أكَّدتْ فصائلٌ فلسطينيةٌ، أنَّ الإدارةَ الأمريكية لا يمكنُ أنّ تكونَ وسيطاً محايداً لعمليةِ التسوية بينَ الفلسطينيين والإسرائيليين، فمنذُ عقود وهي منحازة لكيان الاحتلال، وأن هناكَ خطواتٌ عملية على أرضِ الواقع تشير إلى أن "صفقة القرن" تُنفذ.
قالَ عضو المكتب السياسي في حركةِ الجهادِ الإسلامي خالد البطش، إنَّ "الإدارة الأمريكية الحالية بزعامة دونالد ترامب هي امتدادٌ لمشروع التسوية وتصفيةِ القضيةِ الفلسطينية التي تسعى لها أمريكا منذُ عشرات السنيين، وجعل "إسرائيل" كيان طبيعي في منطقةِ الشرقِ الأوسط".
وأكَّد البطش خلالَ حديثهِ لـ "فضائيةِ فلسطين اليوم" ضمنَ برنامج قلبُ الحدث بُثَ مساءَ الاثنين، أنَّ القضيةَ الفلسطينية ستبقى القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية وستبقى "إسرائيل" عدواً مركزياً لها. واضاف البطش، "نحنُ لدينا برنامجٌ واضحٌ وهو الاستمرار في المقاومةِ سواء الشعبية أو المسلحة من أجلِ التصدي أمام مشاريعَ تصفية القضية الفلسطينية".
وأوضح "طالما أننا نُراهن على الحلِ الأمريكي فعلينا أنَّ ننتظر مئة سنة وأنهم لم يمنحوننا أكثر ما تقتديه المصلحة الإسرائيلية"، مؤكداً إلى أنَّ هذه الإدارة لم تعد وسيط بيننا وبين الاحتلال لأنها معادية للشعب والقضية الفلسطينية.
وأشار البطش، إلى أنَّ الادارة الأمريكية تسعى دائماً لضمانِ بقاءِ "إسرائيل" وإضعاف المحيط العربي وإشغالهم بالصراعات الداخلية، ونحن الفلسطينيين وحدنا ندفعُ ثمن الجرائم الأمريكية والإسرائيلية.
ومن أجلِ مواجه ما تسمى بصفقة القرن دعا القيادي في حركة الجهاد، إلى استعادةِ الوحدةِ الوطنية ووقف كافة الإجراءات العقابية التي تتخِذُها السلطة الوطنية الفلسطينية ضد قطاعٍ غزة وتقوية البيت الفلسطيني الداخلي وإعادة بناء المؤسسات الوطنية وتصعيد خيار المقاومة سواء بالضفة أو غزة.
وتابعَ القيادي حديثهٌ، "إذا أصر فريق فلسطيني على ألا يشارك في تحقيق الوحدة الوطنية ومقاومة مشاريع تصفية القضية الفلسطينية إذاً يضع نفسهُ في خانةٍ مختلفةٍ عن الشعب الفلسطيني ويصبحُ متهماً لدى الفلسطينيين".
وأوضحَ القيادي في حركةِ الجهادِ الإسلامي في نهايةِ حديثهِ، إلى أنَّ القضية الفلسطينية تتعرضُ لمخاطر حقيقية مُحدقة تستدعي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أنّ يدعو للقاءٍ وطنيٍ طارئ للبحث عن التحديات التي تواجهُ هذه القضية بالإضافةِ لإنهاءِ حالة الانقسام.
ومن جهتهِ قالَ عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية جميل مزهر، إنَّ "هناكَ خطواتٌ عملية على أرضِ الواقع تُنفذ بنود صفقة القرن وأولى إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل سفارة بلادهِ للقدس المحتلة وإعلانها عاصمة للكيان، بالإضافةِ إلى محاولته تقويض حالة اللاجئين وتصفيتها عبر التقليصات المالية للأونروا".
وتابعَ مزهر خلالَ حديثهِ لـ "فضائيةِ فلسطين اليوم"، إنَّ "ما يقومُ به الاحتلال الإسرائيلي من عملياتٍ تهويديهٍ وسرقةٍ للأراضِ الفلسطينية بالقدس المحتلة وبناء المستوطنات في الضفةِ المحتلة هي من بُنودِ صفقةِ الفرن التي تهدفُ لتصفيةِ القضيةِ الفلسطينية".
وحولَ تأجيل إعلان "صفقة القرن" إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، أشارَ القيادي في الجبهة الشعبية، إلى أنها تأتي بسبب قرب الانتخابات الأمريكية وانشغال الرئيس الأمريكي دوناد ترامب بها.
أوضحَ، إلى أنَّ الاحتلال الإسرائيلي كانَ يعتقد أنَّ حلَ القضيةَ الفلسطينية بالنسبةِ لهُ قد يكون بوابة التطبيع مع الدول العربية ولكنْ الاحتلال تجاوز هذه الخطوة وبدأ بحمله التطبيعية مع هذهِ الدول ومنها عُمان وقطر والسعودية وغيرها، بالتالي لم يعد هناكَ حاجة لحل القضية الفلسطينية إلا إذا كانت تهدفُ لتصفيتِها بشكلٍ كامل.
وفي نهايةِ حديثةِ لفتَ عضو المكتب السياسي في الجبهةِ الشعبية، إلى أنَّ السلطة الوطنية الفلسطينية أعلنتْ منذُ البداية رفضِها الكامل لما تسمى بصفقةِ القرن إلا أنَّ؛ هذا لا يكفي لمواجهتِها، لذلك يجب أنّ يكونَ هناكَ خطوات واضحة تتخِذُها السلطة كتطبيقِ قراراتِ المجلس الوطني والمركزي وهذا من خلالِ سحبِ الاعتراف بالاحتلال الإسرائيلي ووقف التنسيق الأمني مه بالإضافةِ إلى استعادةِ الوحدةِ الوطنيةِ الفلسطينية.
وبدورهِ أكَّدَ الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي، أنَّ الموقف السياسي الفلسطيني الرافض لـ "صفقة القرن" هو مفتاح الدخول الأنسب لإفشالِها، بالإضافةِ إلى بناءِ موقفٍ فلسطيني متكامل على قاعدةِ إنهاء الانقسام لأنَّ؛ هناكَ جانب من هذهِ الصفقة هو البقاء على حالةِ الانقسام الداخلي، كما يجب تعزيز المقاومة الشعبية ضد الاحتلال سواء في الضفةِ الغربيةِ أو قطاع غزة.
وقالَ الصالحي خلالَ حديثهِ لـ "فضائيةِ فلسطين اليوم"، "لا يمكنُ أنّ تكون الإدارة الأمريكية وسيطاً للعمليةِ السياسية أو التفاوضية بين الفلسطينيين والإسرائيليين لأنها منحازة بشكلٍ كاملٍ للكيان".
"صفقة القرن" هو مقترح وضعه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والتي تهدف بشكل رئيسي إلى توطين الفلسطينيين في وطن بديل، خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإنهاء حق اللجوء للاجئين الفلسطينيين في خارج فلسطين.