قال خبير أمني "إسرائيلي" إن "الوضع الأمني في الحرم القدسي من شأنه أن يشعل المنطقة، فالتوتر الذي يشهده بين حين وآخر يشبه فتيلا ينتظر الصاعق الذي يفجر الأراضي الفلسطينية، من خلال اندلاع المزيد من التوتر الميداني بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأضاف يوسي ميلمان في مقاله بصحيفة معاريف، وترجمته "عربي21"، أن "ما حصل في الأيام الأخيرة يذكرنا من جديد بأن مسالة الحرم القدسي حساسة ومتفجرة، في الوقت الذي لا تبدي فيه الحكومة الإسرائيلية الدور المأمول منها؛ لأن من يحدد السياسة العامة للدولة شخص واحد ما زال منشغلا في الانتخابات أكثر من أي ملف آخر".
وأوضح أن "الحرم القدسي ما زال يعدّ صاعقا ذا فتيل قصير، وقد اندلعت أحداث الأيام الأخيرة في توقيت إشكالي غير متوقع بسبب أجندة العام، فنحن في العشر الأواخر من رمضان، والفلسطينيون أحيوا يوم القدس العالمي للمسلمين، واليهود أحيوا يوم القدس الخاص بهم، وهي مناسبات تذكرنا بأن حبل الصاعق يقصر يوما بعد يوم".
وأشار إلى أن "سبب التوتر بالحرم القدسي أن الشرطة بعد التشاور مع جهاز الأمن العام الشاباك سمحت لليهود باقتحامه، مع أنها في سنوات ماضية منعتهم بشهر رمضان، خاصة في أيامه العشر الأخيرة، لكنها هذا العام ورغم الأحداث المزدحمة سمحت لهم، لأنها في حال منعتهم فإن مزاعم اليمين الإسرائيلي بشأن السيادة اليهودية على القدس الموحدة ستتضرر، ويغضب ذلك المنظمات اليهودية المتحضرة لإقامة هيكل سليمان".
وأكد أننا "نعيش حقبة انتخابات حامية، ما رفع من مستوى التوتر والاحتكاك بين الجانبين، مع أن الخلافات بين الشرطة والشاباك في مسألة السماح لليهود بدخول الحرم أو منعهم كبيرة وواسعة، فالشاباك لا يفضل المخاطرة بإفساح المجال أمامهم لاقتحام الحرم؛ لأنه مسؤول عن الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية، ورؤيته التقييمية للحدث وتبعاته أوسع من الشرطة، سواء بنظرته لحماس في غزة أو العلاقة مع الأردن".
وأضاف أن "الشرطة الإسرائيلية يقتصر دورها على حفظ الأمن في القدس فقط، وربما تغامر بالذهاب بعيدا في أخذ نسبة من المخاطرة، وحصل هذا التباين سابقا في مسألة البوابات الإلكترونية والكاميرات، وجاءت النتائج قاسية عقب اندلاع مواجهات ساخنة في الحرم أعقبها توتر في العلاقة مع الأردن، دفعت رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو للتراجع عن قراره".
وأشار إلى أن "خلاف الجهازين بالنسبة لتقييم الأوضاع في القدس عائد لانخراطهما في الشؤون السياسية الداخلية لإسرائيل، فالشرطة تابعة كليا لوزير الأمن الداخلي الليكودي غلعاد أردان، فيما يبدو الشاباك محصنا من أي اعتبارات حزبية، وتقييماته مهنية بحتة، لكن من الواضح أن الشاباك خضع مؤخرا لتسوية ما مع الشرطة باشتراط بقاء اليهود لعدة ساعات فقط في الحرم القدسي".
وختم بالقول إن "هذه الساعات القليلة تخللها اقتحام قرابة ألف يهودي للحرم، وهكذا اندلعت الاشتباكات مع الفلسطينيين، وكان يمكن لهذه الأحداث أن تتسع وتزداد سخونة لو تم استخدام وسائل أكثر خشونة لفض الاحتكاكات بين الفلسطينيين واليهود، لكنها مناسبة لتذكيرنا بأن مسألة الحرم القدسي كم هي حساسة وساخنة".