قال الكاتب والمحلل السياسي عادل سمارة أن التهديدات المتكررة التي تطلق من قبل القيادة الفلسطينية بحل السلطة تُستخدم فقط "فزاعة" لان السلطة لن تستطيع تحل نفسها، فضلاً عن أن الاحتلال "الإسرائيلي" لن يسمح بحلها أو إنهاء دورها، مشيراً إلى أن مسالة التنسيق الامني وكل ما يتعلق بأوسلو يخدم التسوية الامريكية الإسرائيلية أو ما يسمى بــ"صفقة القرن".
واعتبر سمارة في مقابلة مع "فضائية فلسطين اليوم"، أن المنظمات الفلسطينية والأشخاص الذين شاركوا في مؤسسات ومخرجات عملية التسوية المتمثلة بــ إتفاق "أوسلو" سواء بالترشيح الرئاسي او البرلماني هم بالحقيقة دعموا تك الاتفاقية باستثناء حركة الجهاد الاسلامي وبعض اليساريين والقوميين الذين رفضوا التعاطي مع "أوسلو"، وهذا يبين أن هناك خلل واضح لدى البعض حين ذهبوا لـ "الإستدوال" بديلا عن التحرير.
وبشأن القرار الأمريكي بوقف ملايين الدولارات، التي كانت تقدم في مجالات مختلفة للسلطة، مع إبقاء على المساعدات المقدمة للأجهزة الأمنية، أشار المحلل السياسي أن ما يحدث الان من تخفيض في الجانب الغير أمني هو يأتي في سياق الضغط السياسي على المستوي الرسمي الفلسطيني مستدركاً؛ "أمريكا تعرف الجهاز الأمني جيدا وتثق به فلماذا تلغيه في الوقت الذي يُساعد الفلسطينيين المعارضين أساسا للتنسيق الامني مع الاحتلال.
ولفت سمارة في معرض حديثه إلى أن "مبدأ التمويل الاجنبي والخارجي حتى من بعض الدول العربية هو عمليا خرق ضد الفلسطينيين ويأتي في سياق ريع سياسي ومالي لمشروع أوسلو".
وحول إجراءات السلطة التي تمارسها في الضفة الغربية أكد سمار أن الاحتقان الداخلي الجاري يأتي نتيجة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان الضفة، لافتاً إلى أن القرارات التي تصدر عن السلطة في الضفة الغربية لم يعد احد مهتم بها.
ونبه الى ان حالة الارباك الشديد وانشغال الشعب بالضفة عن القضية الفلسطينية يأتي بفعل الضرائب وكثرة الفساد، معتبراً ذلك من المعيقات التي تقف أمام التحرك الشعبي؛ ويقصد الكاتب عادل سمارة هنا بالتحرك هو تدريب الواقع الفلسطيني على الرفض السياسي.
وأضاف سمارة أن هناك سيف قمعي على الناس بالضفة وهذا سيشتد بحسب الكاتب مع صفقة القرن وسيصبح القمع اكثر فظاظة، بمعنى قمع نسبي تنظيم يقمع تنظيم، ولا يوجد ادعاء بان هناك ما يسمى ديمقراطية فلسطينية. مضيفا ان كل هذا الخلل الحاصل في الساحة الفلسطينية ليس فقط سببه رئيس السلطة محمود عباس بل القيادات الاخرى التي تشكل غطاء للسلطة وتعزز عملها.