قال مركز أسرى فلسطين للدراسات اليوم الثلاثاء، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال عام 2018 المنصرم 175 امرأة وفتاة، وواصلت استهداف النساء بالاستدعاء والتحقيق دون استثناء سواء كُنَّ قاصرات، أو كبيرات بالسن، أو مريضات.
وأوضح المركز في بيان صحفي أن قوات الاحتلال صعدت من استهداف النساء والفتيات بالاعتقال، والأحكام المرتفعة، بهدف ردعهن عن المشاركة في أية نشاطات سلمية أو مجتمعية أو مقاومة داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني ومناهضة للاحتلال، وواصلت استهداف ذوي الأسرى من الدرجة الأولى، وتحديدًا أمهاتهم وزوجاتهم، خلال زيارة أبنائهن في السجون، بهدف تشديد الخناق على الأسرى.
ورصد 15 حالة اعتقال لأقارب الأسرى من الدرجة الاولى، وحالتي اعتقال لجريحات، و14 حالة لقاصرات.
أحكام قاسية
وخلال العام الماضي، أصدرت محاكم الاحتلال، وفق المركز، العديد من الأحكام القاسية والانتقامية بحق الأسيرات، حيث حكمت على الأسيرة "فدوى نزيه حمادة" (31 عامًا) من مدينة القدس المحتلة، بالسجن الفعلي لمدة 10 سنوات وغرامة مالية قيمتها 30 ألف شيقل، وهي أم لخمسة من الأطفال.
كما أصدرت محكمة الاحتلال المركزية في القدس حكمًا قاسيًا بالسجن الفعلي لمدة 10 سنوات بحق الأسيرة "أماني خالد حشيم (31 عامًا)، بحجة تنفيذ عملية دهس، وهي أم لطفلين.
كذلك حكمت على الأسيرة "أسيا سليمان الكعابنة" (40 عامًا) من نابلس، بالسجن الفعلي لمدة 42 شهرًا، وهى أم لتسعة أبناء، والأسيرة "بيان حسين فرعون" (24 عاماً) من مدينة القدس، بالسجن40 شهرًا، وهي خطيبة الأسير "أحمد عزام" والذي يقضي حكمًا بالسجن الفعلي لمدة 6 سنوات، وعامين ونصف بحقّ الأسيرة "إسراء سميح جابر" (19 عامًا)، من الخليل، و33 شهرًا بحق الأسيرة "أمينة عوده محمود" من القدس.
الصحفيات والحقوقيات
وأشار المركز إلى أن سلطات الاحتلال صعدت خلال العام الماضي من استهداف الصحفيات والحقوقيات والاعلاميات، إذ اعتقلت الكاتبة والباحثة "إسراء خضر لافي" (34 عامًا)، من الخليل، اعتقلت على خلفية نشاطها الإعلامي لمناصرة قضايا شعبها ووطنها، والكاتبة الصحفية "لمى خاطر" (42 عامًا) من الخليل، وهي محللة سياسية وإعلامية وكاتبة في مجالي الأدب والسياسة.
كذلك اعتقل الاحتلال الباحثتين الميدانيتين في حقوق الانسان "منال الجعبري" و"منال دعنا" من مدينة الخليل خلال عملها في توثيق جرائم الاحتلال، وهما تعملان مع مركز معلومات "بتسيلم"، والناشطة التي تحمل الجنسية الفرنسية "دنيا اشتيوي" في مدينة نابلس، والناشطة "سندس العزة"، من الخليل، وهي ناشطة في مجموعة "شباب ضد الاستيطان"، والناشطة "صفاء أكرم أبو حسين" رئيسة جمعية البيوت السعيدة في مدينة الخليل، والمحاضرتين الجامعيتين "سونيا الحموري" (40 عامًا)، من مدينة الخليل، و"فيروز نعالوة" من مدينة نابلس.
أوضاع سيئة
وذكر "أسرى فلسطين" أن العام الماضي كان من أسوء الأعوام على الأسيرات، إذ شهدت أوضاعهن تراجعًا واضحًا على كل الأصعدة وفى مقدمتها الناحية الصحية، ومارس الاحتلال بحقهن أشكال الانتهاك والتعسف، سواء بحرمانهن من حقوقهن الأساسية او اقتحام الغرف، إضافة إلى التضييق عليهن ومحاولة إذلالهن من خلال السفر بالبوسطة، والذي يستمر نحو 12 ساعة في ظروف صعبة وسط حرمان من اصطحاب الماء والطعام، بالتزامن مع تقييدهن من الأيدي والأرجل، ووضع كاميرات في قسمهن لمراقبة تحركاتهم، مما يعتبر انتهاكًا للخصوصية.
وعمد الاحتلال، وفق المركز، إلى إغلاق قسم النساء بسجن هشارون، ونقلهن جمعيًا إلى سجن الدامون في قسم جديد يتسع لنحو 100 أسيرة في ظروف صعبة، ولا تتوفر فيه الاحتياجات الأساسية للحياة.
ولفت إلى استمرار معاناة الأسيرات المريضات بسبب الإهمال الطبي، وأبرزهن الأسيرة إسراء رياض جعابيص" (35عامًا) من القدس، التي تحتاج لعدة عمليات مستعجلة، تماطل إدارة السجون في إجرائها مما يعرض حياتها للخطر، والأسيرة "نسرين حسن أبو كميل" (43 عامًا) من مدينة غزة، والتي تعاني من وجود تمزق في عصب الإبهام والكف، وتشتكي من مرض السكري، مع تخوفات من بتر أصابع قدمها بعد ظهور بقع داكنة تحت أظافر قدميها بسبب ارتفاع السكري إلى مستويات عالية.