أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات، أن الاحتلال صعد خلال العام الماضي من عمليات التنكيل بالأسرى والقمع واقتحام السجون والأقسام خلال العام الماضي، حيث رصد المركز (185) عملية اقتحام بنسبة ارتفاع بلغت 26% عن العام 2017، والذى شهد (145) عملية اقتحام.
وتعمد الاحتلال إهانة الأسرى واستفزازهم بشكل مقصود لكى يبرر الاعتداء عليهم في حال اعترضوا على ممارسات الاحتلال، حيث أصيب (36) أسيراً بجراح ورضوض واختناقات نتيجة الاعتداء عليهم بالضرب ورش الغاز الخانق، وعمد إلى خلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار في السجون بممارسة سياسة التنقلات الفردية والجماعية، والتي طالت أقسام بكاملها، وإجراء التفتيشات والاقتحامات الليلية.
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر، بأن معظم عمليات الاقتحام رافقتها عقوبات مختلفة فرضت على الأسرى، منها فرض غرامات مالية، وسحب الأجهزة الكهربائية أو إغلاق الأقسام وتحويلها إلى عزل، وسحب المرواح، وحرمان عدد من الأسرى من الزيارة وقطع المياه السّاخنة، وتقليص عدد القنوات العربية، ومنع الخروج إلى ساحة الفورة، والحرمان من الكنتين، ومنع إدخال أي كتب تعليمية.
وأضاف الأشقر بأن عمليات الاقتحام والتفتيش كذلك تخللها إجراءات استفزازية للأسرى وتوجيه الشتائم والألفاظ النابية، وعمليات تخريب متعمدة للأقسام، كخلع البلاط وحفر الجدران، وتمزيق الأغطية والفرشات ومصادرة ممتلكات خاصة للأسرى، وأغراض الكنتين، ووصل الأمر إلى نقل أقسام بكاملها إلى سجون أخرى، إضافة إلى نقل العشرات من الأسرى إلى زنازين العزل الانفرادي لفترات محددة.
وأشار الأشقر إلى أن وزير الأمن الداخلي للاحتلال "جلعاد أردان" أصدر خلال العام الماضي قرار بتشكيل لجنة خاصة لفحص ظروف اعتقال الأسرى محدداً مهمتها بتشديد ظروف اعتقالهم حتى الحدّ الأدنى واصفاً إياهم "بالإرهابيين"، الأمر الذى انعكس سلباً على واقع الأسرى، حيث شهد المزيد من عمليات التضيق والقمع واقتحام السجون، والاعتداء على الأسرى، والتنكيل بهم، ومصادرة حقوقهم وإنجازاتهم.
وقد بدأت اللجنة عملها بتركيب كاميرات مراقبة فى سجن (هشارون) للأسيرات، الأمر الذى دفعهن إلى عدم الخروج إلى الفورة لأكثر من شهرين قبل نقلهن بالكامل إلى سجن (الدامون).
كما أقدمت إدارة سجن (هداريم) على مصادره (4800) كتاب من مكتبة السجن جميعها كتب علمية وثقافة عامة، إضافة إلى الدفاتر الخاصة بالأسرى، بحجة أن إدارة السجن لم تصدر إذناً خاصاً بالدراسة والتعليم، رغم أنها وصلت السجن بموافقة الإدارة، وحسب قوانين إدارة السجون.
وقال الأشقر: إن العديد من الاقتحامات رافقها اعتداءات على الأسرى أدت إلى إصابة العشرات منهم بجراح ورضوض في مختلف أنحاء أجسادهم، منهم 3 أسرى أصيبوا برضوض وخدوش خلال نقلهم بعربة البوسطة من محكمة سالم العسكرية إلى معتقل (مجدو) بعد أن اصطدم سائق سيارة (البوسطة) بسيارة أخرى، ولم تجرى لهم ادارة مجدو أية فحوصات طبية عند وصولهم للسجن، واكتفت بإعطائهم مسكنا فقط.
كما اعتدت الوحدات الخاصة بالضرب المبرح على الأسير عماد جعيدي، (30 عاماً)، من قلقيلية في سجن النقب أثناء نقله إلى عيادة السجن، كما اعتدت وحدة (النحشون) القمعية بالضرب المبرح على الأسير محمد درويش عيسى (18 عاماً) من القدس خلال جلسة محاكمته.
وأصيب عدد من الأسرى في قسم (15) بمعتقل (عوفر) بعد تعرضهم للضرب المبرح منهم الأسير محمد زغلول المحكوم بالسّجن (20 عاماً)، واعتدت على الأسير وائل النتشة بالضرب وعزله انفرادياً وفرض عدة عقوبات بحقه، بحجة أنه قام بضرب ضابط سجن (نفحة) احتجاجاً على التفتيش العاري، وتعرض الأسير عمر محمد شحادة (26 عاماً) من الخليل لاعتداء بعد استدعائه لدى مخابرات الاحتلال في (عتصيون) حيث انهالوا عليه بالضرب المبرّح على أنحاء جسده بالعصي والأرجل.
بينما عزلت العشرات من الأسرى في زنازين العقاب بحجج مختلفة أبرزها خوض إضرابات عن الطعام، أو تنفيذ احتجاجاتهم على أوضاعهم القاسية، وبينهم عدد من أسرى الجبهة الشعبية الذين خاضوا إضراباً تضامنياً مع الأسير بلال كايد.
وبين الأشقر، أن إدارة السجون نفذت العام الماضي حملات تنقل واسعة طالت العشرات من الأسرى، ووصلت إلى حد نقل أقسام بكاملها تضم العشرات من الأسرى، حيث نقلت كافة أسرى قسم 6 بسجن (النقب) البالغ عددهم (120) أسيراً إلى أقسام أخرى وأجرت حملة تفتيش واسعة، ونقلت أسرى (عسقلان) وهم 54 أسيراً إلى سجن (أوهلى كيدار) بذريعة إجراء تفتيشات.
كما نقلت كافة أسرى غرفة 65 بقسم 5 في (ريمون) إلى سجن (نفحة) بعد اقتحام القسم وتفتيشه، ونقلت أسرى قسم "11" في (عوفر) البالغ عددهم (120) أسيراً إلى معتقل (إيشل) بعد تفتيش مقتنياتهم وتخريبها، ونقلت أسرى قسم 6 بسجن (ريمون) منه إلى قسم (5)، بعد أن عبثت بمقتنيات الأسرى، وقلبتها رأساً على عقب.