قال خبير عسكري "إسرائيلي" إن "إلقاء نظرة على ما وصلت إليه التفاهمات بين حماس وإسرائيل بواسطة مصر وقطر والأمم المتحدة، يشير إلى أننا أمام عناق الدب الذي تجد فيه الأطراف نفسها، فمن جهة نحن أمام تسوية دبلوماسية وتسهيلات للتخفيف من الضائقة الإنسانية في غزة مقابل تحقيق الهدوء، ومن جهة أخرى فإن جولات التصعيد تندلع؛ لأن حماس لا تبدي ارتياحها من نتائج التفاهمات، أو أن مجموعة صغيرة معنية بتشويشها"، على حد زعمه.
وأضاف رون بن يشاي، في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21"، أن "الأحداث الأخيرة في غزة نموذج معبر جدا عن إدارة الأزمة الحاصلة منذ أكتوبر 2018، لأن الاتفاق على المرحلة الثانية من هذه التفاهمات تم تحقيقها بصورة أو بأخرى بين الجانبين".
وأوضح أن "حماس تتهم إسرائيل بتنفيذ جزء بسيط مما تم الاتفاق عليه، ومن الواضح أن الأمور لا تبدو دائما تحت السيطرة، وتأخذ الإجراءات البيروقراطية دورها بإعاقة تنفيذ بعض الخطوات، ما يجعل الطرفين يسيئان الظن في بعضهما البعض".
وأكد أنه "فيما أبدت إسرائيل موافقتها المبدئية على كل مطالب حماس شرط أن يتحقق الهدوء في غزة، فقد شهد المستويان السياسي والأمني في إسرائيل نقاشات مكثفة، وعلى أعلى المستويات، وتم التوصل للإستراتيجية التالية: يجب تحقيق هدوء امني واستقرار معيشي في غزة دون أن يؤدي ذلك لتعاظم قوة حماس العسكرية التي تهدد إسرائيل".
وأضاف أن "إسرائيل في النهاية أعلنت عن موافقتها على إقامة مشاريع اقتصادية كبيرة في القطاع مقابل إيجاد حل لموضوع الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس منذ حرب غزة الأخيرة 2014".
وأشار إلى أن "حماس وإسرائيل تجدان نفسيهما في ذروة تنفيذ المرحلة الثانية من التفاهمات الإنسانية، لكن البطء في التنفيذ يرفع من مستوى إحباط حماس؛ لأن سكان القطاع الذين يزداد وضعهم خطورة وسوءا، وكذلك كوادر حماس الذين يتقاضون رواتب مقلصة، تشير جميعها إلى حالة من عدم الرضا من حجم التسهيلات الإنسانية التي حصلوا على وعود بشأنها، أو أنها تنفذ بصورة بطيئة".
وأكد أنه "كلما كان تنفيذ التفاهمات بطيئا ارتفع منسوب الإحباط في غزة، والنتيجة زيادة معدلات البلالين الحارقة والطائرات الورقية المشتعلة والإرباك الليلي والرد الإسرائيلي، وهو ما رأيناه في الأيام الأخيرة".
وأوضح أن "هناك جملة أسباب قد تدفع باتجاه تفجير هذه التفاهمات، ومنع تنفيذها، من بينها خروج مسيرات العودة عن السيطرة، أو أن تذهب السلطة الفلسطينية لإجراء المزيد من التقليصات المالية التي تصل القطاع، وغيرها من الأسباب، ما جعل الجيش في حالة استعداد لإمكانية نشوب مواجهة عسكرية كبيرة وواسعة، وقد حصل على تعليمات لرفع مستوى الجاهزية اللازمة".
وختم بالقول إن "المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل يريدان التهدئة، لكنهما يدركان أنهما أمام سيناريو واقعي مفاده عدم تحققها وتطبيقها، وبالتالي اضطرار الجيش للخروج في معركة واسعة، وقد تكون في الأشهر القادمة".