قال كاتب "إسرائيلي" إن "عملية اختطاف وقتل الجندي الإسرائيلي دفير شوراك قرب مستوطنة غوش عتصيون جنوب الضفة الغربية أمس الخميس تعيد التأكيد على خارطة تنفيذ الهجمات داخل حماس، سواء بإصدار التعليمات من قطاع غزة، أو التنفيذ الميداني في الضفة الغربية".
وأضاف الخبير "الإسرائيلي" في الشؤون الفلسطينية، أليئور ليفي، في تقريره بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21" أنه "في الوقت الذي تتواصل فيه عمليات الملاحقة خلف منفذي العملية، فإن الانظار الإسرائيلية تتوجه إلى مكتب الضفة الغربية داخل حماس، الذي يتكون بصورة أساسية من الأسرى المحررين لصفقة تبادل الأسرى في 2011 المعروفة باسم صفقة شاليط".
وأشار إلى أن "معظم أعضاء مكتب الضفة من مواليدها، لكن تم إبعادهم إلى قطاع غزة وخارج الأراضي الفلسطينية، وتتركز قيادة هذا المكتب في العاصمة اللبنانية بيروت، ثم تتوزع المهام على الفروع المنتشرة في قطاع غزة، وتعمل في ثلاث مناطق في الضفة الغربية، وصولا للخلايا الميدانية التي تنفذ الهجمات المسلحة".
وأوضح أن "حماس رغم أنها لم تعلن مسؤوليتها عن عملية اختطاف وقتل الجندي، لكن ترحيبها بالعملية، وإشادتها بالمنفذين تشيران إلى محاولاتها المستمرة بتنفيذ هجماتها المسلحة في أنحاء الضفة الغربية، مع العلم أن مكتب الضفة في حماس هو الجسم الذي يشكل الخلايا العسكرية، ويعمل على توجيه وتمويل هذه العمليات التي يسعى الجناح العسكري لحماس لإخراجها إلى حيز التنفيذ".
الخبير العسكري "الإسرائيلي"، رون بن يشاي، قال إن "حماس تسعى من هذه العمليات المسلحة إلى إطلاق انتفاضة ثالثة، رغم أن الشاباك الإسرائيلي أحبط أكثر من 300 محاولة لتنفيذ هجمات مسلحة خلال العام الجاري، لذلك يمكن الاعتقاد أن هذه العملية تأتي بإيحاء من حماس ذاتها، في حين أن مطالبات المستوطنين لتقوية الردع الإسرائيلي تجاه الفلسطينيين تبدو ليست ذات جدوى".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "مجريات التحقيق الأولية تكشف أن الجندي القتيل وقع في كمين محكم، حتى لو كان من أعده مسلح واحد فقط أو اثنان، فالمنطقة التي وقع فيها الهجوم جنوب بيت لحم والقرى العربية المحيطة بمستوطنة غوش عتصيون ومدينة الخليل جنوبها، كلها معروفة بولائها لحماس، وتعاطفها معها، وتبدو هدفا لدعاية حماس التحريضية لتنفيذ العمليات".
وأشار إلى أن "مكتب الضفة داخل حماس الموجود في غزة يسعى بكل طاقته لتنفيذ هجمات قاسية في الضفة الغربية دون توقف، ومن الواضح أن حماس تسعى من هذه العمليات، سواء الفردية أو المنظمة، لتحقيق هدفين أساسيين: الأول ترسيخ هويتها كحركة مقاومة تحارب إسرائيل دون توقف، والثاني التحضير لإطلاق انتفاضة ثالثة تمس بالمستوطنين".وأوضح أن "مكتب الضفة الذي يعمل في غزة يسعى من تخطيطه للعمليات المسلحة لاصطياد جملة عصافير بحجر واحد، فهم يعملون عبر التواصل مع نشطائهم في الضفة عبر الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنيت، وبغطاء من بعض المؤسسات، لأنهم يعرفون عن قرب الخارطة العائلية في الضفة الغربية".
وأكد أن "مكتب الضفة لا تقتصر عملياته على إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على سيارات المستوطنين، بل وضع العبوات الناسفة والدعس واختطاف الجنود والمستوطنين، مع أن متوسط هذه العمليات في الضفة تصل إلى عمليتين فتاكتين في اليوم الواحد في حال لم ينجح الشاباك في إحباط هذه الخلايا، والمبادرات المسلحة، مع أننا لسنا أمام إنذارات استباقية، بل عمليات يجري التخطيط لها في مراحل متقدمة".