أفادت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى اليوم، أن إدارة سجن الدامون -الذي تقبع فيه الأسيرات الفلسطينيات- فرضت عقوبات تعسفية بحق عدد من الأسيرات، وتمثلت العقوبات في منع الكانتينا لمدة شهر، منع زيارة الأهالي لمدة شهر وغرامة مالية مائة شيكل على كل أسيرة.
وأوضحت الأسيرات في رسالة وصلت مهجة القدس نسخةً عنها، أنه بتاريخ 17/12/2018 وقت الظهر حضرت إحدى شرطيات السجن وتُدعى (ولاء) ومعها معتقلين مدنيين إلى غرفة رقم (11) بادعاء إجراء بعض الاصلاحات في الغرفة، وطلبت الشرطية من الأسيرات في الغرفة الانتظار في الحمام لحين الانتهاء من الإصلاحات، مما حذا بالأسيرات برفض الخروج لأنه وحسب المعهود في هكذا وضع أن تخرج الأسيرات إلى الفورة وليس احتجازهن في الحمام لساعات طويلة.
وأضافت الأسيرات أن إدارة السجن أبلغت الأسيرة استبرق التميمي أنها ستقوم بمعاقبة غرفة (11) على خلفية هذا الحدث، حيث دخلت فرقة قمع مكونة من (45) شرطي من أجل سحب الأدوات الكهربائية من غرفة (11)، ورفضت جميع الأسيرات في الغرفة السماح لهم بدخولها فقاموا بإغلاق الغرفة وقرروا عزلها مع جميع الأسيرات لمدة يومين. حيث تم عزل الأسيرات ياسمين تيسير شعبان، النائبة في المجلس التشريعي الفلسطيني خالدة كنعان جرار، روان نافذ أبو مطر، صابرين محمد زبيدات، ميسون موسى الجبالي، حنين عبد القادر اعمر ونورهان إبراهيم عواد.
وقالت الأسيرات في رسالتهن إنه في اليوم التالي دخلت قوة قمع من دون تحذير ممثلة الأسيرات أو الأسيرات وفتحوا باب غرفة (11) ودخلوا بدون أي سابق إنذار والأسيرات كن يتناولن الطعام على الأرض ولم يضعن شيئاً على رؤوسهن، مما حذا بالأسيرة ياسمين شعبان على الفور بوضع لباس الصلاة وتوجهت للباب عند الضابط وقالت له لن تدخل إلى أن تقوم البنات بتغطية رؤوسهن، وأخبرته بأنه لا يجوز له الدخول هكذا وبدون الممثلة وإعلامها بالأمر، فقاموا بإخراج ياسمين من الغرفة وأخذها للعزل، وبدأت الأسيرات بالصراخ والدق على الأبواب ولم يهتموا لهن أبداً ولا حتى للممثلة، وقاموا بتفتيش الغرفة وسحب الأدوات الكهربائية جميعهاً، ورداً على ذلك قمن بإرجاع وجبة الغداء ولم يخرجن للفورة ولا الكانتينا حتى استجابت الإدارة وأعادت الأسيرة ياسمين إلى الغرفة.
وأفادت الأسيرة خالدة جرار في الرسالة التي وصلت مهجة القدس، أن ما حدث وما يحدث غير مقبول إطلاقاً أن تقوم إدارة السجن بعزل غرفة بأكملها عزل جماعي لمدة يومين وأن هذا إجراء تعسفي، أن تقوم الإدارة بفرض هذه العقوبات علينا ونحن لم نفعل أي شيء مخالف للقانون، بل بالعكس هم من طلب منا طلب غير إنساني وغير منطقي ومخالف لكل الأعراف بأن نتواجد ثمانية أسيرات في الحمام معاً لحين انتهائهم من ادعاء الإصلاحات.
مضيفةً أن دخولهم لغرفة (11) بدون إعلام ممثلة الأسيرات ولا الأسيرات وبهذا الشكل الذي ينتهك خصوصيتهن كأسيرات نساء فيه مسّ خطير، وأنهن سوف يتقدمن بشكوى ضد الضابط الذي دخل للغرفة.
وقالت إن الشرطية (ولاء) لم تكتفي بما فعلته بل قامت بتقديم شكوى ضد الأسيرات بأنهن قمن بتهديدها وتم فتح ملف بهذا الخصوص والتحقيق جاري بهذا الخصوص، وأنه من الواضح أن الادارة تعمدت الإساءة ضد الأسيرات المنقولات من سجن الشارون وغرفة (11) بشخوصها وأن تصرفها كان عن سبق تخطيط ومتعمد.
وأشارت الأسيرة جرار إلى أنه عندما كانت الأسيرة ياسمين شعبان بالعزل، وضعت إدارة السجن معتقل مدني (يهودي) بالزنزانة التي بجوارها، وقام هذا المعتقل طوال الوقت بإسماع ياسمين كلمات ومسبات بذيئة يعجز اللسان عن قولها لما تحمله من إساءة وإهانة، وليس هو فقط بل السجانين أيضاً وأن السب كان موجه لياسمين شعبان بشكل مباشر.
من جهتها طالبت مؤسسة مهجة القدس المؤسسات الحقوقية والإنسانية، وخاصة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومجلس حقوق الإنسان بالتدخل لدى سلطات الاحتلال الصهيوني لوضع حد لمعاناة الأسيرات الفلسطينيات وظروفهن غير الإنسانية، ومراعاة خصوصياتهن في سجون الاحتلال الصهيوني، وفضح انتهاكات مصلحة سجون الاحتلال بحقهن، معتبرةً أن مساس سلطات الاحتلال بالأسيرات وخصوصياتهن خط أحمر من شأنه أن يدخل الأوضاع في سجون الاحتلال وخارجها إلى حالة من عدم الاستقرار والمواجهة مع الاحتلال ومصلحة سجونه وسجّانيه.