أبلغت جامعة الدول العربية دبلوماسيين عرب وأوروبيين لهم علاقة بالإدارة الأمريكية، أنها قلقة من احتمال أن الأردن ومصر ستستجيبان بشكل سلبي مع خطة التسوية الأمريكية والمعروفة إعلامياً بـ"صفقة القرن"، ما قد يؤثر على دول أخرى في المنطقة، بحسب صحيفة "هآرتس" العبرية.
وأوضحت الصحيفة العبرية، أن هناك صراعاً بين الإدارة الأمريكية، وقيادة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس من أجل كسب مواقف الدول العربية إلى جانب كل منهما بشأن الخطة.
ونقلت عن أحد الدبلوماسيين العرب قوله للصحيفة: إن "الإدارة الأمريكية تدرك أن الأردن سوف يجد صعوبة في دعم الخطة كما هو مبين حاليًا في تقارير وسائل الإعلام، بدون دولة فلسطينية ودون أي حل لمشكلة اللاجئين".
وأشارت إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني كان قد قال خلال اجتماع مع زعماء يهود في الولايات المتحدة، إنه "وعلى الرغم من عقد العديد من الاجتماعات مع الفريق الأمريكي بقيادة جاريد كوشنر إلا أنه لا يعرف تفاصيل الخطة الأمريكية".
وقال مصدر أمريكي للصحيفة: إن "الملك عبر عن تشاؤمه حيال الخطة، مفضّلًا مناقشة قضايا أخرى مثل الوضع في سوريا وأزمة اللاجئين التي تؤثر على الأردن".
وتابعت الصحيفة: إن "البيت الأبيض يرسم صورةً أكثر تفاؤلاً في ظل صلات كوشنير الشخصية مع كبار المسؤولين الخليجيين"، مبينةً أن هدفه حاليًا فصل الموقف الفلسطيني بشأن الخطة، عن موقف العالم العربي.
وأردفت: "تدرك الإدارة أن الأردن ومصر ودول عربية أخرى سوف تجد صعوبة في دعم خطة لا تشمل دولتين وعاصمة فلسطينية في القدس الشرقية، لكنها تأمل ألا يكون الرد العربي رفضًا تامًا للخطة".
ونوهت إلى محاولات المبعوث الأمريكي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط "جيسون غرينبلات"، نفي الأخبار التي تشير إلى أن الخطة تشمل نقل فلسطينيين إلى سيناء أو إقامة كونفدرالية في الأردن.
وعلمت الصحيفة العبرية، أن غرينبلات التقى في عدة مناسبات مع منظمات يمينية في الولايات المتحدة تروج لفكرة تبادل الأراضي في سيناء، وقد حدث بعضها قبل دخول ترامب إلى البيت الأبيض، بينما كان غرينبلات مستشارًا لحملة ترامب الانتخابية.
ووفق الصحيفة، فإنه "حين كشف كبار المسؤولين السابقين في إدارة باراك أوباما عن هذه الاجتماعات، لجأوا إلى غرينبلات وحذروه من أن هذه فكرة من شأنها تعريض العلاقات الإسرائيلية المصرية للخطر، ورد عليها بأنها (نظرية مؤامرة)، متهمًا الفلسطينيين بنشر معلومات كاذبة تهدف إلى تحريض الرأي العام العالمي والعربي ضد الخطة".
وأشارت إلى أن المسؤولين في الإدارة الأمريكية لديهم قناعات بأن الفلسطينيين يعملون على ترويج مثل هذه الأخبار حول سيناء والأردن، من أجل تخريب فرص النجاح.
وبدأت ملامح "صفقة القرن" تظهر للعلن مُنذ أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب العام الماضي، اعتراف إدارته بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، في خطوة سبقتها إدانات وانتقادات عربية ودولية وإسلامية.