يعدّ التبول اللا إرادي من المشاكل الشائعة لدى الأطفال، لا سيما الذين تتراوح أعمارهم بين أربع وست سنوات. ورغم أن هذه المشكلة لا تؤثر عادة في صحتهم، فإنه من الضروري على الآباء معالجتها حتى لا يكون لها تداعيات سلبية على نفسية الطفل وتقديره لذاته مستقبلا.
وفي هذا الإطار، سلط موقع "ستيب تو هيلث" الأميركي الضوء على هذه المشكلة عند الأطفال وكيفية التعامل معها، فضلا عن بعض الأساليب التي تساهم في معالجة هذه الظاهرة، على غرار تعزيز الدور التوعوي للوالدين، وتجنب بعض التصرفات التي تؤثر سلبا مثل التوبيخ والعقاب.
وأفاد الموقع بأن التبوّل اللا إرادي عند الأطفال، أو كما يعرف أيضا باسم "سلس البول"، لا يمكن اعتباره مرضا إلا في حال تكررت ظاهرة انسياب البول تلقائيا خلال النهار أو الليل، مرتين على الأقل يوميا لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر متتالية. وفي حال لم يكن مرضيا، فيعني ذلك أن الطفل يعاني من مشكلة سلوكية.
تجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين يعانون من التبول اللا إرادي يواجهون عادة صعوبة كبيرة في الاستيقاظ والذهاب إلى الحمام، كما أن عددا كبيرا منهم يعاني من الإمساك.
معايير التشخيص
وعملية تشخيص الإصابة بهذه المشكلة تعتمد بالأساس على سن الطفل، وتواتر عملية انسياب البول، بالإضافة إلى السجل الطبي للطفل. كما يتعيّن على الأطباء تقييم موقف الوالدين إزاء هذه المشكلة وكيفية التعامل معها، فضلا عن القيام ببعض الاختبارات الإضافية لاستبعاد إصابة الطفل بأي أمراض أخرى.
إثر ذلك، يحدّد الطبيب إصابة الطفل بسلس البول في حال توفّرت العديد من العوامل، وذلك في حال كانت سنّه تتراوح بين الرابعة والسادسة، وتكرّرت ظاهرة تسرّب البول بشكل لا إرادي عدة مرات في الأسبوع خلال مدة زمنية لا تقل عن ثلاثة أشهر. وعادة ما تكون عملية انسياب البول تلقائيا أكثر شيوعا أثناء الليل، وتحدث غالبا بعد الخلود إلى النوم بمدة تتراوح بين 30 دقيقة وثلاث ساعات.
العلاج
أكد الموقع أن الكثير من الآباء لا يستشيرون طبيب الأطفال عندما يعاني أطفالهم من سلس البول في مرحلة مبكرة، مما يساهم في عدم تقديم العلاج المناسب لهم.
ورغم أن المشكلة قد تتقلص تدريجيا مع تقدم الطفل في السن، فإنه يمكن أن تتعقد الأمور بسبب عدم تقديم العلاج المناسب في بعض الأحيان. ومن المهم أيضا توفير التشخيص في الوقت المناسب. فضلا عن ذلك، يحول العلاج المناسب دون التأثير على الحياة الاجتماعية للطفل.
العلاجات
في الواقع، يركز جزء كبير من علاج سلس البول عند الأطفال على أهمية تصحيح سلوكيات الطفل. لذلك، قبل أن يقترح الطبيب أي دواء، يجدر به أن يفسر حقيقة المرض ويقدم للوالدين بعض التوصيات للتعامل معه، التي قد تتضمن:
● شرح كيفية عمل الجهاز البولي للطفل والأبوين على حد سواء، بالإضافة إلى بعض المبادئ الأساسية المتعلقة بسلس البول.
● توعية الطفل وأبويه من أن ما يحصل ليس خطأ أي منهم، لأنه أمر خارج عن سيطرتهم.
● توصية العائلة بألا توبخ الطفل أو تحرجه وأن تدعمه في المقابل.
● توصية العائلة بأن تبقى متفائلة طوال فترة العلاج.
● توعية الطفل بأن عليه استهلاك الكثير من السوائل خلال النهار والتقليل منها بعد الساعة السابعة مساء.
● تشجيع الطفل كي يدوّن عن الليالي التي لم يتبول خلالها، حتى يتمكن من ملاحظة التقدم الذي يحرزه.
● التقيد بروتين تبول منتظم لمساعدة الطفل في السيطرة على المثانة.
● الحفاظ على الصحة الجيدة للطفل عن طريق تغيير الملابس المبللة.
● تحذيرهم من استعمال الحفاضات، إلا في بعض الحالات الخاصة.
● كما قد يعطي الطبيب أدوية لعلاج سلس البول عند الأطفال في حالات معينة.
توصيات موجهة للوالدين
أشار الموقع إلى أن سلس البول لدى الأطفال يعتبر اضطرابا غير خطير يختفي تدريجيا مع تقدم الطفل في السن. ومع ذلك، يواجه بعض الآباء صعوبة في التعامل مع هذه الحالة. لذلك، عرض الموقع جملة من التوصيات المهمة في هذا الخصوص:
● عدم تقديم أي سوائل للطفل قبل خلوده إلى النوم.
● عدم توبيخ أو تسليط عقوبة على الطفل حين يبلل فراشه.
● زيادة احترام الطفل لذاته من خلال حثه على التغلب على هذه المشكلة.
● تدريب الطفل على التبول قبل الذهاب إلى السرير.
● توعية الطفل بأن التبول في الفراش أمر غير مقبول.
● ضرورة التأكد من ذهاب الطفل إلى الحمام عدة مرات خلال اليوم.