Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

انتفاضة "البـوابـات الإلكتـرونيـة".. عامٌ على انتصار "الحق والوعي والإرادة"

thumb (3).jpg
فضائية فلسطين اليوم - خاص

أكد محللون ومختصون لــ " فضائية فلسطين اليوم"، أن انتفاضة "البوابات الإلكترونية" في 14 يوليو/تموز 2017، شكلتْ حدثاً مفصلياً في تاريخ المدينة المحتلة؛ عندما حاول الاحتلال "الإسرائيلي" تثبيت بوابات "إلكترونية" على مداخل المسجد الأقصى المبارك، واعقب ذلك اغلق أبوابه، ومنع إقامة الصلوات كافة بمن فيها صلاة الجمعة في سابقة منذ احتلال القدس عام 1967.

واحتجاجا على هذه الإجراءات، رفض أهالي المدينة المقدسة دخول الأقصى عبر البوابات الإلكترونية التي نصبها الاحتلال، كما لقيت هذه الخطوة "الإسرائيلية" رفض شعبي ورسمي فلسطيني ؛ رافقه تضامن إسلامي – عربي.

وشكل الصمود الأسطوري للمقدسيين الذين تفجروا غضباً في وجه المحتل، واندفعوا للرباط بالألاف على أبواب الأقصى خصوصًا عند باب الأسباط؛ وبجانب الارصفة وفي الطرقات مدة عشرة أيام متتالية حالة جديدة للتحدي والدفاع عن الأرض والمقدسات بوجه القوة المتغطرسة للكيان الإسرائيلي والذي يحاول فرص سياسية الأمر الواقع .

في الأثناء وضعت حكومة الاحتلال خطة لتركيب كاميرات مراقبة ذكية على أبواب الأقصى بدلا من البوابات، إلا أنّها لقيت رفضًا كبيرًا؛ اضطرت بعدها قوات الاحتلال للتراجع عن تثبت "البوابات الإلكترونية"، وأصبحت "رمزا للصمود والتحدي الفلسطيني".

المؤرخ الفلسطيني ورئيس قسم التاريخ والأثار في الجامعة الاسلامية بغزة، د. غسان وشَّاح أكد في حوار خاص لـ"فضائية فلسطين اليوم": أن "الاحتلال الإسرائيلي أراد من وضع البوابات بالأقصى فرض نفس التجربة التي قام بها عام 1994م في المسجد الإبراهيمي بالخليل حين وضع "بوابات الكترونية" وحواجز عسكرية وقسَّم الحرم زمانياً ومكانياً بين اليهود والمسلمين".

وقال وشَاح إن الشعب الفلسطيني الثائر استطاع بوحدته وتمسكه إثبات أنه أكثر وعياً وتفهماً ودرايةً بالمؤامرات التي يُحيكها الاحتلال ضد شعبنا ومقدساته"، مشيراً إلى "أن اشعال الانتفاضة في وجه العدو أجبرته أن على التراجع بخطوات سريعة عن قراراته العدوانية".

وأوضح، أن انتفاضة البوابات الالكترونية أعادت توجيه اهتمام العالم الإسلامي بقضية القدس، رغم محاولة النظام العربي والسلطة التشويش عليها وتهميشها، مشدداً على أن الثورة الشعبية استطاعت تحقق سلسلة من الأهداف والانتصارات على الاحتلال.

واعتبر رئيس قسم التاريخ والأثار في الجامعة الاسلامية، قوة الالتفاف الجماهيري الفلسطيني والعربي والإسلامي حول القدس والمقدسات أجبرت القوى العالمية أن تخضع وتَعْقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن، وأن تتخذ قرارات تحت بند حماية الأمن والسلم العالمي.

وبشأن عمليات التنقيب والحفريات التي يجريها الاحتلال في المسجد الأقصى والمدينة المقدسة أوضح د. وشَاح، أنها ليست من أجل استخراج الأثار كما يدعون؛ ولكنها من أجل وضع قطع أثرية مزيفة كما فعلوا في التوراة عندما زيفوها، مشيراً إلى أنهم قد يعلنون في قابل الأيام استخراج قطع اثرة من تلك التي وضعوها ليحتجوا بها أمام العالم ويزعمون أنهم لهم الحق في المسجد الأقصى المبارك.

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي زياد البحيصي، إن "العزوف الفلسطيني الرسمي عن مدينة القدس هو أحد شروط نشأة اتفاقية "أوسلو"، مضيفاً لو أرادت السلطة الفلسطينية السيطرة بشكل كامل على مدينة القدس والمسجد الأقصى فإنها ستواجه سياسة العقاب من قبل الأوروبيين والأمريكان.

وبين البحيصي في حديثه لـ"فضائية فلسطين اليوم": أن السلطة عملت على تفريغ منظمة التحرير الفلسطيني من صلاحياتها ومهامها التي جاءت من أجلها، قائلاً: المنظمة لم تعد جامعة للكل الفلسطيني، وهذه الحالة أنشأت شعوراً من الانفصال والانفصام لدى المقدسيين.

وفي معرض حديثه أوضح السياسي البحيصي، أن من أبرز التخوفات "الإسرائيلية" التي أدت إلى الانسحاب السريع وازالة البوابات الالكترونية هو الخشية من تراكم الهبة الشعبية، والتي قد تدفع برفع سقف مطالب الجماهير المقدسية وتذهب لمطالب أخرى.

من جانبه أكد الناشط المقدسي فادي مطور، أن انتفاضة "البوابات الالكترونية" كانت نتاج إدارة وتنظيم ووعي الشباب المقدسيين لما يحاك من مؤامرات ضد المسجد الأقصى، مشيراً إلى أن المقدسيين أدركوا أن الاحتلال "الإسرائيلي" يسعى إلى افراغ الأقصى من المسلمين بالكامل، وتقسيمه زمانياً ومكانياً.

وطالب مطور، مؤسسات المجتمع المدني في مدينة القدس المحتلة إلى احتضان الشباب المقدسي ورعايته.