قال خبير عسكري "إسرائيلي" إن "سخونة جميع الجبهات المحيطة بإسرائيل، في ظل صيف حار وعملية انتخابية حامية، تجعل الجيش الإسرائيلي يوجه جهوده نحو الضفة الغربية، لا سيما عقب تصريحات السفير الأمريكي في تل أبيب، ديفيد فريدمان، حول أحقية إسرائيل بضم الضفة الغربية، ما أدخل الفلسطينيين والمستوطنين في حالة من الاستنفار عالي المستوى".
وأضاف أمير بوخبوط، في تقريره بموقع "ويللا" العبري، وترجمته "عربي21"، أن "كل ذلك يضع المزيد من الضباب على مستقبل الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، في ظل عدم وضوح تطورات المرحلة القادمة في منطقة تأتي دائما بالمفاجآت غير المتوقعة، والتبعات العنيفة، وتوفر المزيد من الوقود لصبه على النار المشتعلة، ما يطرح أسئلة عديدة حول مدى جاهزية الجيش للتعامل مع سيناريو اندلاع انتفاضة ثالثة".
وأكد بوخبوط أن "هذا التأهب لتطورات الضفة الغربية يأتي في الوقت الذي ما زال قطاع غزة ينزف، وحدود سوريا ولبنان تسخن رويدا رويدا، حتى أن الإيرانيين يزيدون من نفوذهم في أعماق سوريا، ما يجعل من مهمة قائد أركان الجيش أفيف كوخافي الموازنة بين هذه الجبهات المتوترة".
وأوضح أن "مهمة الجيش في الضفة الغربية تبدو أكثر صعوبة، في وقت يبدو فيه المستوى السياسي منشغلا بتطورات العملية الانتخابية، وهنا يكمن دور المستوى العسكري في التأثير على نظيره السياسي، لتنفيذ عمليات من شأنها تهدئة التطورات".
وأكد أن "خطورة جبهة الضفة الغربية على إسرائيل تأتي لأنها تزدحم بآلاف نقاط الاحتكاك مع الفلسطينيين، وفي حال اندلاع موجة عمليات وهجمات فلسطينية جديدة، فإن ذلك يتطلب من قيادة الجيش توفير الإجابات السريعة للتعامل معها".
وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي اعتقل في 2018 وحده ثلاثة آلاف فلسطيني متورطين بالتحضير لهجمات مسلحة ومقاومة شعبية، وألقي القبض على أربعمئة قطعة سلاح، ومصادرة مليوني شيكل معدة لتمويل هذه الهجمات، وهذه المعدلات أخذت بالازدياد مع بداية 2019، فمنذ يناير حتى نهاية أبريل تم اعتقال أكثر من ألف فلسطيني، ومصادرة 270 قطعة سلاح".
وأشار إلى أنه "رغم الاحتكاك المتواصل بين الجيش والفلسطينيين، لكن المصلحة الاقتصادية باستقرار الوضع، وسياسة العصا والجزرة، تمنع أي تدهور في الوضع الأمني الذي قد ينفجر فجأة في أي لحظة، بسبب خطأ ميداني أو عملية إستراتيجية".
وختم بالقول إنه "من الصعب تصور كيف سيكون مشهد الضفة الغربية في مثل هذا الوضع المتوقع، لكن معالمه آخذة بالاتضاح مع مرور الوقت، فهو يتكون من غضب شعبي عارم، وآلاف المسلحين المشاركين، وظهور الخلايا النائمة، مع تحريض كبير، وواقع ميداني متفجر، كل ذلك يعيدنا عقدين إلى الوراء إبان اندلاع انتفاضة الأقصى أوائل الألفية الثالثة".