أكَّد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي د. وليد القُططي، أن "المقاومة الفلسطينية لن تسمح للاحتلال الإسرائيلي بفرض قواعد جديدة لصالحه، أو كسر قواعد الاشتباك التي رسختها المقاومة طوال السنوات الماضية التي أعقبت عدوان 2014، والتفاهمات التي توصلت إليها في أعقاب انطلاق مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار".
وقال د. القططي في تصريحات لـ"فلسطين اليوم" على هامش مشاركته في الجمعة الـ45 لمسيرات العودة وكسر الحصار، إنَّ "الاحتلال الإسرائيلي يحاول كسر قواعد الاشتباك التي رسمتها وعبدتها المقاومة بالتضحيات العظام (..) المقاومة رسخت قواعد اشتباك في أعقاب عدوان عام 2014م منعت بمقتضاها استباحة العدو الإسرائيلي للدم الفلسطيني والاستهداف المتكرر، وهو الآن يحاول جاهداً كسر تلك القواعد والتفاهمات الأخيرة، غير أنَّ المقاومة ستكون له بالمرصاد، ولن تسمح بكسر تلك القواعد مهما كلفها ذلك من ثمن".
وأضاف: الاحتلال الإسرائيلي مصرٌ كما هي طبيعته على نقض العهود والمواثيق والتفاهمات والاتفاقات، لكن المقاومة لن تسمح مطلقاً بكسر تلك القواعد التي رسمتها، وستقول كلمتها عند كل موقف وعند كل اعتداء.
وفيما يتعلق بالجهود المبذولة للتهدئة، قال "هناك جهود يبذلها الأخوة المصريين ومنسق الأمم المتحدة لعملية السلام نيكولاي ميلادينوف لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بتفاهمات التهدئة، وهي جهود -حتى اللحظة-متعثرة بسبب الطبيعة العدوانية للاحتلال الإسرائيلي، لكن جهود الوسطاء غير متوقفة، وعلى الاحتلال أن يتحمل نتائج عدم التزامه بتفاهمات التهدئة".
وشدد د. القططي على أنَّ "المقاومة والهيئة العليا لمسيرة العودة الكبرى وكسر الحصار ومن ورائهم شعبنا الفلسطيني بكل طاقاته وفئاته يمتلكون خيارات عدة لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بالتفاهمات وكسر الحصار".
وقال: "شعبنا ومقاومته الباسلة تمتلك من الخيارات ما يُلزمُ الاحتلال على العودة لتفاهمات التهدئة وكسر الحصار، وشعبنا سيواصل مسيرة وطريق التحرير عبر خيارات المقاومة بجميع اشكالها، وسنواصل الطريق وصولاً لاستعادة حقوقنا وثوابتنا الوطنية التي لن نتنازل عنها مطلقاً مهما كلفنا من ثمن".
واحتشد الآلاف من الفلسطينيين أمس الجمعة، في مخيمات العودة الخمسة للمشاركة في فعاليات الأسبوع الخامس والأربعين لـ "مسيرات العودة وكسر الحصار" على الحدود الشرقية لقطاع غزة والذي بحمل اسم جمعة: "أسرانا ليسوا وحدهم".
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من آذار/ مارس الماضي، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.
ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بعنف، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة. ما أدى لاستشهاد 262 مواطنًا؛ بينهم 11 شهيدا احتجز جثامينهم ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصيب 27 ألفًا آخرين، بينهم 500 في حالة الخطر الشديد.