اعتبرت صحيفة "يديعوت آحرنوت" العبرية، الجمعة، أن التهديدات التي أطلقها بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال، ضد حركة حماس، "خطاب انتخابي فارغ المضمون".
وقال ناحوم بارنيع الكاتب في "يديعوت" إن "نتنياهو صعد أمس على تلة صغيرة من الرمال في محيط غزة، وبمساعدة من حراس الأمن وصل إلى القمة، وتحدث بأنه يعلم أن حماس جددت اعتداءاتها في الأيام الأخيرة، وعليها أن تفهم أن أي عدوان سيقابل بردٍ مزدوجٍ من إسرائيل".
ولفت الكاتب الإسرائيلي إلى أنه "ليست هناك حاجة لتهديد حماس كي تفهم إسرائيل"، موضحا أنها "تفهم إسرائيل تماما".
وأضاف: إنه (نتنياهو) يفهم أن هذا خطاب انتخابي فارغ، خالٍ من المضمون، مجوّف مثل الفيديو المحرج في عسقلان قبل 13 عاماً، الذي وعد فيه بإزالة نظام حماس.
وبين أن "نشاط حماس الهجومي مستمر على السياج الحدودي منذ عام تقريبا، فيما جربت إسرائيل خلاله أساليب مختلفة لإنهائه سواء غارات جوية أو أموال أو احتواء وضغط من مصر وقطر أو إطلاق النار لتفريق المظاهرات"، مشيرا إلى أنها ""خفضت من بعض الأساليب في جزء من المنطقة لوقت من الزمن، لكن لم تنسف العملية برمتها".
وتابع: "الأمر الذي يتطلب منا تقليل التوقعات، هو أن نتنياهو يريد أن يستمر نظام حماس في غزة، وفي رأيه، هذا هو الشر الأقل. ليس لديه نية لدخول غزة، ودفع أرواح مئات الجنود والتورط في احتلال دموي. ليس لديه نية لتدمير غزة من الجو والتعرض لكارثة سياسية وإنسانية. إنه يفضل الفلسطينيين كما هم، منقسمون، ضعفاء ويائسون".
وبحسب الكاتب، فإنه من الأفضل خفض التوقعات على المستوى العسكري أيضًا، موضحا أن الحاجز الذي تبنيه إسرائيل على طول الحدود، تحت الأرض وفوقها، سيزيل خطر الأنفاق، لكنه لن يمنع حماس من التصرف بطرق أخرى.
وأردف: "لن ننقل الأموال لحماس. يقول بيني غانتس، وتال روسو، جنرال حزب العمل. سننقل الأموال فقط إلى أولئك الذين يستحقونها، فقط إلى أولئك الذين يساهمون في إعادة تأهيل غزة، وليس إلى تسليحها".
وقال: يعرف غانتس وروسو مشكلة غزة مباشرة، إنهم يعرفون أن مؤسسة الجيش الإسرائيلي بذلت جهدا كبيرا لمراقبة الأهداف المالية. ومع ذلك، فإن أي تدفق للمال يساعد في النهاية السلطة هناك، منوها إلى أن "حماس ليس لديها خيارات أخرى".
واستطرد قائلاً: "لذا أقترح خفض التوقعات أيضاً من غانتس و روسو"، مبينا أن "محاولتهم للوقوف على يمين نتنياهو في قضية غزة هي جوفاء".
وأضاف: "لا تقدم القائمة الزرقاء والبيضاء بديلاً سياسيًا وعسكريًا لنتنياهو. علاوة على ذلك، في كل ما تقوله ولا تقوله حول هذه القضايا، تحاول أن تشبه نتنياهو، لا أن تختلف معه"، عادا أنها "تقدم سياسة نتنياهو للناخبين، أكثر أو أقل". وفق ما نقله موقع عكا للشئون الإسرائيلية.
وزاد ناحوم بارنيع قائلاً: "بالنسبة لي هذا قليل جدا. في السنوات العشر لنتنياهو، تمتع الإسرائيليون بالاستقرار الاقتصادي، وتراجع نسبي في التهديد الأمني، وتعزيز وضع إسرائيل الدولي. هذه الأشياء تتحدث عنه".
وختم الكاتب الإسرائيلي قائلاً: "من ناحية أخرى، في هذه السنوات، سمم نتنياهو الخطاب الداخلي، وأفسد الجهاز العام وأفسد نفسه وعائلته"، مستطردا : "وعلى هذه الأمور ينبغي أن ينتهي حكمه، لا على الجرعة الشهرية التي تعطيها حماس لنا".