وحذر منسق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية ونائب نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط ماكغولدريك، من تدهور الأوضاع في غزة، في ظل شح حاد في الوقود مع اقتراب فصل الشتاء، موضحاً أن الوضع في غزة لم يتحسن بل تدهور بشكل كبير.
وقال ماكغولدريك لموقع أخبار الأمم المتحدة:" لا يوجد لدينا وقود يكفي حتى نهاية العام لتشغيل المستشفيات ومحطات توليد الطاقة لتعمل شبكات المياه والصرف الصحي، وقد ناشدنا توفير مليوني دولار لنتمكن من الحصول على مزيد من الوقود".
وحول السبب الرئيسي لازمة الوقود، أكد أن هناك عدة أسباب،قائلا:" نحتاج المال للوقود الطارئ لمولدات الطاقة لأنشطة إنقاذ الحياة للمستشفيات والعيادات".
وأضاف ماكغولدريك : " المشكلة الآن المتعلقة بالوقود اللازم لمحطة الطاقة في غزة تتمثل في القدرة على إدخال الوقود، مشيرا إلى أن الامم المتحدة تعمل مع الأطراف لضمان إدخال الوقود، وبمجرد دخوله سيكفي لمدة ستة أشهر.
وتابع:" يتوفر الوقود للسكان لمدة 4 ساعات يوميا، وهو وضع رهيب، الشتاء قادم، لذا نحاول إضافة 4 ساعات أخرى، لتتوفر الكهرباء لمدة 8 ساعات يوميا، ليعيش الناس حياة شبه طبيعية. ليتمكن التلاميذ من أداء واجباتهم ولتعمل الثلاجات والصوبات وتشحن الهواتف النقالة. وفي الوقت الراهن كل هذه الأشياء صعبة للغاية".
وتحدث ماكغولدريك عن أحد المواقف التي تعرض لها خلال إحدى زياراته لغزة قائلا:" ذهبت إلى مستشفى الرازي للأطفال قبل أسابيع. وتوجهت إلى قسم الطوارئ. عندما كنت هناك، انقطع التيار الكهربائي، وبدأ العمل بالمولد. نظرت إلى هاتفي، فوجدت أن بدء عمل المولد استغرق 55 ثانية. خلال ذلك الوقت اضطر الأطباء إلى ضخ الأكسجين يدويا في رئات الأطفال الموضوعين على أجهزة التنفس الصناعي. لا يحدث ذلك ليوم واحد، ولكنه وضع يتكرر كل يوم. هناك أشخاص في المستشفيات لا يستطيعون مغادرتها لعدم توفر الكهرباء في منازلهم، فيظلون عالقين في المستشفيات. وفي المنازل تصاب الحياة بالشلل لعدم توفر الكهرباء سوى لساعات محدودة".
وقال ماكغولدريك:" نحن في مجتمع العمل الإنساني دائما نفعل أقصى ما يمكن. ولكن الوضع الإنساني دائما ما يخسر أمام السياسة".
وأضاف:" يتعين أن يجلس السياسيون معا على طاولة التفاوض لينظروا إلى المصالحة باعتبارها الخيار الوحيد. إننا نعاني لمواصلة العمل الإنساني، وذلك بسبب أزمة التمويل وتزايد الاحتياجات، ندعو السياسيين إلى القدوم إلى طاولة الحوار والتوصل إلى حل يمكن المواطن في غزة والضفة الغربية من عيش حياة كريمة.
ولفت ماكغولدريك، إلى ان التمويل الممنوح للأونروا تقلص من دولة مانحة كبرى، موضحا أنه نتيجة ذلك، أوقف عدد هائل من الخدمات. تمكنت الأونروا من إبقاء المدارس والعيادات مفتوحة ومواصلة توفير إمدادات الغذاء للسكان.
واستدرك:" لكن الأنشطة الأخرى غير المرتبطة بالأونروا قد تلقت تمويلا يقدر بثلاثين في المئة حتى الآن هذا العام".
وتساءل:" لماذا تضطر غزة إلى مواجهة هذا الوضع وهي تعاني من كارثة إنسانية؟" متابعا " بسبب هذا الوضع يتعين أن نقلص الخدمات التي نقدمها لتستهدف بشكل أكبر المستضعفين".
وقال ماكغولدريك :" لا نستطيع إنقاذ الأرواح وسبل كسب العيش كما ينبغي. العام المقبل لا يبدو أفضل من العام الحالي، فيبدو أن وضع التمويل والواقع الجيوسياسي سيظلان في وضع سيء يشابه العام الحالي، وربما أسوأ. فيما يبقى التمويل على ما هو عليه أو ينخفض، فإن الاحتياجات تتزايد".
وبالنسبة للضفة الغربية، ذكر ماكغولدريك أن الأمر يتعلق أكثر بتوفير الحماية والحقوق وقضايا انتهاكات الحقوق، مضيفا " على سبيل المثال هناك قرية خان الأحمر البدوية المعرضة لخطر الهدم، وقد صدر حكم قضائي بذلك. هناك الكثير من المظاهرات والأنشطة لمحاولة الحيلولة دون ذلك".
واستطرد:" خان الأحمر قرية بدوية، هناك 40 قرية أخرى مماثلة في الضفة الغربية. يعيش سكان هذه القرى في هذه المناطق منذ عقود، يعتمدون في كسب رزقهم على الرعي. إذا نقلوا قسرا من المكان الذي يتمركزون فيه، فسيكون ذلك حسبما أعتقد انتهاكا للقانون الدولي، وأيضا جزءا من جهود توسيع المستوطنات. وإذا حدث ذلك مع كل القرى البدوية فإن التواصل الجغرافي للدولة وحل الدولتين سيواجهان تحديات، لأن الضفة الغربية ستنقسم إلى نصفين فيما تتواصل المستوطنات من القدس الشرقية إلى أريحا".