كشفت صحيفة "واشنطن تايمز" اليمينية المقربة من "إسرائيل" أمس، أن النشاط الاستيطاني الإسرائيلي تزايد في عهد ترامب، وأن "إسرائيل"، وبضوء أخضر حصلت عليه من واشنطن منذ وصول ترامب إلى البيت الابيض، تمكنت في العام 2018 المنصرم من إطلاق عملية استيطان غير مسبوقة، ووضعت من خلالها أسساً يصعب عكسها في المستقبل كما تنذر بمشاريع استيطانية مستقبلية في الضفة الغربية على نطاق غير معهود.
وقالت "واشنطن تايمز" في تقريرها إن حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو تمكنت من "وضع الأسس لما يمكن أن يكون أكبر طفرة بناء وتشييد منذ سنوات"، وفقا لبيانات صادرة عن مصادر حكومية إسرائيلية رسمية.
وأشارت إلى أن البيانات التي حصلت عليها تُظهر زيادة في البناء في العام 2018، كما تظهر ارتفاعا حادا في التخطيط للبناء المستقبلي، موضحة أن هذا الاتجاه، تم تسليط الضوء عليه الأسبوع الماضي، عندما تقدمت لجنة إسرائيلية بمخططات تشييد آلاف المساكن الاستيطانية الأخرى على أراضي الضفة الغربية المحتلة "ما عمّق عدم الثقة الفلسطينية في إدارة ترامب، التي يُقال إنها تستعد لطرح خطة سلام في الشرق الأوسط، لافتة إلى أنه مع كل توسع استيطاني جديد تتراجع فرص حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين على أراضي العام 1967 و"إقامة دولة فلسطينية إلى جانب "إسرائيل".
ويشير مراقبون، سواء كانوا من مؤيدي الاستيطان أو من معارضيه في واشنطن، إلى حدوث تغير ملحوظ منذ أوائل العام 2017، عندما تسلم ترامب السلطة من باراك أوباما، الذي حاولت إدارته كبح جماح البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وترفض وزارة الخارجية الأميركية بشكل روتيني الإجابة عن موقفها تجاه أي نشاطات استيطانية محددة وتكتفي بالقول: "إن موقفنا من الاستيطان معروف" رغم المحاولات المتتابعة لدفعها من أجل أن تعلق على استشراء الاستيطان، فيما اعتادت الإدارات الأميركية السابقة على "التعبير عن قلقها" إزاء النشاط الاستيطاني، بل والتنديد به عندما كانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسمح ببناء "بؤر استيطانية غير شرعية" على أراضٍ فلسطينية خاصة الملكية، وهو ما لم تعارضه أو تعلق عليه إدارة ترامب خلال العامين الماضيين ولو لمرة واحدة، فيما تتحدث عن قرب الإعلان عن خطة التسوية الأميركية التي يشرف عليها كل من صهره جاريد كوشنر، ومستشار ترامب للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات وسفير واشنطن في "إسرائيل" ديفيد فريدمان التي يطلق عليها "صفقة القرن".