Menu
فلسطين - غزة °-18 °-18
تردد القناة 10873 v
بنر أعلى الأخبار

غداة موجة من التصعيد المتبادل ..

هدوء حذر في غزة عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال

thumb.jpg
فضائية فلسطين اليوم - فلسطين المحتلة

خيّم الهدوء والحذر الشديد، صباح اليوم الأربعاء، على الأجواء في قطاع غزة غداة موجة من التصعيد المتبادل بين فصائل المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال "الإسرائيلي".

توقف القتال مؤقتاً يعرض الأوضاع لإمكانية الانفجار مرة أخرى حال وقع أي حدث أمني، وهذا ما يجعل اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفان هشًّا ومعرض للانهيار، لاسيما وانه غير مبني على تفاهمات وترتيبات طويلة الأجل .

وقف إطلاق النار الهشٍّ جاء بعد وساطة مصرية أوقفت مواجهة عنيفة محتملة كادت أن تندلع في القطاع على غرار عدوان عام 2014.

ترسيخ المعادلات

المقاومة الفلسطينية بدورها أثبتت نفسها هذه المرة بكل قوة وفرضت سياقات ردع جديدة وجددت من جديد ترسيخ معادلتها المتمثلة بــ"القصف بالقصف والدم بالدم"،وذلك من خلال التهديد المستمر بأنه في حال أقدمت "إسرائيل" على توسيع دائرة العدوان فإن المقاومة ستزيد من ضرباتها وهذا ما أظهرت الساعات الأخيرة قبل انتهاء جولة التصعيد بين المقاومة والاحتلال "الإسرائيلي"، وتكبيد الأخير خسائر بشرية ومادية جسيمة على المستويين السياسي والأمني الداخلي.

القيادة المشتركة للفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة، أربكت حسابات قادة الاحتلال حين قالت إنها ستلتزم بوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه مصر “طالما التزم به العدو الصهيوني”.

المقاومة فاجأت الاحتلال بنوعية وعمق وحجم الرد وعملها المُنظم ومضبوط منذ بدء الأحداث وفرضت موقفها بوقف العدوان على القطاع بكل قوة وهذا أظهرها بمكانة المنتصر سلفاً، إلا أنها في الوقت ذاته لم تغفل فرضية الغدر المعتادة واختراق أي تفاهمات، ويستأنف فيها الاحتلال التصعيد متى ما لاح له "صيد ثمين".

وفي الوقت الذي احتفل كثير من الفلسطينيين في غزة بالانجاز الذي حققته المقاومة، كان رد الفعل في "إسرائيل" متباينًا. وأحرق عشرات المستوطنين التي تعرضت منازلهم للتدمير جراء القصف إطارات السيارات احتجاجًا على ما اعتبروه استسلامًا من جانب الحكومة وعدم حمايتهم.

غزة تسقط ليبرمان

وأمام هذا الفشل "الإسرائيلي" الذريع في تحقيق أي انجاز على الأرض خرجت أصوات المعارضة في كيان الاحتلال لتلك السياسية التي تتبعها حكومة نتنياهو حيال الأوضاع في غزة، أعلن وزير الحرب "الإسرائيلي" افيغدور ليبرمان ظهر اليوم الأربعاء، عن استقالته رسمياً من منصبه كوزير للحرب في حكومة نتنياهو.

وقال إن قرار الاستقالة جاء احتجاجا على موافقة "الكابينت" على وقف لإطلاق النار مع فصائل المقاومة في غزة.

وكشف ليبرمان، خلال تصريح له أمام أعضاء الكتلة البرلمانية لحزبه "إسرائيل بيتنا" في اجتماع طارئ دعا له، أنه ينوي الدعوة لانتخابات مبكرة في "إسرائيل".

يبحثون عن صورة النصر

مراقبون ومحللون وقادة سياسيون فلسطينيون رأوآ أن حكومة الاحتلال كانت تنتظر الفرصة المناسبة لتنزل عن الشجرة ويبقي وجهها ابيض أمام الجمهور "الإسرائيلي" فضلاً على أنها أضافت أزمة جديدة للحكومة ولنتنياهو على وجه التحديد وهذا ما يؤكد أن قادة الاحتلال وعقب انتهاء اجتماع الكابنيت بعد نحو 7 ساعات متواصلة من النقاش لا يريدون الحرب ولكنهم يبحثون عن صورة النصر بعد تآكل الردع وفقاً لما تحدثت به صحيفة يديعوت العبرية.

الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي في حديث لــ " موقع فضائية فلسطين اليوم "قال ، إن هناك إجماع شبه كامل داخل الكابينت "الإسرائيلي" أن لا مصلحة من وراء الذهاب لحرب مفتوحة مع غزة, لافتاً إلى أن امتداد فترة جلسة الكابينت والتحاق رئيس الموساد والمستشار القانوني على غير المعتاد, يظهر أنهم في حيرة باختيار نوعية الهدف الذي يحقق لهم صورة الردع وفي الوقت ذاته يمنع تدحرج الأمور إلى مواجهة مفتوحة.

وفي تقدير موقف لـ مركز أطلس للدراسات "الإسرائيلية" بين أن جولة التصعيد الأخيرة كانت أقسي الجولات تأثيرا على جيش الاحتلال، فقد ضُربت صورة الردع في مقتلها، وكان للصورة أثر قوي على الوعي "الاسرائيلي".

وأشار المركز إلى ثلاث صور واكبت موجة التصعيد بين المقاومة والاحتلال،الأولى: مقتل المقدم في عملية العلم، والثانية صاروخ الكورنيت الذي قصف الحافلة، فيما كان الصورة الثالثة للمصابين والقتلى تحت الأنقاض في المجدل.في المقابل بدت المقاومة في صورتها هي صاحبة اليد العليا والتفوق؛ وهنا نتوقع انتظار العدو فرصة الحصول على هدف يحقق صورة النصر التي ترمم الردع وتخرج الحكومة نتنياهو والجيش من هذه الجولة بوضع أفضل.

المقاومة تحقق انجازات

بدوره قال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، خالد البطش إن هذه الجولة من المواجهة مع الاحتلال توقفت، وأن علينا أن نستعد للمواجهة القادمة معه.

وأكد البطش بأن "هذه الجولة من القتال تراكمت خلالها انجازات ميدانية جديدة، حيث أوصلت رسائل واضحة أدهشت العدو والمراقبين حيث تمسكت المقاومة بخيارها رافضة أن تقايض أو تساوم على الثوابت أو دماء الشهداء ولو بكل متاع الدنيا".