قال طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، إن حركته تلقت وعدًا مصريا رسميا بشأن الاستمرار في عمل معبر رفح بالاتجاهين قريبا .
وأضاف النونو خلال استضافته في البرنامج الدوري الذي تعقده مؤسسة الرسالة للإعلام: "المصريون أكدوا خلال لقاءاتنا الثنائية والفصائلية بكل وضوح أن المعبر غير مغلق ويعمل في اتجاه واحد نتيجة الظروف الأمنية في سيناء وسيعمل قريبا جدا في الاتجاهين ونحن على ثقة بالقرار المصري وأنهم سيفعلون ما أكدوه، وواضح لدينا أن مصر اتخذت قرارا بفتح المعبر".
وشدد النونو على أن الرد على خطوة عباس بسحب عناصره من المعابر، يجب ان يكون وطنيا، مشيرا إلى أن الفصائل مدعوة لتحمل المسؤولية الجماعية في قطاع غزة لمواجهة العقوبات التي يفرضها أبو مازن والتي تفاقم من حصار الاحتلال.
وأوضح أن خطوة إغلاق المعبر تهدف لزيادة الضغط على القطاع ونقل كرة اللهب إلى غزة بغية اشغال حماس في نفسها حتى لا تصعد بالضفة من وجهة نظره، "وعليه فإن أبو مازن وفريقه الذي يعاقب الشعب الفلسطيني، غير مؤهل وطنيا ولا سياسيا لأن يكون جزءا من قيادة الشعب، وليس أمامه إلا أن يرحل كونه معزول عن الشعب والفصائل".
وتطرق النونو إلى إجراءات عباس الأخيرة التي "أغلقت المصالحة"، معتبرًا أن هذه الإجراءات جاءت نتيجة شعور عباس بـ"العزلة السياسية".
وأوضح أن حل عباس للمجلس التشريعي يأتي في سياق استشعار الأخير بالخطر منه على شرعيته، لا سيما بعد الجولة الأخيرة التي أجراها أعضاء المجلس مؤخرا، ولقائهم مع 74 ممثلا عن برلمانات على مستوى العالم أكدوا على شرعية التشريعي والذي ينص القانون انه لا الرئيس ولا القضاء يحق له حل التشريعي.
وذكر النونو أن عباس يريد من خطوة حل "التشريعي" القضاء على أي محاولة تستعيد وهج القضية وتعيدها إلى أبعادها الحقيقية ممثلة بالقدس واللاجئين وحق العودة.
وأضاف: "إن إجراءات عباس الأخيرة ولا سيما المتعلقة باستمرار الإجراءات الانتقامية وحل التشريعي وسحب الموظفين، "تجعل المصالحة مغلقة بقرار من عباس".
ولفت إلى ما وصفه بـ"هجوم المصالحة" من حماس، بهدف مغادرة مربع الانقسام ودفع كل الاستحقاقات الممكنة وحل اللجنة الإدارية والقبول بتسليم المعابر بالطريقة التي تخالف كل الاتفاقات الموقعة وخاصة اتفاقية 2011 وبشكل يتنافى مع الشراكة.
وبين أن الحكومة والوزراء وصلوا غزة واستلموا مهامهم وخرج عزام الأحمد وقال استلمنا بنسبة 100% ومع ذلك لم يتغير أي شيء وهناك إصرار من هذا الفريق على الانفراد والانعزال.
واعتبر النونو أنه "لم تبق جريمة سياسية إلا ارتكبها هذا الفريق ليس من خلال إجراءاته في غزة فقط وإنما في الضفة أيضا عبر التنسيق الأمني والاعتقالات وضرب وسحل الناس في الشوارع ومحاربة كل أشكال المقاومة للاحتلال في الضفة".
وذكر أن أبو مازن عزل نفسه عن غالبية الفصائل وعن جزء كبير من حركة فتح ويقدمون هدايا يومية سياسية وأمنية للاحتلال وأميركا، بينما يبقي المصالحة مجمدة، لافتًا إلى أن فريق التسوية عزل نفسه ومشروعه إلى زوال ولا أفق لأي تسوية حقيقية وجادة يمكن ان يتوصل لها هذا الفريق الذي انفض من حوله كل الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن كل إجراءات عباس فشلت في تحقيق أهدافها، بدءًا من محاولته حصار القطاع وعزل فريق المقاومة من خلال عقده للمجلس الوطني تمهيدًا لتنفيذ صفقة القرن، إلّا أنه وجد نفسه امام عزلة وطنية حقيقية.
وشددّ على أن المجلس التشريعي سيواصل عمله بالحد الذي يقوم به حاليا، "ولن تتأثر شرعيته بالخطوات التي تعبر عن عزلة عباس وكان من بينها انسحابه من المعابر، وكلها خطوات تعبر عن عزلته والخوف على الذات والمصالح ونوع من أنواع العقاب الجماعي".
وأكدّ استعداد وجهوزية حركته للمشاركة في الانتخابات، التي وصفها بأنها "الحل الوحيد للمأزق الفلسطيني"، "ليقول الشعب كلمته ويختار القيادة التي تمثله"، مشيرا إلى ان دولًا عربية وازنة باتت لا تثق بعباس وفريقه.
وأشار إلى أن عباس "لا يملك الجرأة الأخلاقية ولا السياسية للتوجه الى بيته إلى حين اجراء انتخابات على غرار ما فعله الرئيس اللبناني السابق؛ لأنه لا يؤمن بالشراكة أو التعددية السياسية".
وفي غضون ذلك، عرّج النونو على مباحثات تثبيت وقف اطلاق النار وكسر الحصار التي جرى التوصل لها بوساطة مصرية، ومحاولات الاحتلال التلكؤ في تنفيذها قائلا: "لسنا طرفا في المعادلة الداخلية ولن نسمح ان يدفع شعبنا ثمن الانتخابات ونحن التزمنا بالتفاهمات وملتزمون ما التزم الاحتلال بها وإذا بدأ يتلكأ فبدائلنا جاهزة وستكون صعبة على الاحتلال".
واستدرك بالقول إنه حتى عندما تم التوصل إلى تفاهمات وقف إطلاق النار عبر الوسطاء والجانب المصري فإن حركة حماس والفصائل ملتزمون ما التزم الاحتلال بها والتي كان لها، خاصة انها حملت بعض التغييرات الملموسة دون ان يكون هناك ثمن سياسي متعلق بالمصالح الوطنية العليا للشعب الفلسطيني".
وذكر أن حركته معنية بدور الأمم المتحدة على قاعدة الالتزام بما وعدت به للتخفيف من معاناة القطاع، "وعليها القيام بدورها ولا يجوز لها بأي شكل أن تنساق وراء الاحتلال".
وحول زيارة هنية إلى روسيا أكد النونو أن العلاقة مع روسيا متقدمة ومتطورة، مشيرا الى الاتصال الذي جرى قبل أيام بين هنية وممثل الرئيس بوتين في منطقة الشرق الأوسط ميخائيل بوغدنوف وتم بحث العلاقات الثنائية ووضعه في صورة آخر التطورات السياسية والقضايا المتعلقة بالواقع الفلسطيني الداخلي والقضايا الإقليمية.
وأكد ان اللقاءات مستمرة كاشفا أن زيارة هنية أجلت لأسباب فنية لشهري أبريل ومايو القادمين.
وفيما يتعلق بالحدث الأمني الذي شهده القطاع في مقر اليونسكو من احتجاز لعدد من عناصر الامن الايطاليين الذين اشتبه بتورطهم في الموساد، ذكر أن ما حدث "كان ملاحقة أمنية ومتابعة تدلل على اليقظة الأمنية للأجهزة في غزة ومنتهى الوعي والحرص على واقع القطاع حتى لو كان بعض الأطراف التي اشتبه بها هي غير فلسطينية لم يشكل ذلك عائقا أمام متابعتها واستكمال التحقيقات".
وأضاف: "صحيح اننا تحت الاحتلال ولكن لدينا سيادتنا على ارضنا وكرامتنا وقامت الأجهزة الأمنية بما عليها".
ومع بدء العام الجديد 2019، استعرض النونو أبرز التحديات المتعلقة بالقضية الفلسطينية على طاولة الحركة، قائلا "ندخل العام الجديد في ظل ملفات ما زالت عالقة ولم يحدث فيها أي تقدم أبرزها استعادة وحدة النظام السياسي الفلسطيني نتيجة عدم رغبة أبو مازن وفريقه تطبيق الاتفاقات الموقعة، في مقابل وحدة حقيقية في الميدان وغرفة العمليات المشتركة والحراك الشعبي".
وقال النونو "كان هناك واقع مأزوم في الظروف الحياتية ما اضطر المواطن إلى تغيير سلم الأولويات من القضايا الوطنية ومستقبل القضية الفلسطينية إلى القضايا الحياتية المعيشية مثل الكهرباء والرواتب والواقع الإنساني الصعب في غزة".
وتابع "كان أمامنا جملة من الأهداف الأول هو إعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني وإعادة الاعتبار للمصالحة الوطنية الحقيقية، واحياء القضايا الوطنية ووضعها من جديد على الطاولة وتغيير سلم الأولويات للقيادة الوطنية والمواطن وكل الأطراف التي تتحرك في الملف الفلسطيني لتحسين الواقع المعاش للمواطنين بالقدر الذي لا يحمل أي ثمن سياسي".
وشدد على أنه في المقابل بدأ يتشكل في غزة الحراك الشعبي والنضال الجماهيري المدعوم من قيادة الفصائل في غزة وتم تشكيل الحراك الوطني وهيئة مسيرات العودة وكسر الحراك وكانت حماس جزءا من الحراك لتؤكد قناعتها بالشراكة والعمل المشترك وأن الهدف يمكن أن يجمع الفلسطينيين بغض النظر عمن يكون على رأس الغرفة.
واعتبر أن الهيئة بدأت بالعمل بالشكل الجمعي والوطني الذي أثبت بالأعداد على مدار 42 أسبوعا مضت أنها تزيد ولا تقل وتم من خلال الحراك الشعبي إعادة الاعتبار للقضية الوطنية وأنها ليست قضية مطلبية على أهمية المطالب التي تعتبر حقا للشعب الفلسطيني لكنها قضية سياسية بالدرجة الأولى وقضية وطن محتل يجب تحريره.
وقال النونو "يوم 14 مايو كان اليوم الأكبر بالنسبة للشعب الفلسطيني ويوم سقوط صفقة القرن الذي كان يراد له أن يكون احتفاليا بنقل السفارة للقدس، فكان النضال الشعبي الفلسطيني وأجبر العالم على رؤية مشهد منقسم لصورة رفع الستار عن السفارة الأمريكية في القدس وصورة النضال الفلسطيني في غزة وإسقاط صفقة القرن وإساءة وجه الاحتلال وإظهار صورته الحقيقية.
وتابع "تم إحياء حق العودة وقضية القدس وهي القضايا التي أُريد تغييبها لتصبح من الماضي، وأثبتت المقاومة الفلسطينية أنها تستطيع التحرك في الوقت المناسب وبالكيفية والآلية المناسبة وعندما احتاج الواقع الفلسطيني ردا كان رد المقاومة خلال هذا العام وعنفوانها غير مسبوق.
وأكد النونو أنه عندما دخلت القوات الخاصة الى غزة كان الرد ان اليد التي تمتد إلى القطاع سنقطعها وأن من يدخل القطاع إذا قدر له ان يخرج سيخرج ميتاً وأن قوة المقاومة الردعية جاهزة وتستطيع أن تلقن الاحتلال الدروس في كيفية التعامل.