أكد مختصون، أن تفاهمات التهدئة الجديدة مع الاحتلال الإسرائيلي بعد جولة التصعيد الأخيرة، تختلف عن سابقتها، لأنها جاءت عقب "فشل أمني وعسكري" إسرائيلي، ورد نوعي من قبل المقاومة الفلسطينية بغزة.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس، أن "التوصل لحالة الهدوء الحالية، جاءت بعد أن تمكنت الفصائل الفلسطينية من كسر إرادة جيش الاحتلال، لتثبت مدى هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وضعف الائتلاف الحكومي المهدد بالتفكك".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "لقد جاءت استقالة وزير الحرب أفيغدور ليبرمان أمس، لتؤكد حالة الاختلاف السياسي وضعف الائتلاف الحكومي وانعدام الرؤية الجماعية في التعامل مع قطاع غزة".
ونوه البسوس، إلى أن "استقالة ليبرمان ليست اعترافا بالفشل، ولكنها احتجاج على عدم اتخاذ قرار الحرب ضد غزة، وطمعا في المنافسة على منصب رئيس الوزراء في الانتخابات القادمة".
وأكد البسوس، أن "تفاهمات التهدئة الحالية، جسدت حالة التفوق العسكري لحركات المقاومة الفلسطينية ومدي التطور النوعي في إمكانياتها رغم حصارها"، لافتا إلى أن "أعضاء الكابينت الإسرائيلي، لم يتمكنوا من اتخاذ قرار الحرب لعلمهم بمدى ردة فعل المقاومة الفلسطينية، وما ستؤدي إليه المواجهة العسكرية من مساءلة قانونية وسياسية لقادة الحرب في إسرائيل".
من جانبه، رأى رئيس معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية إياد الشوربجي، أن ما "ميز اتفاق التهدئة الجديد، أنه جاء بعد فشل أمني وعسكري مزدوج للعدو، عقب عمليته الأمنية الفاشلة شرق خانيونس (مساء الأحد الماضي)، ورد المقاومة الذي بدأ بضرب حافلة الجنود، وانتهى بمشاهد الرعب التي أحدثتها مئات الصواريخ التي أطلقتها المقاومة على المستوطنات الإسرائيلية".
وأكد في حديثه لـ"عربي21"، أن "إدارة المشهد سواء في جانب التصعيد أو التهدئة، كان عبر الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، وهو مشهد وحدوي منح ميزة إضافية لحالة المقاومة في غزة، ستنعكس على تفاهمات التهدئة؛ إما بالالتزام بها ما التزم الاحتلال أو التخلي عنها في حال ارتكبت إسرائيل أي حماقة جديدة في غزة".
وأوضح الشوربجي، أن "توجه نتنياهو للتهدئة رغم معارضة ليبرمان المستقيل، كشفت عن مدى التآكل في قدرات الاحتلال الردعية لصالح المقاومة، وأن الاحتلال لم يعد هو اللاعب المقرر في الميدان، بل إن المقاومة استطاعت انتزاع زمام المبادرة في العديد من المرات، وأضحت قادرة على صناعة الفعل وإنهائه في الوقت الذي تريد، وهذا ما قد يعزز من فرص تثبيت التهدئة مستقبلا بشروط أفضل".