يُواصل 6 أسرى إداريين إضرابهم المفتوح عن الطعام في سجون الاحتلال، منذ فترات متفاوتة، أقدمهم تجاوز الشهر. في حين علّق أسيرٌ إضرابه بعد التوصل إلى اتفاقٍ مع إدارة المعتقلات الصهيونية يقضي بتحديد موعد إطلاق سراحه.
وأفادت وحدة التوثيق في مؤسسة الضمير، في تقريرٍ لها اليوم الأربعاء 18 يوليو، بأن الأسرى الذين يُواصلون الإضراب هم: جعفر عز الدين المضرب لليوم (33)، وأحمد زهران المضرب لليوم (26)، ومحمد أبو عكر وحذيفة حلبية ومصطفى الحسنات المضربين لليوم (18)، والأسير حسن الزغاري المضرب لليوم (9).
وتمكنت محامية "الضمير"، أمس الأربعاء من زيارة الأسرى المضربين، القابعين في "مستشفى سجن الرملة" جعفر عز الدين وأحمد زهران، وأفادت بأن الأسير المضرب جعفر يعاني من وجع متواصل في الرأس مع دوار، إذ سقط مرتين على الأرض، ويعاني من حالة غثيان مستمرة تؤدي لسقوطه، وهناك آلام متواصلة في المفاصل وفي منطقة الكلى اليسرى، كما أنه يتقيأ أحماضًا حارة جداً مما سبب له التهاب في الحلق. كما وأفاد الأسير المضرب بأنه يرفض كل الفحوص الطبية ويرفض كل المدعمات، ويقدّر أنه خسر من وزنه ما يزيد عن 20 كيلو.
أما الأسير المضرب أحمد زهران، فقد أفاد لمحامية الضمير أنه كان بالبداية يعاني من وجع بالمفاصل، ودوخة على مدار الساعة، أما حالياً فإن صحته في تدهور، حيث أنه يشعر بضيق في النفس، ويعاني من حساسية على الجسم (حبوب حمراء)، وحرقة في البول ولا يستطيع الوقوف كثيراً، كما ويشعر بألم في خاصرتيه، ويشرب الماء بصعوبة. كما وأفاد أنه يرفض إجراء الفحوص الطبية.
وبحسب ما نقلت محامية "الضمير" عن الأسيرين جعفر وأحمد، فإنهما يواجهان ضغوط عدة من قبل السجانين لثنيهم عن إضرابهم، إذ جرى نقلهما فور إعلانهما الإضراب إلى زنازين قذرة وعالية الرطوبة، كما وتعرضوا للتفتيش المتكرر خاصة في ساعات الليل.
أما فيما يتعلق بالأسرى المضربين: محمد أبو عكر وحذيفة حلبية ومصطفى الحسنات، فإنه بعد مطالباتٍ عدة من قبل محامي الضمير لزيارتهم؛ عُينت الزيارة بتاريخ اليوم الأربعاء 18 يوليو، لكن يوم أمس، أي قبل موعد الزيارة بيوم، تفاجأ المحامون بنقل الأسرى إلى أماكن مجهولة، وفي صباح اليوم استطاع محامي الضمير التأكد من أماكن وجودهم، حيث نقل الأسير حذيفة حلبية إلى عزل "أيلا"، أما الأسير محمد أبو عكر فنقل إلى عزل عسقلان، والأسير مصطفى الحسنات نقل إلى عزل "اوهليكدار". ويقبع الأسرى الثلاثة في زنازين العزل التي تفتقر للحد الأدنى من متطلبات المعيشة، مما يشكل خطراً أكبر على حياتهم في ظل دخولهم اليوم الثامن عشر من الإضراب المفتوح عن الطعام. بحسب "الضمير".
وقالت المؤسسة الحقوقية إنّه "إضافة إلى المضايقات التي يتعرض لها الأسرى الستة المضربون عن الطعام للضغط عليهم لوقف إضرابهم، وعزلهم عن العالم الخارجي وعن لقاء محاميهم، فإن سلطات الاحتلال واستمراراً لانتهاكاتها اتخذت إجراءات عقابية بحقهم، تمثلت في منعهم من الزيارات العائلية لمدة شهر، وحرمانهم من الكانتينا لمدة شهر أيضاً، وهذه الإجراءات العقابية عادةً ما تستمر وتتجدد، إلى أن يوقف الأسرى إضرابهم وهي وسيلة تستخدمها سلطات الاحتلال للضغط على المعتقلين، وعقابهم على إضرابهم المشروع لتحقيق مطالبهم.
وبدورها، حمّلت مؤسسة الضمير سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى المضربين التي أصبحت معرضة للخطر بشكل متزايد في ظل الظروف التي يقبع بها الأسرى، واستهجت قيام سلطات الاحتلال بنقل الأسرى الثلاثة قبل يوم من موعد زيارة المحامين المحددة، واعتبرت أن هذا الإجراء ما هو إلا محاولة لعرقلة عملهم في متابعة الأسرى المضربين والاطلاع على ظروفهم الصحية.
وعليه، طالبت "الضمير" اللجنة الدولية للصليب الأحمر للتحرك بشكل عاجل وطارئ لزيارة الأسرى المضربين الذين لم يتمكن المحامون من زيارتهم للاطّلاع على وضعهم الصحي وتوثيق الانتهاكات التي يتعرضون لها في العزل.
وجدّدت تأكيدها على دعمها الكامل لمطالب الأسرى المضربين عن الطعام، وشددت على أن الاعتقال الإداري الذي تطبقه دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين هو مخالف لكافة الأعراف الدولية المعمول بها، وقد يرقى لكونه جريمة حرب.
وبالتزامن، نشرت أعلنت مصادر محلية أنّ الأسير الشيخ جمال الطويل من مدينة البيرة، علّق إضرابه المفتوح عن الطعام، بعد 5 أيامٍ من خوضه، وذلك بعد اتفاق على أن يكون هذا التمديد الأخير له، على أن يتم إطلاق سراحه بعد 4 أشهر.