تمكن باحثون من فك رموز منحوتة حجرية في منطقة طبريا بالداخل الفلسطيني المحتل عمرها نحو 18 قرنًا بمساعدة باحث وخبير خطوط ألماني.
ويتضح أن القيصر الروماني مكسيمينوس تاركوس الذي حكم في الفترة 236-238 ميلادي قد نقش في منحوتة حجرية بازلتية داخل مدينة سوسيتا الأثرية في شرق بحيرة طبرية تحمل خريطة الطرق الرومانية العتية في منطقة الجليل الفلسطيني والجولان السوري.
ويعتقد الباحثون أن عمليات ترميم هذه الطرقات في المنطقة قد تمت في فترة حكم القيصر المذكور بعدما شقت قبل ذلك.
ويعمل منذ عقدين باحثون من جامعة حيفا على كشف ملامح مدينة سوسيتا التاريخية شرقي طبرية، وهي المدينة الرومانية (البولس) الوحيدة في الجولان من بين عشر مدن مركزية بناها الرومان في الشرق.
يشار الى أن مثل هذه المنحوتات أو الخرائط الحجرية الرومان قد وضعت في الطرقات وفصلت بين كل منها مسافة 1480 مترا، وسبق أن عثر على مثيلاتها في الطريق بين سوسيتا في جنوب الجولان وبين بانياس في شمال الجولان.
ولكن هذه المرة الأولى التي يعثر فيها على منحوتة حجرية تحمل نصا لم يتمكن الباحثون من فك رموزه إلا اليوم وبمساعدة غرغور شطاوب وهو باحث ألماني خبير بالخطوط ونصوص عتيقة من جامعة كيلن.
ونجح شطاوب بقراءة النقش وتعرف على تسمية القيصر الروماني مكسيمينوس تاركوس ومعه اسم ابنه ومجمل ألقابه.
ونجح الباحث الألماني من فك رموز النقش بعد طباعته على نوع معين من الورق وهو الآخر يرجح أن المنحوتة هذه تعني ترميم الطرق الرومانية بين الجليل والجولان خلال فترة حكمه، والمتزامنة مع بداية تراجع مكانة الامبراطورية الرومانية في منتصف القرن الثالث ميلادي.
ويعتقد الباحث الألماني أن مثل هذه المنحوتات كانت تهدف وقتها لتوضيح المسافات وزرع الشعور بالأمان لمن يستخدم الطرقات الرومانية وكذلك شكلت وسيلة دعائية تحمل رسالة مفادها أنك "أيها المسافر بأمان وتسير تحت رعايتنا".
وكشف الباحثون أيضًا عن بقايا وأطلال تابعة لمدينة سوسيتا منها آثار أرضية فسيفسائية لدير بيزنطي وأدوات زراعية قديمة وفرن حجري عملاق قطره نحو مترين لتدفئة صالة كبيرة داخل الدير، علاوة على إعداد أطعمة بواسطته.