أكّدت مصادر فلسطينية لـ"العربي الجديد"، أن روسيا خفضت من دعوتها التي وجهتها للفصائل لإجراء حوار حول المصالحة الوطنية في 11 فبراير الحالي.
وبينت المصادر أن ذلك يرجع لاحتجاجاً مصرياً تلقته موسكو، باعتبار أنّ القاهرة هي "الوسيط الوحيد" في الملف الفلسطيني.
وذكرت المصادر أنّ وزارة الخارجية الروسية، عدّلت من الدعوة الموجهة للفصائل الرئيسية، فأعادت إرسال الدعوات للفصائل باسم مركز أبحاث يتبع الوزارة، وليس باسمها مباشرة، بعد اتفاق مع القاهرة على ذلك.
ووفق التعديل الجديد، فإنّ الدعوة أصبحت لـ"نقاش بحثي" حول ملف المصالحة والقضية الفلسطينية عموماً، وليس لطرح أي حوار أو مبادرات حول تفعيل المصالحة، وفق ذات المصادر.
وقالت المصادر ذاتها للعربي الجديد إنّ القاهرة لديها "حساسية" مفرطة من أي تدخل عربي أو غربي في الملف الفلسطيني، وترى أنها "الوسيط" الوحيد لهذا الملف بكل تشعباته، وسياسياً وأمنياً بالذات، ولا تريد من أي طرف آخر التدخل فيه بحكم الجغرافيا والسياسة.
وكانت وكالة "الأناضول"، نقلت رفض حركة "فتح" على مقترحاً مصرياً لعقد لقاء يجمع خمسة فصائل فلسطينية في القاهرة، للتشاور حول قضية المصالحة بين "فتح" و"حماس".
وأوضحت المصادر أن مصر اقترحت عقد لقاء يجمع ممثلين عن "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي" والجبهتين "الشعبية" و"الديمقراطية لتحرير فلسطين"، على أن يسبق لقاء الفصائل المرتقب في موسكو، في 11 فبراير الحالي.
وأضافت المصادر أن "فتح" تبرر رفض أي لقاءات مع "حماس" في مصر، بحجة أن اتفاق القاهرة، الموقع أواخر العام 2017، لم ينجح.
كما برر المتحدث باسم "فتح" في قطاع غزة، عاطف أبو سيف، رفض الحركة عقد اللقاء بأن "فتح" تريد الاجتماع بالفصائل الـ11، وليس فقط الخمسة.
وقال أبو سيف، لوكالة "الأناضول"، إن "أي لقاء للمصالحة يجب ألا يقتصر على الفصائل الخمسة فقط، ويجب أن يضم فصائل منظمة التحرير إلى جانب حركتي حماس والجهاد".
وسبق لعضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، حسام بدران، أن أعلن، الأربعاء الماضي، أن حركته تلقت بالفعل دعوة مصرية رسمية، لحضور لقاء يجمع الفصائل في القاهرة، لبحث "مواجهة التحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني، وسبل إعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام". وأعرب عن ترحيب "حماس" بالدعوة.
وبحسب مصدر مصري رفيع المستوى، تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن القاهرة كانت قد قررت تجنّب ملف المصالحة الداخلية في الوقت الحالي، نظراً للتعنت من جانب السلطة وتمسكها بمواقف متشددة إزاء مجموعة من المعطيات على الساحة الداخلية، وعدم الاستجابة لأية محاولات للتدخل ورأب الصدع.
ورغم ذلك، فإن فشل السلطة وحركة "فتح" في تشكيل حكومة أخيراً، كان مدعاة لإحياء مفاوضات الوحدة ومحاولة إنهاء الانقسام مجدداً، على ضوء رفض كل من الجبهتين "الشعبية" و"الديمقراطية" المشاركة في حكومة جديدة.
وكشف المصدر المصري أن القاهرة تلقت رسائل غير مباشرة تدعوها للتدخل مجدداً للتوسط بين أطراف الانقسام الفلسطيني، وأن السلطة الفلسطينية فوجئت بمواصلة السلطات المصرية العمل بمعبر رفح من دون وجود موظفي السلطة، و"هو ما ساهم في إعادة إحياء مشاورات المصالحة".
وكشف المصدر أن مسؤولين في مصر أبلغوا قيادة "حماس" و"الجهاد" بأن القاهرة لا تشترط إدارة موظفي السلطة الفلسطينية لمعبر رفح لمواصلة فتحه في الاتجاهين، شرط الالتزام بتشديد الإجراءات الأمنية من الجانب الفلسطيني على طول الشريط الحدودي مع مصر، بما يحفظ الأمن المصري، وكذلك الالتزام بالتهدئة مع الاحتلال لعدم تصعيد الأمور في قطاع غزة.