لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل نشاطاتها الاستيطانية، في أكثر من منطقة في الضفة الغربية المحتلة، بما فيها مدينة القدس، وفق آخر عمليات رصد للمكتب الوطني للدفاع عن الأرض، التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وذكر المكتب في تقريره الأخير، أن ما تسمى بلجنة التخطيط والبناء المحلية الإسرائيلية في القدس المحتلة، وافقت مؤخرا على خطتي بناء 641 وحدة استيطانية في المدينة، تشمل بناء مبنيين سكنيين، بالإضافة إلى مبنى صناعي ومراكز رعاية صحية وكنيس يهودي.
وأوضح أن سلطات الاحتلال كانت قد أقرت في سياق الانتخابات "الإسرائيلية" المنوي عقدها في الشهر المقبل، بناء آلاف الوحدات الاستيطانية، في سياق جذب المزيد من الناخبين القاطنين في المستوطنات، والداعمين للبناء الاستيطاني.
وأشار التقرير إلى أن «مخاوف حقيقية» تسود الرأي العام الفلسطيني، من احتمالات تواطؤ إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع حزب "الليكود" وزعيمه بنيامين نتنياهو، من خلال تقديم «هدايا مجانية» على حساب حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني، لمساعدة الحزب ونتنياهو على تحقيق فوز في انتخابات «الكنيست» الإسرائيلي، حيث تتمحور هذه المخاوف حول احتمال أن تكرر إدارة الرئيس ترامب هداياها المجانية لحزب "الليكود"، من خلال دعم فكرة فرض السيادة "الإسرائيلية" على التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية.
وأشار التقرير الصادر عن إحدى دوائر منظمة التحرير، إلى أن نتنياهو يراهن على خطوة كهذه من البيت الأبيض خاصة وأنه لا يستطيع حاليا تمرير قرار ببسط السيادة "الإسرائيلية" على التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية، لأن حكومته تعتبر حكومة انتقالية إلى حين تشكيل الحكومة الجديدة بعد الانتخابات مما سيمكنه من التعهد للناخبين ببسط السيادة في حال إعادة انتخابه.
وجاء ذلك في ظل تلميح جهات أمريكية خلال الأسابيع الأخيرة، لاحتمال اعتراف واشنطن بالسيادة "الإسرائيلية" على هذه التجمعات الاستيطانية، خاصة وأن السفير الامريكي لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، قال إن «الولايات المتحدة تتفهم رغبة إسرائيل الاحتفاظ بأجزاء من الضفة الغربية»، حيت أيد ذلك المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات.
إلى ذلك، تطرق التقرير الذي يرصد النشاطات الاستيطانية والاعتداءات على الأرض الفلسطينية، إلى أجهزة التصوير والرصد التي أقامتها سلطات الاحتلال على كل المحاور والطرق ومداخل المدن في الضفة الغربية، لافتا إلى أن تلك الأجهزة ومنها كاميرات التصوير التي تعمل على مدار اليوم، تزود الاحتلال بمعلومات ذات قيمة كبيرة في التحقيق في تعقب الفلسطينيين، لافتا إلى أنه جرى نشر كاميرات مراقبة يمكنها تحديد الأوجه في الضفة الغربيّة المحتلة.
وتناول التقرير الاعتداءات وانتهاكات المستوطنين التي شهدت زيادة في الآونة الأخيرة، والتي طالت المواطنين وممتلكاتهم، وبدأت تظهر من جديد وبشكل لافت نشاطات معادية تقوم بها منظمات « تدفيع الثمن «، حيث ارتكب المستوطنون في محافظات شمال الضفة أكثر من ثلاثين اعتداء ضد المواطنين وممتلكاتهم تركزت معظمها خلال أيام عيد الأضحى، مشيراً إلى قيام المستوطنين بإشعال النار في أراض تتبع إحدى قرى مدينة نابلس.
كذلك تناول التقرير اعتداءات أخرى للمستوطنين، منها خط مجموعات «تدفيع الثمن» «شعارات عنصرية» ضد العرب والفلسطينيين على جدران المنازل وبعض البوابات في قرية يتما جنوب نابلس، إضافة لاقتحامهم منطقة المسعودية الأثرية التابعة لأراضي قرية برقة على الطريق الواصل بين نابلس وجنين، وأجروا هناك تدريبات عسكرية بحماية الجيش.
ورصد التقرير قيام المستوطنين من المنتمين لمجموعات «تدفيع الثمن» بالاعتداء على المواطنين وممتلكاتهم في قرية الزاوية في طولكرم، وخطت شعارات عنصرية على منازل ومركبات العديد من المواطنين، واقتحمت أحد أحياء بلدة يطا التابعة لمحافظة الخليل، حيث رشقوا بالحجارة والزجاجات الفارغة مركبات المواطنين.
ورصد التقرير تواطؤ ما يسمى بـالجهاز القضائي وشرطة الاحتلال مع اعتداءات المستوطنين، من خلال تعمد شرطة الاحتلال إغلاق التحقيق في شكوى قدمها فلسطيني مرتين بسبب التعرض لأرضه من قبل الجيش والمستوطنين.
كما وثق التقرير اعتداءات المستوطنين على مناطق الأغوار الشمالية، من خلال الاستيلاء على أراضي المواطنين وبناء حظائر للحيوانات هناك، واستغلال الأراضي الفلسطينية في رعي ماشية المستوطنين.
وأوضح التقرير كذلك ما تتعرض له مدينة القدس، حيث شهد الأسبوع الفائت موجة تصعيد خطيرة في اقتحامات المستوطنين لباحات المسجد الاقصى المبارك عشية احتفال الفلسطينيين بعيد الأضحى المبارك، حيث اقتحموا عدة أحياء في مدينة القدس ورددوا شعارات عنصرية في ذكرى ما يسمى «خراب الهيكل المزعوم»، كان بدايتها أول أيام العيد، الذي تخلله اعتداء الاحتلال على المصلين وإصابة الكثير منهم، واعتقال خمسة آخرين.
كما أشار التقرير إلى دعوة ما يسمى بـوزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان، الى تغيير الوضع القائم في القدس المحتلة، والسماح للمستوطنين باقتحام الأقصى وأداء شعائرهم التلمودية.