ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أنه في إحدى الندوات المغلقة في مؤتمر "وارسو" وعندما حان دور رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للحديث، أمسك بالميكرفون لكن صوته لم يُسمع، فبادر وزير الخارجية اليمني (في حكومة الرئيس اليمني الفارّ عبد ربه منصور هادي) الذي كان يجلس الى جانبه، لإعطائه الميكروفون.
وبحسب "يديعوت"، فوجئ نتنياهو بما حصل غير أنه ردّ على الفور بمزاح: "يوجد تعاون جديد بين "اسرائيل" واليمن"، على حدّ زعمه، فيما قال مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى الشرق الاوسط جيسون غرينبلت بعد ذلك إن هذه اللحظة الخفيفة تلخّص الكثير عن المؤتمر، فللمرة الأولى منذ مؤتمر مدريد عام 1991، يشارك رئيس حكومة الاحتلال مؤتمر دولي يحضره وزراء خارجية ونواب وزراء من 11 دولة عربية: السعوديين، البحرين، قطر، اليمن، عُمان، المغرب، اتحاد الامارات، الاردن، مصر، الكويت وتونس، وتابع "وصلت" اسرائيل" الى مرحلة جديدة في التطبيع مع الدول العربية: المشاكل مع الفلسطينيين – الذين لم يحضروا المؤتمر – لم تعد تمنع اختراقًا في علاقاتها مع "تل أبيب"، أما التهديد المشترك إيران، فهو أكثر أهمية للجميع ويقرب بين الأطراف".
وأشارت الصحيفة الى أن المراسلين الاسرائيليين توجهوا الى وزير الخارجية البحريني خالد بن احمد آل خليفة الذي قال إنه يؤمن بأن علاقات دبلوماسية مع "تل أبيب" ستُقام في المستقبل".
ووفق "يديعوت"، قال نتنياهو الذي تخوّف من عناوين رئيسة تذكّر بعهود شمعون بيرس: "أنا لا اريد أن اقول شرق أوسط جديد، لكن شيئًا ما عظيما يحصل هنا.. لو كنتم حاضرون في المباحثات المغلقة لاندهشتم! من أصل خمسة وزراء خارجية عرب ألقوا خطابات، تحدث أربعة في صالح حق "اسرائيل" في الدفاع عن نفسها حيال "العدوان الإيراني"، هم تحدّثوا عن أنه ينبغي قبل كل شيء إيجاد حل للمشكلة الإيرانية فبدون ذلك لا يمكن حلّ النزاع".
وتتابع "يديعوت": "اذا كان تساؤل عمن كان يدور الحديث، فقد نُشر على موقع "يوتيوب" شريط فيديو من لقاء مُغلق في المؤتمر يقول فيه وزير الخارجية البحريني: "تربيتُ على فكرة ان النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني هو الموضوع المركزي في المنطقة، لكني اكتشفت شيئًا سامًا أكثر.. عمليًا الأكثر سُمًّا في التاريخ الحديث يأتي من إيران.. علينا أن نُري إيران بأننا متحدون ضدّ فاشيتها"، وادّعى بأنه "كانت هناك فرص كثيرة لحلّ موضوع فلسطين – "اسرائيل"، اتفاق "كامب ديفيد"، مؤتمر "مدريد" ولولا النفوذ السام لإيران لكنّا اليوم قريبين أكثر بكثير من الحل".
وتشير "يديعوت" الى أن المندوب السعودي أطلق أقوالًا قاسية ضد إيرانيين واتهمهم بتدخلات مرفوضة تمس بكل دول المنطقة.
وتوضح الصحيفة أن وكالات الأنباء أفادت بعد نشر الشريط أن مكتب رئيس وزراء الاحتلال هو الذي سرّب المواد السرية، غير أن المكتب نفى، فشطب الشريط بعد وقت قصير من ذلك.
ووفق لـ "يديعوت" العبرية، سُئل نتنياهو عمّا اذا كانت لديه نية للسفر الى دولة أخرى في الخليج، فأجاب: "من قال لكم إني لم أُسافر الى دولة أخرى في الخليج؟ أنا لا أروي كلّ ما أفعله.. لقاءاتي مع زعماء عرب ومحافل في العالم العربي أكثر مما تظنون".