قرر وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل إلغاء زيارته المقررة إلى فلسطين اليوم.
وأكد مصدر مقرب من الوفد الأمني المصري إلغاء الزيارة التي كانت مقررة لغزة دون إبداء الأسباب.
وكان وفد أمني مصري كبير وصل ظهر أمس إلى غزة لينضم إلى وفد سابق لترتيب زيارة الوزير قبل إلغائها.
وقال القيادي في حركة حماس موسى أبو مرزوق عبر حسابه في "تويتر": "نأسف لإلغاء الوزير عباس كامل لزيارته لكل من غزة ورام الله".
وذكرت مصادر صحافية أن كامل، أرجأ زيارته التي كانت مقرره اليوم، إلى المنطقة للقاء القيادة الفلسطينية في رام الله، والمسؤولين في حركة "حماس" في قطاع غزة، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في إطار الوساطة المصرية في محاولة للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة بين "حماس"، وإسرائيل.
ونقل المحلل السياسي للقناة العاشرة الإسرائيلية، باراك رفيد، عن مسؤول إسرائيلي، مساء أمس، أن كامل أرجأ زيارته إلى تل أبيب ورام الله وغزة، إلى موعد آخر (لم يحدده)، وذلك على خلفية التصعيد العسكري الذي يشهده قطاع غزة منذ صباح أمس.
وكان من المرتقب أن يجري كامل، في نهاية الأسبوع، جولة جديدة من المباحثات بشأن المصالحة الفلسطينية وكذلك إمكانية تثبيت التهدئة بين الفصائل في قطاع غزة وإسرائيل، على أن تشمل المباحثات زيارة سيقوم بها اللواء كامل إلى رام الله وغزة والعاصمة الأردنية عمان.
وأشارت مصادر إعلامية إلى أن المشاورات التي كان من المقرر أن تجمع كامل برئيس السلطة محمود عباس، ستبحث مراجعة بعض البنود التي حددتها السلطة الفلسطينية وحركة فتح في إطار ردها على الورقة المصرية للمصالحة.
وشددت مصادر مصرية على أهمية الجولة الجديدة التي سيقوم بها كامل، قائلة إنه "من المقرر أن تحسم عددا من النقاط العالقة"، مضيفة في الوقت ذاته إن "هناك رغبة إقليمية بالتقدم خطوة في ملف التهدئة مع قطاع غزة".
من جهة ثانية غادر الوفد الأمني المصري برئاسة مسؤول الملف الفلسطيني في جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء أحمد عبد الخالق، قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون شمال القطاع، أمس، بعد الإعلان عن إرجاء زيارة كامل.
وقالت مصادر متعددة لـ "الأيام" إن الوفد الأمني المصري الذي أمضى ليلته في مدينة غزة أجرى اتصالات فورية منذ فجر أمس لاحتواء الموقف بعد إعلان إسرائيل عن سقوط صاروخين والبدء في استهداف مناطق متعددة داخل القطاع.
وبعد إعلان الفصائل عن عدم مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ، التقى الوفد الأمني المصري الذي يضم كلاً من أيمن بديع وكيل المخابرات العامة المصرية والعميد أحمد عبد الخالق مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات مع ممثلي حركتي حماس والجهاد الإسلامي في فندق المشتل بمدينة غزة منذ ساعات الصباح الباكر وناقش معهم سبل وقف التصعيد وتفادي هجوم إسرائيلي واسع النطاق والسيطرة على الموقف دون الإعلان عن تفاصيل ما جرى.
وفي أعقاب الجهود المصرية سادت أجواء من الهدوء الحذر قطاع غزة توقفت معه الهجمات الصاروخية التي كانت تشنها قوات الاحتلال وأوقعت شهيداً وعدة إصابات.
وساهم نفي الفصائل الفلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ في مساعدة الوفد الأمني المصري في سرعة الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي على وقف التصعيد وتدهور الأوضاع.