أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأربعاء، حملة الاعتقالات المكثفة التي تشنها أجهزة أمن السلطة بحق نشطاء الحركة وأبنائها من الأسرى المحررين، والاعتداء على العائلات الفلسطينية المناضلة، وتدمير محتويات المنازل.
ووصفت حماس في بيان لها تعقيبًا على حملة الاعتقالات السياسية وعمليات التعذيب "الوحشية" التي وثقتها المؤسسات الحقوقية أن ما تقوم به تلك الأجهزة من عمليات اقتحام للمنازل يعد "همجيةً".
واعتبرت هذا الفعل لا يليق بالفلسطيني، حيث لم تعتد عليه العائلات الفلسطينية إلا من الاحتلال الغاشم، مؤكدة أن ما تقوم به تلك الأجهزة مرفوض وطنيًا وشعبيًا.
وأوضحت أن الإفادات التي نقلتها المؤسسات الحقوقية عن عمليات تعذيب وحشية بحق أبناء الحركة وكوادرها؛ يدلل على حجم السادية التي تتعامل بها أجهزة السلطة.
وقال محامي مؤسسة "الضمير" لحقوق الإنسان مهند كراجة اليوم، إن اثنين من المعتقلين السياسيين لدى السلطة تعرّضا للتعذيب بجهاز المخابرات والأمن الوقائي بنابلس، وبين أن "أحدهما لا يرى وآخر يتقيأ الدم".
وشددت حماس على أنه يتوجب على تلك الأجهزة حماية المواطن الفلسطيني من بطش الاحتلال وما يقوم به قطعان المستوطنين، وليس ملاحقة الأسرى المحررين وتعذيبهم.
وطالبت الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة بموقف واضح يُجّرم الاعتقال السياسي، وبذل الجهود من أجل لجم حالة الانفلات التي تنفذها الأجهزة الأمنية في الضفة بمحاولة إثبات الولاء للتنسيق الأمني الذي يمر عبر أجساد المناضلين من أبناء شعبنا.
وقالت حماس: "من المعيب أن نتحدث عن أم فلسطينية تُضرب عن الطعام لليوم السابع على التوالي من أجل الإفراج عن نجلها من سجون السلطة، ويتم نقلها للمستشفى بحالة صحية صعبة".
وأضافت: "أمهاتنا الفلسطينيات لم يعتدن إلا على الوقوف بجانب أبنائهن في سجون الاحتلال، وهن حارسات الحلم اللواتي لم تكل عزيمتهن من الوقوف مع أبنائهن في وجه الاحتلال".
ونقلت والدة المعتقل السياسي مراد فتاش من مدينة سلفيت شمالي الضفة الغربية المحتلة، إلى المستشفى الجمعة الماضية، أثر تدهور صحتها نتيجة إضرابها عن الطعام.
وأفادت عائلة المواطنة خديجة فتاش (50 عامًا) بأنها نقلت إلى قسم الطوارئ بمستشفى سلفيت الحكومي، بعد إصابتها بالجفاف وهبوط السكر بالدم، وتم تزويدها بالمحاليل اللازمة.
وبدأت فتاش قبل أيام إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، للمطالبة بالإفراج عن ابنها مراد الذي اعتقله جهاز الأمن الوقائي الإثنين الماضي، ضمن حملة اعتقالات واسعة في صفوف نشطاء حركة حماس وأنصارها بالضفة.
وكان زوجها عز الدين فتاش الذي عمل سابقًا مديرًا لمكتب نواب التغيير والإصلاح في سلفيت، وتوفي قبل تسعة أشهر، تعرض للاعتقال المتكرر لدى الاحتلال وأجهزة السلطة، كما هو حال أبنائه أيضًا.