قال غادي شيمني، القائد السابق لما تسمى بـ منطقة المركز في جيش الاحتلال، المسؤولة عن الضفّة الغربيّة المُحتلّة، في مقالٍ نشره في صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبريّة، إنّ الضفّة الغربيّة باتت تُشكّل في مكوناتها تهديدًا وجوديًا للمشروع الصهيونيّ، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه من الضروري البدء بعملية فصلٍ مدنيٍّ عن الفلسطينيين، مع الحفاظ على السيطرة الأمنية في الضفّة الغربيّة حتى يتّم التوصل إلى اتفاقٍ، على حدّ تعبيره.
وتابع المسؤول الإسرائيليّ والذي عمل سابقًا فيما تُسّمى بالإدارة المدنيّة وكملحقٍ عسكريٍّ في واشنطن،قائلاً إنّ الأحداث الأخيرة، من تحييد الأنفاق التي حفرها حزب الله على الحدود الشماليّة مع لبنان، والتطورات الجزئيّة في سلاح الجيش العربيّ السوريّ، وجولات القتال المتقطعة في غزة تثبت أنّ الدولة العبريّة تذهب إلى معدلٍ متزايدٍ من الأحداث الأمنيّة.
وأكّد شيمني على أنّ هذه ليست تحديات يمكن الاستخفاف بها، ومع ذلك، زعم أنّ أيًّا منها لا يمكن أنْ يشكل تهديدًا قويًا للمشروع الصهيونيّ في ظل جهود جيش الاحتلال وجهاز الأمن العّام (الشاباك)، ولكنّه استدرك قائلاً إنّ المعضلة تكمن في أنّ المستويات السياسيّة تشهد على معظم الجبهات، صعوبات في تطوير مبادرة سياسية من شأنها تغيير الظروف على الساحة الإقليمية، التي يتم إغراقها بمبادرات العدو، على حدّ وصفه.
وأضاف الجنرال "الإسرائيليّ" قائلاً إنّه باستثناء ذلك، فإنّ الجبهة التي تشكل تهديدًا وجوديًا لـ"إسرائيل" موجودة في الضفة الغربيّة، إذْ أنّ قوّة "إسرائيل" مطلقة، مُضيفًا في الوقت ذاته إنّه يخشى من وجود أقلية تنوي تنفيذ نيتها المعلنة لتمرير قوانين الضمّ، أيْ ضمّ الضفّة الغربيّة إلى سيادة كيان الاحتلال.
عُلاوةً على ذلك، قال الجنرال شيمني إنّ إدعاء الأقلية القائلة بأنها قادرة على ضمان ضمّ أوسع للأرض مع أقل عددٍ ممكنٍ من الفلسطينيين في الوقت الذي يتم فيه استنزاف الأمن والتصعيد الإضافي الذي تثيره هذه الخطوة، لا يستجيب لامتحان الواقع.
وحذر القائد السابق لما تسمى بـ منطقة المركز في جيش الاحتلال، من أنّ قرار الكنيست لتمرير قوانين الضمّ، بغضّ النظر عمّا هو حجم الأراضي المضمومة، سوف ينظر إليه في المنطقة وعلى الساحة الدولية، كقرار وطني للتخلي عن إستراتيجية المفاوضات، ولتحديد الحقائق من جانب واحد، وسوف يغلق الباب على فصل مستقبلي عن الفلسطينيين، على حدّ قوله، لافتًا إلى أنّ هذا الموقف سيقضي على التبرير الداخليّ الفلسطينيّ لاستمرار التعاون الأمني مع "إسرائيل"، الذي أشاد به الجيش والشاباك، ما من شأنه أنْ يخلق فراغًا أمنيًا يمكن للعناصر العنيفة أن تملأه بالجريمة والإرهاب، على حدّ زعمه.
وأضاف إنّه ردًا على هذا التطور، أوْ بقصد منعه، لن يكون أمام الجيش "الإسرائيليّ" أيّ خيار سوى احتلال كامل للضفة الغربية، مع الملايين من السكان، مما يجعل "إسرائيل" مسؤولة عن انهيار السلطة الفلسطينية وتتويج حماس بأنها زعيم بلا منازع للشعب الفلسطينيّ.