أدى آلاف المواطنين صلاة ظهر اليوم الجمعة برحاب المسجد الأقصى المبارك، وسط اجراءات مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي نشرت مزيدا من عناصرها ونصبت متاريس وحواجز على البوابات الرئيسية للبلدة القديمة.

قال خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، إن المشروع الأمريكي لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي المعروف إعلاميا بـ "صفقة القرن" سيكون "مصيره الفشل".

وأضاف الشيخ صبري، خلال خطبة الجمعة في المسجد الأقصى، أن "صفقة القرن اللعينة هي عبارة عن مخطط أمريكي صهيوني".

واعتبر أن "المتتبع لتصريحات السياسيين بشأن صفقة القرن اللعينة يدرك خطورتها فهي: أولا تهدف إلى شطب مدينة القدس من أي محادثات مستقبلية إن حصلت هذه المحادثات".

وتابع خطيب الأقصى: "وثانيا: شطب حق عودة اللاجئين إلى ديارهم؛ فالمخطط الاستعماري هو توطين اللاجئين في الدول العربية، وثالثا: أن تبقى المستعمرات أي المستوطنات تابعة للاحتلال".

وأكمل الشيخ صبري حديثه "رابعا: أن تبقى الأغوار تحت سيطرة الاحتلال أيضا، وخامسا: أن تكون الأراضي الفلسطينية منزوعة السلاح، وسادسا: أن تكون أبو ديس عاصمة لدويلة فلسطين".

وتساءل: "هل هذه الصفقة اللعينة يمكن أن تحل المشكلة الفلسطينية؟، إنها مؤامرة كبيرة تفوق المؤامرات السابقات فماذا بقي لفلسطين بعد ذلك؟"، مؤكدا في الوقت ذاته "ستفشل هذه الخطة اللعينة إن شاء الله".

عززت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة قواتها في المسجد الأقصى ومحيطه خشية اندلاع مواجهات عقب انتهاء صلاة الجمعة بالأقصى في أعقاب استشهاد شاب من العيسوية.

ونشرت قوات الاحتلال الخيالة والقناصة تحسباً لوقوع مواجهات مع الشباب الفلسطينيين.

واستشهد مساء أمس الخميس الأسير المحرر محمد سمير عبيد، بعد إصابته بالرصاص الحي خلال مواجهات عنيفة في بلدة العيسوية.

وشارك، مئات المواطنين من سكان بلدة العيسوية وسط القدس المحتلة، بمسيرة حاشدة، عقب صلاة الجمعة في مسجد الأربعين الكبير وسط البلدة بحضور والد وذوي الشهيد محمد سمير عبيد، في الوقت الذي لم يحسم فيه مصير جثمان الشهيد.

وهتف المشاركون في المسيرة للشهيد وضد الاحتلال، ورددوا شعارات أبرزها "بالروح بالدم نفديك يا شهيد"، في حين واصلت قوات الاحتلال حصارها العسكري المشدد للبلدة.

من جانبه، أفاد المحامي محمد محمود أن قاضي محكمة صلح الاحتلال غربي المدينة لم يلزم شرطة الاحتلال بتسليم جثمان الشهيد عبيد، وأمهل الشرطة 48 ساعة لأخذ قرارها بتسليم الجثمان أو عدمه.

وأكد أنه سيتوجه الى محكمة الاحتلال العليا للمطالبة بتسليم الجثمان.

وكان الشاب محمد سمير عبيد ارتقى مساء أمس برصاص قوات الاحتلال التي اقتحمت البلدة لقمع المشاركين في وقفة احتجاجية ضد ممارسات واقتحامات قوات الاحتلال اليومية والمتكررة للبلدة وتنكيلها بالسكان.