فشل قادة الاتحاد الأوروبي في اختيار شخصيّة مقبولة تتولّى رئاسة المفوضيّة، خلفاً لجان كلود يونكر، ما أدى إلى الدعوة لقمّة أزمة تُعقد الأحد 30 حزيران/يونيو، حيث من المُتوقّع التوصّل الأحد أو الاثنين، إلى قرار بشأن سلسلة من المُرشحين للمناصب العليا بما فيها خليفة يونكر.
واجتمع قادة دول الاتحاد وعددها (28) في بروكسل لمداولات سريّة، لم يُسمح فيها بحضور المساعدين أو الهواتف، غير أنهم لم يتوصلوا إلى اتفاق بشأن من يجب أن يقود التكتّل خلال السنوات المُقبلة.
هذا وتحتدم المنافسة بين مركزي القوى برلين وباريس بشأن من يحق له تولّي قيادة المفوضية ففي الوقت الذي زكّت فيه المستشارة الألمانية ميركل مواطنها مانفريد ويبر نائب رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي قاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حملة لعرقلة الترشح ويُبرر ذلك لافتقاره الخبرة في العمل الحكومي.
بدورها، ذكرت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، السبت على هامش قمة العشرين، أنّ القادة الأوروبيين يودّون بشكل متزايد اختيار الرئيس المقبل للمفوضية الأوروبية من مجموعة من المرشحين البارزين التي قدّمها البرلمان الأوروبي.
وقالت ميركل إنّ الألماني مانفريد فيبر من حزب الشعب الأوروبي المحافظ والهولندي فرانس تيمرمانس من الحزب الاشتراكي الأوروبي هما "حتماً" جزء من الحل في الجدل المُثار بشأن القيادة.
وتأتي تعليقاتها بعد عقد اجتماعات مع قادة أوروبيين آخرين على هامش قمة مجموعة العشرين. فيما لم تُعلّق على تقرير في صحيفة "فيلت أم زونتاج" الأسبوعية الألمانية مفاده أنّ القادة كانوا قد اتفقوا على إخراج فيبر من السباق.
وكانت صحيفة "دي فيلت" الألمانية قد ذكرت يوم الجمعة نقلاً عن مصادر مُطلعة أنّ قادة الاتحاد الأوروبي وافقوا على استبعاد المرشح الألماني المحافظ مانفريد فيبر من شغل منصب رئيس المفوضية الأوروبية وهي الذراع التنفيذية للتكتل.
وأضافت الصحيفة أنّ القرار اتخذ خلال محادثات على هامش قمة مجموعة العشرين، وأيّدت ميركل، التي دعمت محاولة فيبر لخلافة جان كلود يونكر، هذا القرار.
من جانبه، دعا بيدرو سانتشيث القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسباني، السبت 29 حزيران/يونيو، إلى تغيير سياسي في رئاسة المفوضيّة الأوروبيّة، قائلاً في مؤتمر على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا باليابان، قبل يوم من اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي، إنّ بلاده ستسعى للحصول على أحد المناصب العليا في المفوضيّة، وهي الذراع التنفيذي للتكتّل.
يُذكر أنّ سانتشيث هو أحد المفاوضين الاشتراكيين البارزين في المناقشات الرامية لاتخاذ قرار بشأن من سيشغلون المناصب العليا في الاتحاد الأوروبي.
ومن المتوقع أن يصل قادة الاتحاد الأوروبي لقرار بحلول الأحد أو الاثنين بشأن سلسلة من المرشحين للمناصب العليا بالاتحاد الأوروبي، بما في ذلك خليفة لرئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر وكذلك الممثل السامي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ورؤساء البرلمان الأوروبي والمجلس الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي.
ويجب على قادة الاتحاد الأوروبي ترشيح أسماء سوف تتطلب بعد ذلك دعماً من الأغلبية في البرلمان. وأصر البرلمان الأوروبي على اختيار رئيس المفوضية من كبار المرشحين الذين مثلوا أحزابهم في انتخابات البرلمان الأوروبي في أيار/مايو.
وأبرز مرشحين تم طرح أسماءهم بعد الانتخابات هم فيبر وتيمرمانس ومفوضة شؤون المنافسة بالاتحاد الأوروبي مارجريت فيستاجر من التحالف الليبرالي الذي جاء في المرتبة الثالثة في انتخابات أيار/مايو.
فيما عبّر الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس المنتمي للوسط، يوم السبت، عن رفضه أي عرض لتولّي منصب رئيس المجلس الأوروبي وإنه سيسعى بدلاً من ذلك للفوز بفترة رئاسية جديدة.
ويقود من يشغل المناصب العليا ومن ضمنها رئاسة البنك المركزي الأوروبي والمفوضيّة الأوروبية، سياسات التكتّل في قضايا السياسات المالية والهجرة وخروج بريطانيا من التكتّل والتجارة.
وتُعد رئاسة المفوضيّة الأوروبية الوظيفة المحوريّة في الاتحاد، إذ تعمل كجهة رقابيّة على المنافسة وتُشرف على ميزانيّات الدول وتقترح سياسات بشأن تغيّر المناخ والقواعد المُتعلقة بالتكنولوجيا وأمور أخرى، بينما تُكافح الدول الأعضاء لمواجهة تحديات داخلية وخارجية.
والمناصب الخمس العليا ومن ضمنها رئيس المجلس الأوروبي ومسؤول السياسة الخارجية، منوط بها صياغة الحلول الوسط بين الدول الأعضاء الذين تتفاوت مصالحهم الخاصة.
ويتعيّن على المرشح الذي سيخلف في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني جان كلود يونكر أن يحصل على دعم (21) على الأقل من القادة الأوروبيين الـ (28) وعلى أغلبية (376) صوتاً على الأقل في البرلمان المؤلف من (751) نائباً.