أبدت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة استغرابها الشديد من مغادرة موظفي السلطة الفلسطينية معبر كرم أبو سالم بشكل مفاجئ، على إثر القيام بإجراءات أمنيةٍ ضرورية.
وقالت الوزارة في بيان صحفي لها "إن ما تقوم به الأجهزة الأمنية على معبر كرم أبو سالم هو إجراءات تتطلبها الضرورة الأمنية، خاصة بعد الأحداث التي وقعت مؤخراً في قطاع غزة، وقد رفض موظفو السلطة في المعبر التعاون مع تلك الإجراءات منذ عدة أيام، واليوم تفاجأنا بمغادرة الموظفين للمعبر."
وأوضحت الوزارة أنَّ الأجهزة الأمنية على معبر كرم أبو سالم قامت بإجراءات امنية ضرورية، خاصةً بعد حادثة تسلل القوة الاسرائيلية مؤخراً، داخل قطاع غزة.
وأشارت إلى "أنّ موظفي السلطة في المعبر رفضوا التعاون مع تلك الإجراءات منذ أيام عدة، وتفاجأنا بمغادرة الموظفين للمعبر"، موضحاً بأن معبر كرم أبو سالم يعمل كالمعتاد في إدخال الشاحنات إلى القطاع".
وبينّت الوزارة إلى أنها "تسعى قدر الإمكان إلى توفير الحماية لشعبنا في القطاع، والحفاظ على المقدرات العامة في المعبر".
وكان مصدر أمني في قطاع غزة كشف، أمس السبت، أن الأجهزة الأمنية ضبطت شحنة أحذية "عسكرية"، مُزودة بشرائح تعقب إلكترونية سرّية، وذلك أثناء مهمة فحص في معبر كرم أبو سالم التجاري، جنوبي القطاع.
وقال المصدر الأمني، الذي فضل عدم كشف هويته، لوكالة الأناضول، إن شحنة الأحذية العسكرية وصلت معبر "أبو سالم" خلال الأيام الماضية بهدف تمريرها داخل القطاع، إلا أن الأجهزة الأمنية تمكنت من اكتشاف الشرائح الإلكترونية خلال تفتيش الشحنة، وعلى إثر ذلك تم التحفظ عليها بشكل كامل.
وأضاف المصدر إن الأجهزة المختصة تُجري فحصاً دقيقاً لتلك الشرائح لتفكيكها ومعرفة كيفية عملها"، لافتاً إلى أنها ثُبّتت بشكل غير ملحوظ داخل نعال الأحذية.
وأشار المصدر إلى أن الأحذية التي أريد لها أن تدخل القطاع، تُشبه إلى حد كبير الأحذية التي يستخدمها عناصر الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية.
ورجّح المصدر الأمني أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية، "هي من تقف خلف ذلك؛ بغرض التجسس على عناصر المقاومة وتتبّع تحركاتهم".
وقال المصدر إن الأجهزة الأمنية بغزة، "تفرض حالياً إجراءات أمنية مُشددة على دخول الشاحنات والبضائع في معبر كرم أبو سالم التجاري، تتضمن فحصاً دقيقاً لكل ما يدخل القطاع أو يخرج منه، وذلك ضمن استخلاصاتها من عملية تسلل القوات الإسرائيلية الخاصة شرق خانيونس في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، بعد ثبوت استغلال الجيش الإسرائيلي، للمعبر في إدخال معدات وأجهزة ذات أغراض استخبارية وتجسسية".
وأضاف: " فِي إطار ذلك، تقوم الأجهزة الأمنية بتحقيقات موسعة تتعلق بظروف عمل معبر كرم أبو سالم والعاملين فيه".
ومعبر كرم أبو سالم، هو المعبر التجاري الوحيد الذي يربط قطاع غزة، مع العالم الخارجي.
وتسيطر قوات الاحتلال على المعبر، وتدير عملية إدخال البضائع منه إلى القطاع، فيما يتولى موظفون من الحكومة الفلسطينية إدارة الجانب الفلسطيني من المعبر؛ فيما تتولي الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية في قطاع غزة، عملية تفتيش وفحص البضائع قبل دخولها للقطاع.