أكد عضو القيادة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الدكتور محمد شلّح أن الكيان الصهيوني يعيش أزمة كبيرة بسبب تعاظم قوة محور المقاومة في المنطقة، لاسيما التحدي الإيراني الواضح والماثل أمامنا اليوم للغطرسة الأميركية عبر رفض مشاريع الهيمنة والاستعمار، فضلاً عن الانتصار الكبير لسورية على هذه المؤامرة الكونية التي تعرضت لها دمشق، بما في ذلك انتصارات حزب اللـه في عام 2000-2006، علاوة على حالة العجز التي أصابت هذا الكيان في مواجهة غزة بعد أن طالت صواريخها «تل أبيب»، الأمر الذي خلق حالة من عدم الاستقرار سياسياً وأمنياً داخل كيان الاحتلال، وصولاً لفشل نتنياهو في تشكيل حكومته الخامسة، وهذا سينعكس سلباً على تمرير «صفقة القرن» وربما ستؤجل أو تفشل برمتها.
وعن علاقة حركة الجهاد الإسلامي بـالجمهورية الإسلامية الإيرانية وسورية، قال شلّح خلال حوار خاص مع صحيفة «الوطن»: «هناك تطور كبير تشهده العلاقة ونحن نعتز ونفتخر بهذه العلاقة التي ظهرت أثارها الإيجابية واضحة من خلال امتلاك المقاومة في غزة للقوة العسكرية التي تتصدى من خلالها للعدو الإسرائيلي والتي ما كانت لتكون لولا دعم وإسناد إيران وسورية وحزب الله، داعياً الجميع أن يحذوا حذو حركته بالانضمام لمحور المقاومة، معتبراً إياه الطريق القصير لطرد الاحتلال الأميركي الصهيوني من المنطقة».
من جهة ثانية أكد شلّح أن يوم القدس العالمي أصبح بمثابة تظاهرة وطنية إسلامية جهادية في العالم، انتصاراً للقدس ولمظلومية الشعب الفلسطيني».
ويحيي العالمان العربي والإسلامي "يوم القدس العالمي"، في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك نصرة للشعب الفلسطيني ، وتنديدا بجرائم كيان الاحتلال المتواصلة ضد الفلسطينيين، وللمطالبة بالتصدي للمخططات الإسرائيلية ضد مدينة القدس المحتلة، ورفضاً لصفقة القرن الأمريكية.
وبين شلّح : أن يوم القدس يحمل رسالة قوية لأعداء الأمة أن كل ما يخطط له من قوى الاستكبار العالمي، وعلى رأسها أميركا وربيبتها «إسرائيل» ضد القضية الفلسطينية لن يمر مرور الكرام، مبيناً أن خروج مئات الآلاف نصرة للقدس في يومها العالمي، هي مفخرة للأمة الإسلامية جمعاء، ودعم جماهيري كبير للشعب الفلسطيني في معركته مع الاحتلال».
وأضاف «هذا اليوم يأتي في ظل لحظة تاريخية فارقة تسعى فيها واشنطن لتصفية القضية الفلسطينية عبر مؤامرة «صفقة القرن» المشبوهة وتحت غطاء تطبيعي عربي غير مسبوق».
واستغرب القيادي في الجهاد الإسلامي حالة التهافت العربي نحو التطبيع مع «إسرائيل»، واصفاً هرولة بعض حكام العرب نحو الكيان بـ«الفضيحة الأخلاقية»، وتنكر لتاريخ الأمة الزاهر الحافل بالبطولات والانتصارات، مستدركاً: هؤلاء المطبعون سيندمون وسيتحطم مستقبلهم على صخرة صمود الشعب الفلسطيني، وكل أحرار العالم الذين يرفضون الصفقات والمشاريع التصفوية الرامية لإنهاء القضية الفلسطينية».
وجدد شلّح «رفض حركته بأشد العبارات للمؤامرة التي يدشنون لعقدها في البحرين في حزيران القادم برعاية أميركية، تحت مسمى السلام الاقتصادي، موضحاً أن هناك خطورة ثقافية وأيديولوجية على الشعوب العربية والإسلامية من مؤتمر المنامة، قائلاً: «كنت أتمنى أن تبقى هذه العاصمة نائمةً إلى الأبد، يا ليتها ما فتحت أبوابها للمطبعين والزعماء الخونة الذين سيقفون بجانب العدو الإسرائيلي ضد بيت المقدس يا عارهم، يا فضيحتهم».
وبشأن ما يجري من تفاهمات بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال، أكد د. محمد شلّح أن «العدو يتملص من تفاهمات كسر الحصار عن قطاع غزة، لكن المقاومة تعي ذلك جيداً وسيكون لها كلمة وموقف واضح وفق قاعدة إذا التزم الاحتلال سنلتزم وإذا لم يلتزم فنحن في حل من أي التزامات، مشدداً على أن المقاومة قادرة على إجبار العدو على الالتزام بما تم الاتفاق عليه، مشيراً إلى أن الاحتلال سبق وأن طلب واستجدى التهدئة».
وأوضح القيادي في الجهاد الإسلامي أن «فهم حركته للتهدئة يأتي كمحطة مؤقتة تحكمها الظروف هدفها تحقيق احتياجات ومتطلبات شعبنا الأساسية والتي من شأنها أن تعزز صموده ليتمكن من مواصلة طريق المقاومة، مؤكداً أن ما يجري من تفاهمات برعاية مصرية وأممية ليست اتفاقاً أو معاهدة سياسية».
وفي ختام حديثه جدد القيادي شلّح تأكيده على أن قوى المقاومة ستواصل مقاومتها السلمية والعسكرية لهذا الاحتلال حتى تحرير كامل تراب فلسطين».