أكد الدكتور محمد الهندي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم الخميس، أن "إسرائيل" توهمت باغتيال مؤسس حركة الجهاد الإسلامي الدكتور فتحي الشقاقي يمكن أن تنهي حركته.
واعتبر الهندي في حديث لــ "إذاعة القدس المحلية"، في ذكرى اغتيال الشقاقي، أن الرصاصات الغادرة التي اطلقتها اسرائيل صوب الشهيد حولت حركة الجهاد الإسلامي إلى قوة لا يمكن تجاوزها، في الشارع والواقع الفلسطيني، كذلك في الواقع الإقليمي. في الوقت الذي حولت الشقاقي إلى رمز وطني وثائر إسلامي امتد تأثيره إلى أقطار العالم العربي والإسلامي جميعاً.
ورأى الهندي، أن نبوءة الشهيد الشقاقي، عن السلام المسوم والمدمر الذي يريد أن يصادر الحقوق والثوابت الفلسطينية، تحققت، مستذكراً حديث الشقاقي عن السلام وأوسلو وهو يقول أن هذا السلام أعطى الأرض للعدو وأعطى السلام للعدو والتطبيع والهرولة للعدو، وأعطانا الرصاص والحصار والرصاص المصبوب والأشلاء للشعب الفلسطيني، وهو الوهم الذي ساقته لنا أوسلو.
وذكَر الهندي، بأن اغتيال الشقاقي كان مبررها عملية "بيت ليد"، لكن هذه الرصاصات جعلت بيت ليد تتمدد إلى "ديزنقوف" و"الخضيرة"، و"العفولة"، وكل مكان وصلت له أيدي المجاهدين والاستشهاديين، وتمددت من صلاح شاكر وأنور سكر إلى هنادي جرادات وكل الاستشهاديين الذين ضربوا العدو في قلبه.
وأوضح د. الهندي، أنه في ظل التموجات التي تميج بالمنطقة يستقر شعبنا الفلسطيني، وتستقر الحركة على برنامج فكري سياسي مقاوم ثابت يستجيب لكل التحديات، وهذا الاستقرار بفعل هؤلاء القادة والشهداء، والمقاومين والذين ينتظرون الاستشهاد على درب الشهادة والمقاومة.
وحول مسيرات مسيرات العودة في قطاع غزة والمستمرة منذ الــ 30 من مارس الماضي ، اكد عضو المكتب السياسي للجهاد ان الشعب الفلسطيني استقر ناهضاً، من ركام الحصار والتجويع في مسيرات العودة ليعلم المنطقة أن المواجهة مع "إسرائيل" هي الأساس.
شدد الهندي على أن مسيرات العودة مستمرة، لأنها مسيرات شعب بأكمله قرر أن ينهض ويواجه العدو رغم الحصار المرير، مشيراً إلى أن هذه الانتفاضة والمسيرات لها أهداف محددة، مؤكداً أن كل الضغوط التي تمارس لوقفها قبل أن تحقق أهدافها سوف تفشل.
وفي سؤال حول تهديدات الاحتلال لقطاع غزة، أكد الهندي أن "إسرائيل" تُهدد، وسبق أن هددت، واصفاً هذه التهديدات بالمتناقضة، قائلاً : نحن نعرف أن "إسرائيل" ليس من مصلحتها الخروج بحرب على غزة، طالما لا يوجد هدف سياسي واضح لتحقيقه، فقد فشلت 3 مرات في الحرب على غزة في تحقيق أهدافها، رغم استخدامها أسلحة جديدة جربتها في قطاع غزة".
وعن الحديث الدائر حول التهدئة قال الهندي :"لا نتحدث عن اتفاق تهدئة بل وضع ميداني محدد، فإذا رفع الحصار عن غزة، فهناك وسائل على الميدان تستقر بشكل وآخر، لفترة معينة، لكن النضال والجهاد مستمر حتى تحقيق أهداف شعبنا ليست في غزة وحدها بل حتى التحرير الكامل.
وبشأن الوضع الداخلي الفلسطيني، وعلى صعيد ذكرى استشهاد الشقاقي، أوضح الهندي أن الشقاقي كان يؤمن بوحدة الجبهة الداخلية على أساس الوحدة على خيار المقاومة والجهاد، قال:"نحن تفرقنا عندما أصبحنا أسرى للأوضاع الإقليمية الدولية، التي أرادت أن تفرض على الشعب الفلسطيني سياسيات معينة التي تبناها البعض الفلسطيني، وهو بما عرف باتفاقية السلام التي وصلت لطريق مسدود نهائي.
ونوه إلى أن الشقاقي كان يؤكد أن الحوار الداخلي هو أساس لبناء علاقات متوازنة وهذا الحوار هو هدف تحقيق الثوابت الفلسطينية، وتحقيق الأهداف الفلسطينية.
وأضاف: "نحن دائماً نتوحد في المقاومة والجهاد ولا نتوحد في خندق المساومات وهذا ما فرقنا" قالاً:"لا يمكن أن نبقى نسير من فشل لفشل ونبقى شركاء مع هذا العدو، فالشراكة تبنى في الداخل ولا تبنى في الخارج، والعلاقة مع العدو طالما يحتل ويشن الحروب، فأساس العلاقة هي المقاومة