين الفلسطينيين إلى جدول الأعمال المحلي والإقليمي والدولي، وأفشلت بإصرار وعزيمة ووعي شعبنا كل الرهانات الرامية لشطب هذا الحق. أضاف د.الحساينة.

وجدّد التأكيد على أن «مسيرات العودة التي تُراكم في كل يوم نقاطاً إيجابية لصالح خيارات شعبنا، لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها القريبة والبعيدة، وعلى رأسها رفع حصار الاحتلال الظالم عن القطاع وردع العدوان، وحماية حقنا في العودة إلى فلسطين كل فلسطين».

وكانت وسائل الإعلام العبريّة نقلت مؤخرًا عن مسؤولين في كيان الاحتلال أن مساعي يبذلها الكيان لتشجيع «فلسطينيي غزة» على الهجرة إلى الخارج، وإبداء استعداده تسهيل ذلك عبر فتح مطاراته لهم.

وعن ذلك، وصف عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد تلك المساعي من المسؤولين الصهاينة بـ «الخبيثة والعنصريّة»، لكنه شدّد على أن شعبنا سيُفشلها كما أفشل كل المحاولات السابقة.

وقال: «إن قادة الكيان الغاصب ومنذ قيامه غير الشرعي، وهو يحاول اقتلاع الوجود الفلسطيني من فلسطين، وفي سياق تحقيق هذا الهدف ارتكب مئات المجازر بحق شعبنا حتى يدفعه للهجرة».

وتابع: «الإجراءات الظالمة والقاسية والإرهابية من الحكومة الصهيونية ضد أهلنا بالقدس، والضفة، وأراضي 1948، وغزة، تهدف في مجملها إلى دفع أهلنا وشعبنا للهجرة ليستفرد العدو بالأرض والمقدسات».

ولفت إلى أن ما يتعرّض له اللاجئون الفلسطينيون في الشتات لا سيما في بعض الدول ، من قرارات ظالمة ومجحفة  تُعد حلقة من حلقات التآمر على حق شعبنا في العودة وشطب قضية اللاجئين ودفعهم للهجرة خارج دول الطوق.

وقال: «إن تلك الإجراءات بلا شك تَتَماهى مع مضمون وجوهر صفقة دونالد ترمب (القرن) بتصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة، إذا كانت البداية من إلغاء دور وكالة الغوث (أونروا)، مرورًا بمحاولات تفجير الأوضاع في مخيمات اللجوء، وتعقيد سُبل الحياة حتى تسهل عمليات الهجرة، وبالتالي إسقاط حق عودة اللاجئين».

وتابع: «كلّ محاولات حلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين من خلال دفعهم للهجرة أو التوطين خضوعًا للإملاءات الصهيونية، وإسقاط حقّهم بالعودة محكوم عليها بالفشل».

وبشأن الخطّة الأمريكية – الصهيونية المعروفة باسم «صفقة القرن»، قال د. الحساينة: «إن هذه الصفقة التي تسعى الإدارة الأمريكية المتصهينة تمريرها  تترنّح بفعل صمود ووعي شعبنا وفصائله وجميع أطيافه، ودعم القوى والدول التي ترفض الخنوع والخضوع للهيمنة الأمريكية».

وبيّن أن «إدارة ترمب» المتطرّفة تهدف من خلال الصفقة استبدال الثوابت والحقوق الفلسطينية مقابل حوافز اقتصادية، وإعادة إنتاج سيطرة الاحتلال على الضفة الغربية تمهيدًا لضمّ المناطق (ج) وكل الكتل الاستيطانية، تحقيقًا لرؤية اليمين الصهيوني بضمّ الأراضي وتهويد المقدسات وتهجير السكان الأصليين.

وأكمل: «الصفقة من منظور الإدارة الأمريكية قائمة أيضًا على أساس تحقيق مصلحة الكيان المحتل، وتأمين تدفّق النفط والغاز للسوق العالمي تحت سيطرتها، وفتح أبواب التطبيع العربي معه وشرعنة وجوده، فى الوقت الذي أوهمت فيه بعض السطحيين باستبدال العدو باختلاق عدو وهمى جديد للمنطقة ألا وهي إيران في خطوة تقفز على حقائق التاريخ والحضارة وقيم المنطقة التي عاشت على مدار القرون الماضية في كنف الحضارة الإسلامية والعيش المشترك بين مكونات الامة العربية والإسلامية

واعتبر أن الأطراف العربية بخضوعها لإملاءات الإدارة الأمريكية للتطبيع العلني والسريّ مع الكيان والموافقة على تمرير صفقة القرن، هي (الأطراف) بذلك تستهدف القضية الفلسطينية والمنطقة بأسرها وإدخالها في الزمن الصهيوني، حتى تبقى «إسرائيل» دولة المركز.

وعبّر عن استيائه من تآمر من وصفهم «بعض المنتسبين» للأمة العربية على المقدسات الإسلامية والحقوق العربية في القدس وسائر فلسطين بأوامر من إدارة البيت الأبيض، التي تحتقر الكرامة العربية وتتجاهل الحقوق العربية والإسلامية والفلسطينية.

وأمام هذا الواقع، دعا عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي إلى «اعتماد خطاب فلسطيني موحّد لمواجهة الصفقة وتجميع عناصر القوّة لدى الأمة العربية والإسلاميّة حتى إسقاط المؤامرة».

 وقال: «آن الأوان أن يكسر شعبنا وتكسر فصائلنا الصمت وتكشف وتعرّي المتآمرين على قضيتنا ومقدساتنا، وأن توقف السلطة التنسيق الأمني مع العدو، لا أن تلوّح بإيقافه، وأن تسحب الاعتراف بالعدو الصهيوني بعد أن أعلنت أمريكا و»إسرائيل» وفاة اتفاق أوسلو».

ورأى أن إعادة الاعتبار للمشروع الوطني تكمن بإعادة بنائه على أسس وقيم وثوابت شعبنا، وتحقيق الوحدة الوطنية، عبر دعوة الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير للاجتماع، والاتفاق على برنامج وطني يلبي طموحات شعبنا ويواجه المخاطر والتهديدات.

وأكّد على أن حركة الجهاد الإسلامي تبذل كل ما في وسعها من أجل إتمام المصالحة وطيّ صفحة الانقسام، والاتفاق على استراتيجية وطنية لمقاومة الاحتلال، «ونضع كل إمكانياتنا وقدراتنا تحت تصرف شعبنا وأمتنا حتى نحقق الوحدة وتطلعات شعبنا في الاستقلال والتحرّر.