أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا رفضه القاطع لتصريحات نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس التي ألقها أمام مؤتمر ما يسمى "المسيحيون متحدون من أجل إسرائيل"، واصفًا إياها بالاستفزازية.
وقال حنا في تصريح صحفي الثلاثاء: إن" بنس أعلن في كلمته أمس أمام المؤتمر وبطريقة استفزازية أننا نقف مع إسرائيل بسبب قضيتها وقيمها هي قيمنا ومعركتها هي معركتنا، نقف مع إسرائيل لأننا نقف مع الصحيح ضد الخطأ ومع الخير ضد الشر ومع الحرية ضد الطغاة".
وأضاف "كلام في غاية الخطورة الذي تفوه به نائب الرئيس الأمريكي، ويحق لنا ان نتساءل هل هو مسيحي أم لا ؟!، فلو كان مسيحيًا بالفعل لما تحدث بهذا الأسلوب الاستفزازي المسيء للقيم المسيحية، ومن الذي خوله ونصبه لكي يكون متحدثًا باسم المسيحيين ويقول إن المسيحيين متحدون من أجل إسرائيل ؟!".
وتابع أن "بنس ينتمي لتيار متصهين لا علاقة له بقيمنا المسيحية لا من قريب ولا من بعيد، إنه يدعي الانتماء للمسيحية زورًا وبهتانًا، لكن مواقفه وانحيازه للظالمين على حساب المظلومين تدل على أنه أبعد ما يكون عن القيم المسيحية الحقة".
وأوضح أن هذه الظاهرة المسيئة للمسيحية وهي وجود مجموعة تطلق على نفسها "مسيحيون صهاينة" إنما "هؤلاء نعتبرهم دكاكين مُسخرة في خدمة المشروع الصهيوني الاستعماري الاقصائي الاحتلالي العنصري، وهؤلاء لا علاقة لهم بالمسيحية، ومن يقرأ كتبهم ويتعرف على أدبياتهم يكتشف بأنهم أقرب إلى اليهودية الصهيونية المرتبطة بالماسونية الشريرة ولا علاقة لهم إطلاقًا بقيم الانجيل ومبادئه السامية".
وأردف قائلًا: "لقد تجاهل بنس أن هنالك شعبًا فلسطينيًا مظلومًا يعيش في ظل احتلال إقصائي عنصري، كما تجاهل بأن في إسرائيل هنالك فاشية وعنصرية واستهداف لكل من لا يتبنى الفكر والمواقف الصهيونية العنصرية".
وأكد أن هذا الفكر الأمريكي الصهيوني الذي لا علاقة له بالمسيحية هو شريك بالجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
ودعا المطران حنا "بنس وزملائه لأن يعودوا الى رشدهم وإنسانيتهم لكي يكتشفوا بأن ما هم فيه هي هرطقة وضلال يتنافى ورسالة المسيحية وقيمها في مجتمعنا".
وتساءل "إذا ما كان بنس يقول ويدعي بأن (المسيحيين متحدين من أجل إسرائيل)، فنحن نرد عليه قائلين إن المسيحيين متحدين من أجل فلسطين، ومن اجل هذا المشرق وقضاياه الانسانية والوطنية والحضارية".
وأضاف "المسيحيون متحدون ضد العنصرية والقمع والظلم والاستبداد، متحدون في رفضهم للاحتلال وقمعه وظلمه للشعب الفلسطيني"، متابعًا "من يؤيد سياسات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يكون مسيحيًا ولا يمكن أن يكون متحليًا بأي قيمة إنسانية أو حضارية أو أخلاقية أو روحية".