اتهم مركز أسرى فلسطين للدراسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي بتعمد ممارسة سياسة القتل البطيء بحق الأسرى المرضى، بمنع تقديم العلاج اللازم لهم وتأخير الفحص الطبي لسنوات حتى تتغلغل الأمراض في أجسادهم لحد انعدام الأمل في شفاءهم وارتقاء بعضهم شهداء كان أخرهم الأسير فراس بارود.
وذكر الناطق باسم المركز رياض الأشقر في بيان صحفي بمناسبه اليوم العالمي للصحة والذي يصادف السابع من نيسان من كل عام، والذي خصصه المجتمع الدولي لمضاعفة العمل لحماية صحة الناس في كل أنحاء العالم وعافيتهم، وجعلها أولوية للمنظمات الصحية، وخاصة منظمة الصحة العالمية.
وقال إن المجتمع الدولي الذي خصص هذه اليوم لحماية الأسرى المرضى، لا يلتفت الى معاناة ما يزيد عن (1100) أسير فلسطيني مريض في سجون الاحتلال يحرمون من ابسط حقوقهم في تقديم العلاج اللازم لهم، والمتابعة الصحية الدورية لأوضاعهم، الامر الذي ادى الى استشهاد العشرات منهم داخل السجون وخارجها.
وأشار إلى أن الاحتلال يعتقل (6000) أسير فلسطيني، بينما تبلغ نسبة الأسرى المصابين بأمراض مختلفة في السجون 17%، وهذه الأمراض تتراوح ما بين الأمراض البسيطة والخطيرة، بينما هناك أسرى يتعرضون للموت في كل لحظة نتيجة تدهور أوضاعهم الصحية إلى حد الخطورة القصوى وسط استهتار واضح ومتعمد من قبل الإدارة لتقل هؤلاء الأسرى بشكل بطيء، مشيرا الى وجود 23 أسير مصاب بمرض السرطان في سجون الاحتلال أخطرهم بسام السايح وسامي أبودياك، معتصم رداد وغيرهم.
وأضاف أن الأسرى المرضى في السجون يتعرضون لمجزرة حقيقة، في ظل انعدام الرعاية الطبية لهم، والاستهتار بحياتهم، بل وإعطاءهم أدوية لا تناسب أمراضهم، فيما يتعمد الاحتلال تأخير إجراء العمليات الجراحية للأسرى المرضى، أو إجراء تحاليل طبية وصور إشاعة، لعدة سنوات مما يفاقم حالتهم الصحية، ويصعب شفاؤها.
إضافة إلى عدم توفير أطباء مختصين داخل السجن كأطباء العيون والأسنان والأنف والأذن والحنجرة، كذلك عدم وجود أطباء مناوبين ليلاً لعلاج الحالات الطارئة، بينما لا توفر إدارات السجون الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة كالأطراف الاصطناعية لفاقدي الأطراف والنظارات الطبية وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة.
وبيّن الأشقر أن ظروف الاعتقال القاسية تؤدى إلى تزايد معاناة الأسرى المرضى بل وتتسبب لهم في الأمراض والتي تتمثل بقلة التهوية والرطوبة الشديدة والاكتظاظ الهائل بالإضافة إلى النقص الشديد في مواد التنظيف العامة وفي مواد المبيدات الحشرية، هذا عدا عن ظروف التحقيق المميتة التي تسببت بإعاقات لبعض الأسرى.
وتساءل: "ألا يستدعى كل ذلك تدخل المنظمات الطبية العالمية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية وأطباء بلا حدود لحماية الأسرى المرضى من الموت البطيء في سجون الاحتلال، حيث يضرب الاحتلال بعرض الحائط كل المواثيق الإنسانية التي تنص على تقديم الرعاية الصحية المطلوبة لهم".
وطالب المركز في يوم الصحة العالمي بالخروج من حالة الصمت على سياسة الاحتلال التي تهدف لقتل الأسرى بعدم تقديم العلاج المناسب لهم، والاستهتار بحياتهم، والضغط على الاحتلال لتقديم العلاج اللازم للأسرى قبل فوات الاوان.