يرتبط ارتفاع الكوليسترول السيئ -الذي يعاني منه كثيرون- بنوعية الأغذية التي نستهلكها، علما بأنه عند الحديث عن الكوليسترول السيئ، فنحن نشير إلى نسبة البروتين الدهني المنخفض الكثافة في الدم، وهو نوع من البروتينات الدهنية المسؤولة عن نقل الدهون من الخلايا للاحتفاظ بها أو التخلص منها.
ويذكر الكاتب خوردي ساباتي المختص في الهندسة الزراعية، في تقريره الذي نشرته صحيفة "الدياريو" الإسبانية، أن ارتفاع مؤشر هذه البروتينات الدهنية يحيل إلى كمية دهون زائدة في عملية التمثيل الغذائي، وهو ما يتسبب في تصلب الشرايين الدموية أو انسدادها.
ويعد الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا غير صحي الأكثر عرضة لارتفاع البروتينات الدهنية، شأنهم شأن أولئك الذين لا يمارسون الأنشطة الرياضية والمدخنين أيضا. كما قد يعود ذلك إلى عوامل وراثية تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكوليسترول خلال عملية الأيض.
وأضاف ساباتي أن هذا النوع من الكوليسترول لا يأتي دائما من الأطعمة التي نستهلكها، على الرغم من أنه غالبا ما يرتبط باستهلاك منتجات الألبان أو البيض التي تحتوي على البروتينات الدهنية بكميات كبيرة.
وفي الواقع، تتحلل نسبة كبيرة من الكوليسترول الذي يمتصه الجسم خلال عملية الأيض، ولا يتبقى منه سوى 10% في شكله النقي في الدم.
ويعني ذلك أن جسدنا هو المسؤول عن إنتاج الكوليسترول في الدم انطلاقا من مركبات أخرى.
مع ذلك، للطعام الذي نستهلكه تأثير كبير على مستويات البروتين الدهني المنخفض الكثافة، أو البروتينات الدهنية المرتفعة الكثافة التي تعرف بالكوليسترول الجيد، والمسؤولة عن نقل البروتينات الدهنية إلى الخلايا.
وأشار ساباتي إلى جملة من المبادئ التوجيهية الغذائية التي تساعد على تقليل الكوليسترول السيئ، وهي:
* استهلاك البقوليات بكميات أكبر. وتحتوي البقوليات أساسا على نسبة مهمة من الألياف النباتية التي تسهل الشعور بالشبع وتجعلنا نتناول كميات أقل من الطعام، بالإضافة إلى ذلك، فإنها تمد الجسم بنسبة مهمة من البروتين والكربوهيدرات العالية الجودة، وهو ما يجعلها مصدرا مثاليا للطاقة لا يضر بمؤشر نسبة السكر في الدم.
* استهلاك الدقيق والحبوب الكاملة والاستغناء عن استهلاك الخبز الأبيض. وتجدر الإشارة إلى أن الدقيق والخبز والحبوب الكاملة، إلى جانب الأرز والشوفان والشعير، من المنتجات التي تحتوي على النخالة الغنية بمادة الستيرول، وهي مادة قادرة على عزل الكوليسترول في الأمعاء ومنعها من دخول الجسم.
والأهم من ذلك أن هذه المنتجات تحتوي على نسبة عالية من الألياف النباتية، وبالتالي فهي تساعد على خفض مؤشر نسبة السكر في الدم.
* تناول الفواكه الطازجة بدلا من العصائر التي تحتوي على كميات كارثية من السكر، كما أنها خالية من الألياف النباتية شأنها شأن المشروبات الغازية المحلاة. وتحفز هذه المشروبات بشكل كبير ارتفاع نسبة السكر في الدم، وتؤثر تباعا على مستويات البروتينات الدهنية التي تنقل الكوليسترول.
في المقابل، تعد الفواكه الطازجة مصدرا للألياف النباتية ومضادات الأكسدة، كما أنها غنية بالمكونات المضادة للالتهاب، مما يجعلها حليفا جيدا لخفض خطر الإصابة بالتهاب الشرايين وأمراض القلب والأوعية الدموية.
* إضافة المكسرات إلى السلطات يعد أمرا في غاية الأهمية، إذ تحتوي المكسرات على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات إلى جانب نسبة لا يستهان بها من الألياف النباتية. لكن، نظرا لأنها تحتوي على كمية مرتفعة من الدهون، يستحسن استهلاكها باعتدال.
من جهة أخرى، تعد المكسرات مصدرا لا غنى عنه للأحماض الدهنية الأحادية وغير المشبعة التي تعمل كمضادات للأكسدة والالتهابات.
* إدراج اليقطين والكراث والكوسا ضمن نظامنا الغذائي. وتعد هذه الخضار مصدرا أساسيا للألياف القابلة للذوبان التي تساعد على الشعور بالشبع، إلى جانب عديد المكونات الأخرى التي تساعد على خفض نسبة الكوليسترول السيئ؛ ولا ضير من إضافة الباذنجان إلى هذه المجموعة من الخضروات.
* تناول زيت الزيتون البكر، باعتباره مصدرا رئيسيا لحمض الأوليك الذي يعد نوعا من الدهون غير المشبعة الأحادية ذات السلسلة القصيرة. كم يتميز زيت الزيتون بخصائصه المضادة للأكسدة والالتهابات، مما يجعله من أفضل حلفاء مكافحة الكوليسترول السيئ.
ويعد الزيتون -سواء الأخضر أو الأسود- إلى جانب زيت الزيتون البكر، وجبة ممتازة لخفض مستوى الكوليسترول.
* الاستهلاك المعتدل لمنتجات الألبان والدهون الحيوانية بشكل عام، لأن هذه المنتجات بسبب نسبة الدهون المشبعة التي تحتويها، غالبا ما ترتبط بارتفاع نسبة البروتين الدهني المنخفض الكثافة، خاصة عند غياب الأنشطة الرياضية أو ممارستها بقلة.
* تناول السمك وخاصة السردين والأنشوفة، مرتين في الأسبوع نظرا لأنه غني بأحماض الأوميغا 3.
* تجنب استهلاك المربى والعسل في وجبة الإفطار، بسبب كميات السكر الكبيرة وخلوّها من الألياف النباتية، وهو ما يحفز ارتفاع نسبة السكر في الدم والبروتين الدهني المنخفض الكثافة. كما يستحسن شرب القهوة والحليب دون إضافة السكر.