أكّد كُتاب ومحللون سياسيون، أنّ تطبيع الدول الأفريقية مع الاحتلال الإسرائيلي بدأ من باب ملئ الفراغ التقني لهذه الدول بالإضافةِ إلى تقديم خبرات زراعية لها، مُشيرين إلى أن اتجاه "إسرائيل" نحو الدول الأفريقية هو من أجلِ إنشاءِ طوقٍ حول الجوار العربي في ظل الأوضاع التي تمر بالمنطقة العربية سواء إيران أو سوريا أو لبنان.
وقالَ الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد، إنّ "التدخل الإسرائيلي في القارة الأفريقية ليس بجديد فهو قائم منذ فترة طويلة، حيث بدأ هذا التدخل من خلال ملئ الفراغ التقني في الدول الأفريقية بالإضافة إلى تقديم الخبرات الزراعية لها، مُعتبراً أنّ هذا الجانب هو مدخل لفتح علاقات أمنية وعسكرية معها".
وأشارَ أبو زيد خلال حديثهِ لـ "فضائية فلسطين اليوم" ضمن برنامج المدار والذي بُثَ مساءَ الأربعاء، أنّ "إسرائيل ومنذ البداية وهي تبحث إلى تشكيل طوق حول الجوار العربي سواء إيران أو سوريا أو لبنان ولاكن؛ في ظلِ هذه الأوضاع اتجهت إلى القارة الأفريقية.
وبينَ أبو زيد، إلى أنّ غياب المنظمات والحركات التي تدعم القضية الفلسطينية في الدول الأفريقية أدى لمزيدٍ من التبعية والتوجه نحو الغرب وأّوروبا مما أتاحَ للدخول الإسرائيلي الواسع إلى الدول الأفريقية من هذا الباب، متسائلاً: أينَ دور منظمة الدول الإسلامية من هذه المنظمات التي تدّعي أنها منظمات استقلالية؟
وطالبَ، الدول العربية والفلسطينيين وخاصةً الدول الأفريقية بأن يكونَ لديهم وعيٌ كامل للمخاطر التي تهددُ محور المقاومة من قبل الاحتلال الإسرائيلي عن طريق فتحُ علاقاتُ معها والسماحُ لها التدخل في شؤونِها الداخلية.
وقالَ أبو زيد، إن "إسرائيل تسعى دائماً لأنّ تكون جزءاً من الحياة السياسية الافريقية وذلك لاستثمار الثروات الطائلة الموجودة فيها وتطويق العالم العربي بالممرات المائية سواء في البحر الأحمر أو نهر النيل كما أنها تسعى للتحكم والسيطرة على مصر عبر المياه والمضائق التي تعتبر ركن أساسي لمصر.
وتابعَ الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد قائلاً: إن "إسرائيل تحاول ان تكون الوكيل الوحيد للولايات المتحدة الامريكية في الدول الافريقية وانّ تلعب دوراً ضد حركات التحرر والتقدم في هذه الدول بالإضافة إلى تصفية الجيوش العربية من خلال التدخلات الأمنية والعسكرية فيها باعتبارها القوة الأكبر في الشرق الأوسط".
ومن جانبهِ قالَ الباحث والكاتب في الشؤون الإسرائيلية باسم عطايا، إن الاحتلال الإسرائيلي منذ إقامته وهو يدرك مدى حجم المخاطر التي تحدق به لذلك هو يقيم علاقات كبيرة مع الدول العربية سوء أكانت في الخفاء أو في العلن فيما يعرف بشد الأطراف من اجل ان يصل ويخترق المنطقة العربية.
وبين عطايا خلال حديثهِ لـ "فضائية فلسطين اليوم"، أن التغيير العربي اتجاه الاحتلال الإسرائيلي بدأ في عام 1978مـ عندما قام أنور السادات بزيارة الكنيست الإسرائيلي وتوقيع اتفاقية كامب ديفد، وبقيت الأنظمة والشعوب العربية خارج نطاق هذا السلام إلى حين قدوم موجة التطبيع الثانية عام 1991 بعد انطلاق مفاوضات السلام العربية-الإسرائيلية إثر مؤتمر مدريد.
وتابعَ قائلاً: من هنا استمر هذا التغيير بشكل متصاعد ومن ثم جاءت اتفاقية أوسلو بين السلطة الفلسطينية والاحتلال في عام 1993مـ، إلى أن تطورت هذه العلاقات بعد أن قامت الدول العربية الخليجية بإقامة علاقات كبيرة مع دولة الاحتلال سواء من خلال الزيارات التي قام بها مسؤولون إسرائيليون بزيارتها كالسعودية والامارات والبحرين وعمان.
وأوضح باسم عطايا، نحن بصدد تشكيل طوق افريقي خليجي إسرائيلي يحاصر القضية الفلسطينية، وهذا يظهر جلياً عندما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية بأن القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارتها إلى القدس المحتلة، حيث كان هناك 24 دولة تشارك في احتفال نقل السفارة ومن بين هذه الدول 11 دولة افريقية شاركت في الاحتفال وهذا يعني أنها تقيم علاقات مع دولة الاحتلال وتعترف بأن القدس هي عاصمة للاحتلال.
وأكد الكاتب والباحث في الشؤون الإسرائيلية باسم عطايا، إلى أن إسرائيل استطاعت ان تستثمر علاقاتها مع الدول الأفريقية من التصويت الإيجابي لها في الكثير من القرارات بالمنظمات الدولية.
وبدورة قال أستاذ القانون الدولي والمفكر الإسلامي في القاهرة د. عبد الله الأشعل، إن إسرائيل منذ البداية تسعى لفتح علاقات مع الدول الأفريقية بمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية من أجل إزاحة كافة العقبات التي تقف أمام مشروعها الصهيوني وإقامة الدولة.
واعتبر الأشعل خلال حديثه لـ "فضائية فلسطين اليوم"، أن التقدم الإسرائيلي في جميع الجبهات وانفتاحها على الدول العربية هو ضد مصالح الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، لذلك كان يجب على الدول العربية ان تقف ضد ما يحصل.
وأكد أستاذ القانون الدولي والمفكر الإسلامي د. عبد الله الأشعل، أن دعم المقاومة الفلسطينية وصموده في أراضيه هو الذي سيفشل المخطط الإسرائيلي الأمريكي ويعيد الدول العربية مرة أخرى إلى ما كانت عليه، معتبراً أن الحكومات العربية لا تمثل شعوبها والشعوب في الواقع يتم استأنفها في وسائل الاعلام وعن طريق أجهزة الأمن لذلك على المثقفين والكتاب ان تقوم بتحصين الشعوب ضد موضوع التطبيع لصالح المشروع الصهيوني