أكدت فصائل فلسطينية، أنَّ الحكومة التي شكلها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس غير شرعية ولا يمكنُ الاعتراف بها كونها خارج إطار التوافق والإجماع الوطني، وتُعزز حالة الانقسام وتُأزم الوضع الفلسطيني كما أنها تسعى لفصلِ الضفة الغربية عن قطاع غزة.
وقالَ القياديُ في حركةِ حماس د. إسماعيل رضوان، إنَّ"المطالب التي تم إرسالها للاحتلال من قبل الوسطاء واضحة وهي تتمثل بإلزامه بتنفيذ كافة التفاهمات التي تم التوصل إليها مُسبقاً والتي تنكر وتلكأ بتنفيذِها .
وأوضح رضوان خلالَ حديثهِ مع" فضائية فلسطين اليوم" ضمنَ برنامج قلب الحدث بُثَ مساءَ الاثنين: أنَّ "الهيئةُ الوطنية لمسيراتِ العودة وكسرِ الحصار أعطتْ الاحتلال فرصة ً أخرى لتنفيذِ التفاهمات وذلكَ عبرَ الوسيط المصري"، مضيفاً، إلى أنّهُ "خلالَ الأسبوعَ المقبل سيعود الوفد المصري للقطاع حاملاً الرد الإسرائيلي".
وأكّدَ رضوان، أنَّ مسيرات العودة حققتْ أهدافاً ملموسة تمثلت بإعادة الاعتبار للقضيةِ الفلسطينيةِ حيثُ أصبحت على سلمِ أولوياتِ المجتمعِ الدولي الذي غيّب هذه القضية بالصراعاتِ الإقليمية.
وأضاف، "المسيرات أعطتْ الأمل بتحقيقِ الوحدةِ الوطنيةِ الفلسطينية من خلالِ وقوف كافة الفصائل جنباً إلى جنب في المشاركةِ بالمسيرات وأثبتتْ مدى حيوية الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضهِ وحقوقه، كما أنها استنزفت قدرات الاحتلال عسكرياً وأمنياً وفضحت جرائمه أمام العالم.
وحول تقييم المسيرات العودة،قال رضوان، إنَّ "الهيئة الوطنية لمسيراتِ العودةِ أجرتْ تقييمين مركزيين باستثناء تقييم اللجان المختلفة حيثُ شملت هذه التقييمات كافة الجوانب والمردودات السياسية والأمنية والعسكرية والإعلامية وذلكَ من أجلِ الارتقاء بها وتطوير أدواتها".
كما وأشار إلى أبرز التحديات التي واجهت المسيرات في تحقيقِ إنجازاتِها والمتمثلة بالأعداد الكبيرة من الجرحى في ظلِ عدمِ وجود الإمكانات والأدوات الازمة لمعالجتهم نتيجةً للدعم الذي لا يلبي كافة الاحتياجات المطلوبة.
وأضاف القيادي في حماس، أن الانقسام الفلسطيني والإجراءات العقابية التي تفرضُها السلطة الفلسطينية تجاه قطاع غزة فقط دون الضفةِ المحتلة تشكل تحدياتٍ إضافية للمسيرات.
بدورهِ، أكّدَ القياديُ في حركةِ الجهادِ الإسلامي د. جميل عليان، أنّهُ لا يوجد أي شروطٍ سياسيةٍ ضمنَ تفاهمات التهدئة مع الاحتلال حولَ استمرارية مسيرات العودة وإنّما سنُقايض على بعضِ الأدوات المستخدمة مثل البالونات الحارقة.
وأضافَ عليان، خلالَ حديثهِ مع "فضائية فلسطين اليوم"، أنَّ الاحتلال يريدُ من التفاهماتِ التخفيف عن سكان "غلاف غزة" وعن نتنياهو نفسه وعن الخارطة السياسية الإسرائيلية، ومحاولة منعِ المزيد من التفكك في المجتمع الإسرائيلي وبالتالي التفاهمات مرتبطة بهدف آني مع الاحتلال.
وقال " نحنُ ندرك أنَّ الاحتلال سيتنصل من كلِ الاتفاقيات كما فعل سابقاً ولكنْ؛ نحنً مصرون على أنّ تكونَ هذهِ التفاهمات بضماناتٍ عربيةٍ ودولية حتى لا يتنصل منها".
وأكّدَ عليان، أنَّ مسيراتُ العودة عندما انطلقت في 30 آذار/ مارس الماضي 2018 لم تكنْ حدثاً عادياً، حيث شكلَ ذلكَ التاريخ يوماً مشهوداً في نضالِ الجماهيرِ الفلسطينية.
وأضافَ عليان، إلى أنَّ يوم 14/مايو الماضي ذكرى النكبة شكلَ محطة مهمة في مسيرة العودة، رغم الخسائر البشرية والفاتورة العالية من الشهداء والجرحى.
وأكّدَ أنَّ "مسيراتُ العودة هي أداة من أدوات المشروع الوطني الفلسطيني لا تقل أهميةً عن باقي المشاريع، والتي دخلت فيها شرائح جديدة من المجتمع و شكلت رافداً مهماً للمشروع الوطني الفلسطينية.
ووعدَ القياديُ في حركةِ الجهادِ الإسلامي في معرضِ حديثهِ، أنّ تنتقل تجربة المسيرات إلى الضفةِ الغربيةِ والقدس المحتلة والداخل والشتات خلال عام 2019.
وحولَ تقييم مسيرات العودة،قالَ عليان: "منذُاللحظاتُ الأولى لانطلاق مسيرات العودة وعملية التقييم لها مُنتَظِمة وبشكلٍ أسبوعي، حيث يتم عقد لقاءات للهيئة للتقييم، بالإضافةِ إلى استطلاعات الرأي.
وفيما يتعلقُ بالتحديات التي تواجهُ مسيرات العودة، أشارَعليان، إلى أنَ البعض أصبحَ يُحمل القائمين على المسيرات مسؤولية الفاتورة من الشهداءِ والجرحى، في الوقت الذي يتحمل الاحتلال هذه الفاتورة ، كما أنها معادلة يروج لها أعداء هذه المسيرة.
كما وبيّنَ القيادي بالجهاد في نهايةِ حديثهِ، أنَّ المسيرات أحدثت انفراجاتٍ في قطاعِ غزة كتحسين الكهرباء وإدخال المساعدات
ومن جانبهِ، قالَ الأمينُ العام لحركةِ المبادرةِ الوطنيةِ الفلسطينية مصطفى البرغوثي، إنَّ"مسيرات العودة وكسرِ الحصار أثبتتْ أنَّ الفلسطينيين في قطاعِ غزة يستطيعون أنّ يمثلوا المقاومة الشعبية وأنها يمكنُ أنّ تُمارس في كلِ مكان".
وأوضح البرغوثي خلالَ حديثهِ مع "فضائية فلسطين اليوم": أن المسيراتُ أظهرتْ الاستراتيجية الوطنية البديلة عن المراهنات والمفاوضات مع الاحتلال لذلكَ يجب أنّ نتمسك بها في مواجهةِ هذا المحتل".
وأضاف، مسيرات العودة ساهمتْ في تعزيز التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية وعززت بشكلٍ كبير حركة المقاطعة الـ BDS حيث شكلت ترابط كبير بينها.
كما ودعا، كافة وسائل الإعلام المحلية بالتوجهِ إلى الإعلام الدولي في إيصال رسالة الشعب الفلسطيني إلى العالم من أجلِ كشفِ جرائمِ الاحتلال.
ورفضَ البرغوثي، اتهام أيِ فصيل من الفصائلِ الفلسطينية بالشروعِ بتنفيذ "صفقة القرن" لأن كل الشعب الفلسطيني مستهدف من خلالها.
وتابعَ: "صفقةُ القرن تقوم على عمودين وهما: الاستيلاء على القدس ومنعها أن تكون جزءاً من فلسطين، الثاني هو تكريس فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة".
وقالَ الأمينً العام لحركةِ المبادرةِ الوطنيةِ الفلسطينية في نهايةِ حديثهِ: "نأملُ من أنّ تصل كافة الفصائل إلى القناعةِ التامة بتشكيلِ حكومةِ وحدةٍ وطنيةٍ تستطيع أنّ تخلق حالةً من الوحدةِ السياسيةِ في الضفةِ وقطاعِ غزة لتفتحَ الطريق أمام إجراء انتخاباتٍ ديمقراطية".