Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

بحاجة إلى تغيير جذري.. البث الحي كابوس شبكات التواصل الاجتماعي

1.jpg
فضائية فلسطين اليوم - وكالات

قد يكون هناك الكثير الذي لا نحبه بفيسبوك هذه الأيام، لكن عندما تُستخدم واحدة من أبرز مزايا الشبكة الاجتماعية، البث المباشر للفيديو، أداةً للإرهاب، فإن الغضب البحت لا يعود كافيا، وفقا لمقال كتبه إيان شير على موقع سي نت المعني بشؤون التقنية.

يقول الكاتب إن الدليل الأخير على أن البث المباشر بحاجة إلى تغيير جذري جاء الجمعة “عندما بدأ مسلح بالبث المباشر على فيسبوك قبل دخوله مسجدا ليرتكب أبشع جريمة قتل جماعي في تاريخ نيوزيلندا”.

وبينما هو يحضر لارتكاب مجزرته، قال ساخرا “تذكروا يا رفاق، اشتركوا بـبيو داي باي”، في إشارة إلى قناة يوتيوب بهذا الاسم لصاحبها اليوتيوبر السويدي الشهير فيليكس كيلبيرغ، الذي وجد نفسه متورطا في وقت مبكر من يوم الجمعة في التغطية الحية لإطلاق النار الجماعي على المصلين في المسجدين.

وبدأ إطلاق النار، الذي صُوّر بكاميرا غو برو محمولة على الرأس للمتابعين، كأنه مشاهد من لعبتي الرماية “كول أوف ديوتي” و”باتلفيلد” أو أي لعبة حربية أخرى تحاكي الواقع، بحسب الكاتب.

وكان هذا بمثابة تذكير صادم بأن الأدوات السحرية التي تصنعها الشركات لتمنح المستخدمين الوصول إلى كافة المعارف الإنسانية تقريبا، وطرقا سهلة لالتقاط الصور والتواصل مع الأصدقاء، لديها جانب مظلم جدا وأكثر رعبا.

ويقول الكاتب إنه كان للتقنية دوما إيجابياتها وسلبياتها التي نقبلها دون تردد، لأن الأمر يستحق ذلك، لكن يبدو أن الأوان قد حان لإعادة النظر فيما إذا كان البث المباشر تحديدا سيكون أول اختراعات وادي السيليكون التي تحتاج إلى إعادة إصلاح جذري، أو إزالة نهائية.

فقد تمكّن مطلق النار من بث فيديو مباشر مدته 17 دقيقة لمجزرته الإجرامية التي واصلت الانتشار على الإنترنت كالنار في الهشيم، بحسب بيان المديرة التنفيذية لمنظمة المدافعين عن الحقوق المدنية للمسلمين فرحانة خيرا، التي أكدت أن “على شركات التقنية اتخاذ كافة الخطوات الممكنة لمنع حدوث مثل هذا الأمر مرة أخرى”.

وبالطبع فإن البث المباشر لن يزول، حيث أصبح متأصلا بالفعل في ثقافة الإنترنت كقوة دافعة وراء خدمات الإنترنت الإخبارية وعروض المسابقات وألعاب الفيديو الشهيرة مثل فورتنايت.

لكن، كحد أدنى، يجب على شركات التقنية تغيير النهج المتبع في البث المباشر على شبكاتها. فعلى فيسبوك وغيرها مثل يوتيوب وخدمة بريسكوب التابعة لتويتر وتويتش التابعة لأمازون، أن تعامل هذه التقنية كأداة محتملة للإرهاب الجماعي، وبخلاف ذلك سيزداد هذا الوضع بأكمله سوءا.

الحل ممكن

الأخبار الجيدة بالنسبة لفيسبوك هي أن المؤسسات الإخبارية توصلت بالفعل إلى حل، وهو أن تؤخر الشبكة وقت البث المباشر لضمان عدم بث أي شيء غير ملائم.

وخلال هذا الوقت الإضافي يمكن لموظفي فيسبوك تحديد أي شيء قد يثير مشاكل، مثل أشخاص يحملون سلاحا أو يصرخون، أو أي أحد يبدو أنه في محنة.

ويقول الكاتب إنه بإمكان فيسبوك، التي حققت أرباحا العام الماضي بلغ 22 مليار دولار، أن تجنّد جيشا من مراجعي المحتوى للقيام بهذه المهام، وأن توفر لهم الأدوات والوقت اللازمين للمراقبة عندما يظهر الوجه القبيح للإنترنت.

ولا شك في أن هذا لن يوقف كل إرهابي أو مغتصب أو متسلط، لكنه سيشكل تقدما في طريق حل المشكلة. وعندها ربما ستتوقف فيسبوك عن مجرد تقديم الوعود إلى القيام فعليا في المقابل بشيء أفضل، بحسب المقال.

رئيسة وزراء نيوزيلندا تتدخل

ما حصل جعل رئيسة وزراء نيويلندا جاسيندا أرديرن تعرب عن رغبتها في مناقشة آلية البث المباشر على فيسبوك وغيرها من الشبكات، وقالت في تصريحات اليوم الأحد إنها ستبحث عن إجابات من شركات التواصل الاجتماعي عن الكيفية التي تمكّن فيها المجرم من بث الهجوم على المسجد مباشرة على منصاتها.

وقالت أرديرن “فلعنا ما بوسعنا لإزالة أو طلب إزالة بعض اللقطات التي تم تناقلها في أعقاب هذا الهجوم الإرهابي، لكن في النهاية كان الأمر متروكا لتلك المنصات لتسهيل إزالتها”، وأضافت أن “هناك المزيد من الأسئلة التي يجب (على مواقع التواصل الاجتماعي) الإجابة عليها”.

يذكر أن بث الفيديو ظل متاحا للمشاهدين على مواقع التواصل لساعات بعد الهجوم الذي أودى بحياة نحو 50 شخصا وأصاب 34 آخرين، رغم تأكيد فيسبوك في بيان أنها حذفت ما يقارب من 1.5 مليون فيديو للهجوم في أنحاء العالم، وأنها حجبت بالفعل 1.2 مليون عند تحميلها.