قالت صحيفة إسرائيلية إن "الإعجاب العميق بالدولة العبرية، والرغبة بالانتقام من تركيا يدفعان ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لتعزيز علاقته بإسرائيل".
وتوقعت صحيفة "جيروزاليم بوست" في تقرير نشرته اليوم الأربعاء، أن يدفع إعجاب بن سلمان بـ"إسرائيل" ورئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، والرغبة في الانتقام من تركيا بسبب دورها في تدمير مكانته الدولية في أعقاب قضية قتل الصحافي، جمال خاشجقي، إلى البحث عن طرق لتعزيز علاقته بدولة الاحتلال.
وأشارت الصحيفة إلى أن بن سلمان ينطلق من افتراض مفاده أنه بالإمكان الاستفادة من إسرائيل في مواجهة كل من الإسلام السياسي وإيران. وأن بن سلمان يرى أن "إسرائيل" "الدولة الوحيدة التي بالإمكان الاعتماد عليها في مواجهة الأعداء المشتركين"، بعد أن أثبت أنها قادرة على مواجهة أعدائها من خلال أنماط فعل "قوية وحازمة".
وكتبت الصحيفة في هذا الصدد: "برغماتية بن سلمان جعلته معجبا بالروح القتالية التي تتسم بها الدولة اليهودية وهو يراهن على تسخير إمكانياتها في مواجهته ضد إيران والإسلام السياسي في المنطقة". وواصلت الصحيفة توصيف مسوغات إعجاب ولي العهد السعودي بـ"إسرائيل"، مشيرة إلى أنه منبهر بحقيقة أن "إسرائيل" الدولة "الوحيدة في الشرق الأوسط صاحبة السجل الثابت والقوي في إلحاق الهزائم بأعدائها وضمن ذلك عدم التردد في غزو دولهم، على الرغم من التنديد الدولي".
وأضافت أن أحد مسوغات التقارب بين "إسرائيل" والسعودية يتمثل في إعجاب بن سلمان بشخص نتنياهو، مشيرة إلى أنه يعتبره قائداً "جديرا بالثقة، وذا صدقية"، معتبرةً أن نتنياهو، الزعيم "الإسرائيلي" الذي يحظى بمستوى هائل من الثقة لدى أنظمة الحكم العربية وتحديدا في السعودية. وشددت على أن "احترام بن سلمان لنتنياهو تعاظم بشكل خاص، بعدما أبدى تصميما على مواجهة كل من السنة والشيعة، وأثبت عدم تردد في التصدي بشكل كبير للضغوط التي مورست عليه أثناء حكم إدارة الرئيس باراك أوباما".
وأضافت أن "محمد بن سلمان يرى في "إسرائيل" "الدولة المثالية" القادرة على لعب دور تكاملي في تحقيق تصوره للشرق الأوسط، وهو يقدر كثيرا إسناد نتنياهو له من تداعيات قضية خاشقجي، لا سيما عندما تعاظمت الضغوط والانتقادات الدولية لسلوكه".
وتابعت الصحيفة أن "ما فاقم الغضب والرغبة في الانتقام من تركيا لدى بن سلمان، تمثل في الطريقة التي استخدمتها تركيا في تسريب تفاصيل عملية تصفية خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، على يد فريق اغتيال سعودي، مما أسهم في تدمير مكانته الدولية".
وأشارت الصحيفة إلى أن "من أبرز أسباب تدهور العلاقة بين السعودية وتركيا، موقف الرياض من الانقلاب الذي قادة عبد الفتاح السيسي في مصر في صيف 2013؛ حيث إنه في الوقت الذي فتحت تركيا أبوابها لمعارضي الانقلاب في القاهرة، عمدت السعودية إلى تقديم دعم مالي وسياسي للانقلابيين بقيادة السيسي".
وأشارت إلى أن الأزمة الخليجية وقرار السعودية ومصر والإمارات والبحرين فرض حصار على قطر، أسهما في تأجيج الخلافات التركية السعودية بسبب موقف أنقرة المساند للدوحة، على اعتبار أن "نظام الحكم السعودي يرى في الدعم الذي تقدمه قطر وتركيا لجماعات الإسلام السياسي أخطر مصدر لتهديد الاستقرار في المنطقة".
وبينت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن كلاً من العاهل السعودي، الملك سلمان، ونجله محمد حاولا أن يعرضا العلاقة مع أنقرة بعد قضية خاشجقي على أنها "أخوية وحميمية" بهدف احتواء تداعيات القضية، إلا أن كل الشواهد تدل على أنه لم يعد بالإمكان إصلاح الضرر الذي لحق بالعلاقة بين الجانبين.
بحسب الصحيفة، فإن بن سلمان ينطلق من افتراض مفاده أن تركيا توظف قضية خاشقجي في محاولة إبعاده عن كرسي الملك بعد وفاة والده؛ مما جعله يوقن أن تحسين العلاقة مع أنقرة مستحيل طالما ظل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بسدة الحكم في أنقرة.