تحت عنوان "مبادرات دعم الأسرى عربياً ودولياً – الواقع والتحديات"، نظمت "مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى" ندوة، أمس الثلاثاء، في دار الندوة بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وحاضر في الندوة، التي أدارها الإعلامي الفلسطيني أحمد صباحي، عدد من المختصين بالقانون الدولي، وأسرى محررين، في حين ألقى الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان، مداخلة عبر الفيديو، وذلك بحضور ممثلين عن القوى الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية وعدد من الشخصيات اللبنانية والفلسطينية وإعلاميين.
كلمة "مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى"، ألقاها مسؤول العلاقات العامة والإعلام في المؤسسة بلبنان، سيف الدين موعد، أكد فيها أن "قضية الأسرى تمثل مساحة مهمة من المشروع النضالي والكفاح الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني الذي حرص منذ نشأته على معاقبة المناضلين الفلسطيين واعتقالهم وانتهاك حقوقهم وممارسة أقصى أنواع العقوبات غير الإنسانية بحقهم"، لافتاً إلى أنّ "الحركة الأسيرة سجلت خلال الفترة الماضية أكثر من مليون حالة اعتقال ومئتي شهيد إما تحت التعذيب أو بسبب الإهمال الطبي المتعمد".
بدوره، أكد مسؤول "جمعية نزاهة لمكافحة الفساد" والمتخصص في القانون الدولي، المحامي علي برو، أن "مفهومية الأسرى الفلسطينيين لا تنبع فقط من احتجازهم داخل معتقلات الكيان الصهيوني، إنما تنبع معاناتهم في كثير من الجوانب القانونية التي ينبغي التطرق لها والقيام بمبادرات تجاهها، ولعل أول التحديات للأسرى الفلسطينيين هو تحدي وضعهم القانوني"، موضحاً أنّ "الأسير الفلسطيني تنطبق عليه أحكام القانون الدولي وتحديداً اتفاقيات جنيف".
وتابع: "أما التحدي الثاني فيكمن في الجهة التي سنرفع إليها صوت الأسير الفلسطيني، وفي هذا المجال يكون التقصير الكبير للحقوقيين والمحامين وتحديداً المحامين العرب باعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضيتهم المركزية".
ودعا برو إلى "العمل على تفعيل لجنة فلسطين في اتحاد المحامين العرب وإنشاء لجنة للأسرى الفلسطينيين من خلال مطالبة نقابة محامي فلسطين في نقابة محامين العرب بطرح التصويت على إنشاء لجنة الأسرى في دورتها القادمة".
كما دعا إلى تحويل "مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى إلى جمعية دولية وتقديم طلب انتسابها إلى مفوضية حقوق الإنسان في جنيف، وهذا مطلب قابل للتحقق من خلال تأمين متطلبات الانضمام وتكوين جملة من الأنشطة التي يمكن أن تتقدم بها المفوضية الجمعية لحقوق الإنسان للتسجيل".
من ناحيته، تطرق رئيس "المؤسسة الدولية للتضامن مع الأسرى (تضامن)"، فهد حسين، خلال كلمته إلى دور المؤسسات والمنظمات غير الحكومية المحلية والدولية في دعم الأسرى باعتبارها قوة دولية ضاغطة في مجال حقوق الإنسان ولا يمكن إلغاء أو تحجيم دورها لاعتبارات متمثلة في الربط بين انتهاكات حقوق الانسان وانتهاكات القانون الدولي الإنساني.
وفي كلمته، طالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي والأسير المحرر الشيخ خضر عدنان بتفعيل المساندة الشعبية والرسمية في فلسطين وخارجها لدعم الأسرى.
بدورها، أكدت الأسيرة المحررة كفاح العفيفي على ضرورة إسناد ودعم الأسيرة إسراء الجعابيص التي تحتاج إلى إجراء عمليات طارئة في جميع أنحاء جسدها لصعوبة وضعها الصحي، مشيرة إلى ضرورة تسليط الضوء على معاناة الأسيرات داخل المعتقلات حيث يتعرضن لأسوأ المعاملة ويحرمن من أبسط حقوقهن الإنسانية.
يذكر أن مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى" هي جمعية فلسطينية تعنى بأوضاع الشهداء والأسرى في الداخل الفلسطيني، ولا سيما في قطاع غزة، وقد افتتحت مؤخراً فرعاً لها في العاصمة اللبنانية بيروت.