أجمع كلاً من الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور والخبير في الشؤون الاستراتيجية محمود العجرمي، إلى أن هناك ضغوطاً أجنبية تمارس لمنع إقامة تحالف اقتصادي عربية إسلامي متكامل ينافس الاقتصاد الأجنبي، وقد ظهر هذا جلياً بعد غياب عدد كبير من الدول قمة بيروت الاقتصادية بالإضافة إلى غياب الرؤى التنموية لإنعاشه.
وتغيب كل من ليبيا وسوريا عن القمة، التي يشارك فيها 3 فقط من رؤساء الدول العربية الـ22، (اللبناني والعراقي والموريتاني)، فيما اعتذر رؤساء الدول الـ 17 المتبقية عن الحضور بشخصهم، وقرروا إرسال من ينوب عنهم.
وقال الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور، إن "هناك ضغوط أمريكية لبعض الدول العربية بعدم حضور قمة بيروت الاقتصادية إلا أن؛ هناك دول عربية لن تستطيع أمريكا الضغط عليها ولم تحضر هذه القمة.
وأشار بشور خلال حديثه لـ "فضائية فلسطين اليوم" ضمن برنامج المدار بث مساء الأربعاء، إلى أن قمة بيروت الاقتصادية جاءت في مرحلة انتقالية لم يكن بوسع الحكام العرب الذين لم يحضروا القمة أن يرفضوا الطلبات الأمريكية بمقاطعة القمة، وفي نفس الوقت لم يكن بمقدورهم أن يتجاهلوا التطورات الكبرى الحاصلة في الميدان التي تظهر أن لبنان ليست بلداً هامشياً في المنطقة.
وعن دور جامعة الدول العربية بما يحصل في المنطقة العربية، قال بشور، إن "جامعة الدول العربية تعتبر مرآة الواقع العربي فلن تتحسن الجامعة إلا بتحسن الواقع العربي، كما أنه لا يمكن أن يكون هناك تنمية اقتصادية عربية متكاملة إلا بوحدة عربية متكاملة".
وحول أسباب التطبيع العربي الاقتصادي مع الكيان الإسرائيلي، أكد الأمين العام السابق للمؤتمر القومي العربي، أن الانقسام الذي شهدته المنطقة من ربيع عربي هو الذي جعل الدول العربية تتسارع من أجل التطبيع الاقتصادي مع الاحتلال.
وتابع بشور، "إذا كان هناك ضغطاً شعباً عربياً قوياً مبلوراً سيمنع أنظمته من التعامل مع الاحتلال بأي شكل من الأشكال".
من جانبه قال الخبير في الشؤون الاستراتيجية محمود العجرمي، إن "محاولة الغرب عزل الموقف اللبناني يعتبر موقف سياسي يتخذه من أجل منع بناء تحالف عربي إسلامي اقتصادي وقد ظهر هذا جلياً بعد غياب عدد كبير من الدول قمة بيروت الاقتصادية".
وأضاف العجرمي خلال حديثه لـ "فضائية فلسطين اليوم"، أن "مشكلة تحويل المجتمعات العربية إلى مجتمعات استهلاكية تعود لسياسة النظام العربي المرتبط بعجلة الاقتصاد العالمي وليست بالمجتمعات العربية ذاتها".
ولفت العجرمي إلى أن النظام العربي غير مسموح له أن يغرد خارج السرب الأمريكي ودولة الاحتلال في ظل هرولة التطبيع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى لمرحلة التي تمر "إسرائيل" من انتخابات داخلية والتحضير لإعلان ما تسمى بصفقة القرن من قبل أمريكا وهذا ما تبين من مواقف بعض الدول في قمة بيروت الاقتصادية الأخيرة.
وأنهى الخبير في الشؤون الاستراتيجية حديثه قائلاً: "في ظل غياب السوق العربي المشترك ومناطق التجارة الحرة لا يمكن لنا أن نتحدث بالدور العربي بالمفهوم القومي والاقتصادي المستقل".
وكان قد عقد يوم الأحد من هذا الأسبوع أعمال الدورة الرابعة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك بمشاركة ضئيلة من رؤساء الدول العربية والإسلامية.