حذّر القيادي بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمد شلّح، من نوايا رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب الخبيثة وخاصة بعد فشلهم في تشكيل الحكومة الإسرائيلية؛ حيث كان ذلك صفعة قوية "لصفقة القرن" التي قد تؤجل أو تنهار.
وأوضح شلّح في تصريحات إذاعية، أن نتنياهو بحاجة إلى معجزة لإنقاذ حياته السياسية، ناهيك أنه قد يتعرض للسجن بتهم الفساد التي تواجهه، متوقعاً أن يرتكب مجزرة أو حماقة جديدة ضد شعبنا حتى ينجو بنفسه.
ولفت إلى أن هذه النوايا الخبيثة بدأت بالظهور بالأمس عندما وضع نتنياهو شروطاً تعجيزية للالتزام بتفاهمات التهدئة، وهي إنهاء مسيرات العودة، والإفراج عن جنوده الذين في قبضة المقاومة، وهذه الشروط رفضتها المقاومة، وسترفضها، لذلك علينا أخذ الحيطة والحذر، فالأيام القادمة قد تشهد تصعيداً كبيراً.
وطالب شلّح بنقل المعركة للضفة والقدس، على ضوء التصريحات الأخيرة للسفير الأمريكي لدى الاحتلال فريدمان، التي اعتبر فيها بأن "إسرائيل لها الحق في ضم أجزاء من الضفة الغربية".
وقال: "إن هذا اليهودي الأمريكي المتطرف يعمل ضمن ماكينة استعمارية استيطانية لصالح المشروع الصهيوني، وينفذ تعليمات نتنياهو، وهو سفير للمستوطنين بالأساس، قبل أن يكون سفيراً لأمريكا".
وأشار شلّح إلى أن فريدمان يعمل ضمن الأجندة الأمريكية المعدة لتصفية القضية الفلسطينية "صفقة القرن"، وقد سبق هذه التصريحات اعتراف أمريكا بضم إسرائيل لهضبة الجولان السورية.
وبيّن شلّح أن هذا يؤكد للعالم أن كل ما يقوم به ترامب وسفيره يستند للغة القوة ويعتمد البلطجة والغطرسة، مشدداً على أن أمريكا أصبحت علانية هي المسؤولة عن كل جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
وفي معرض سؤاله عن موقف العرب والمسلمين من الموقف الأمريكي قال شلّح: "بعيداً عن دعم ومساندة محور المقاومة لنا؛ لكن للأسف الشديد، هناك بعض الزعماء العرب يشاركون نتنياهو وفريدمان بوضع الخطط لتصفية القضية الفلسطينية، ويفتحون عواصمهم على مصراعيها للصهاينة، ويشاركونهم في مناورات عسكرية، وجاهزون لأن يشتروا منا فلسطين بأموالهم ويقدموها هدية لإسرائيل؛ ويحصرون قضيتنا بالجانب الإنساني".
ونوه إلى أن هذا الموقف العربي الدخيل يأتي على أمتنا من خلال المناكفة المصطنعة بين دول الخليج وإيران، والتي تستغلها أمريكا بابتزاز دول الخليج مالياً تحت عنوان "إيران هي عدوكم وليس إسرائيل"، مشيراً إلى أنه مادامت إيران هي الداعم الرئيس للقضية الفلسطينية والمقاومة، فهي إذاً عدو لدول الخليج، ولا مانع من بيعها وإهدائها لإسرائيل!
وعندما سئل شلّح عن المطلوب فلسطينياً في هذه المرحلة، قال: "مازالت الكرة في ملعب الرئيس أبو مازن، وخاصة بعد تصريحاته الأخيرة ضد "صفقة القرن" وإعلانه بأن كل الصفقات إلى الجحيم. وقد رحبنا بهذا الموقف، وما زلنا ننتظر البناء عليه".
وطالب شلّح الرئيس أن يدعو الأمناء العامين لجميع الفصائل، لوضع إستراتيجية موحدة للمواجهة في ظل ما يعصف بنا جميعاً وبقضيتنا من مؤامرات.
وشدد على أن نقل المعركة للضفة والقدس، يعد الطريق الأقصر للوحدة وإنهاء الانقسام، كون الدم هو الذي يوحدنا دائماً.