أكد وزير الخارجية الإيراني جواد طريف أن أيران لا تسعى لمواجهة، لكنها لن تهرب من الدفاع عن نفسها.
وأوضح ظريف في مقابلة مع رويترز اليوم الخميس، بإن "الفريق ب" الذي يضم مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جون "بولتون" ورئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين" نتنياهو ربما حضّا ترامب على الدخول في صراع مع إيران.
وقال "أولئك الذين رسموا السياسات الجاري اتباعها لا يريدون ببساطة حلا يجري التوصل إليه بالتفاوض. لكن دعوني أقولها واضحة إن إيران لا تسعى لمواجهة، لكنها لن تهرب من الدفاع عن نفسها“.
وحذر ظريف من احتمال أن يحاول أناس "تدبير حادث" من شأنه أن يثير أزمة أوسع.
وازدادت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحبت إدارة ترامب العام الماضي من اتفاق نووي دولي مع إيران وبدأت في إعادة فرض "العقوبات" عليها. وأدرجت واشنطن هذا الشهر الحرس الثوري الإيراني في قائمتها "السوداء" وطالبت مشتري النفط الإيراني بالتوقف عن الشراء بحلول مايو أيار وإلا واجهوا "عقوبات".
وقال ظريف إن إيران ستتصرف بحكمة إزاء ما يراه سياسات خطيرة من جانب الولايات المتحدة. وعلى سبيل المثال قال إن إيران ستظل تسمح للسفن الحربية الأميركية بالمرور في مضيق هرمز، أهم شريان نفطي في العالم.
ووصف ظريف القرار المتعلق بالحرس الثوري الإيراني بأنه أحمق، لكنه ألمح إلى أن إيران لا تعتزم الرد عسكريا ما لم تغير الولايات المتحدة قواعد الاشتباك التي تحكم كيفية تعاملها مع القوات الإيرانية. ولم يلمح الجيش الأميركي إلى أنه سيغير سلوكه بعد إدراج الحرس الثوري الإيراني في القائمة السوداء.
وقال ظريف "سنتحلى بالحكمة لكن هذا لا يعني أنه إذا غيرت الولايات المتحدة قواعد اللعبة، أو غيرت قواعد الاشتباك، فإنها ستتمكن من الإفلات".
ويمر بمضيق هرمز ثلث النفط المنقول بحرا في العالم يوميا، ويربط منتجي الخام في الشرق الأوسط بأسواق منطقة آسيا والمحيط الهادي وأسواق أوروبا وأمريكا الشمالية وما وراءها.
وردا على سؤال عن إمكانية استمرار مرور السفن الحربية الأميركية في مضيق هرمز قال ظريف، وهو دبلوماسي محنك يشغل منصب وزير الخارجية منذ أكثر من ست سنوات، "السفن يمكن أن تمر عبر مضيق هرمز“.
وتابع "إذا ظلت الولايات المتحدة محافظة على قواعد الاشتباك، قواعد اللعبة، وعلى قنوات الاتصال والبروتوكلات القائمة، فساعتها وعلى الرغم من حقيقة أننا نعتبر الوجود الأميركي في الخليج الفارسي مزعزعا للاستقرار أساسا، لن نتخذ أي إجراء“.
وأشار الوزير الإيراني إلى أن بلاده ستبدي مرونة أمام "العقوبات" الأميركية وقال "أعني أن هناك دائما سبلا للالتفاف حول العقوبات. نحمل دكتوراه في ذلك المجال“.
وأشار ظريف الى أن "العقوبات" النفطية تضر بالمواطن العادي وقال إن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لبيع النفط لدعم مواطنيها.
وحين سئل من ذا الذي يمكن أن تفكر إيران في بيع النفط له أجاب "إذا أخبرتكم فلن نتمكن من بيعه لهم".