قام اختصاصيون من الجامعة الوطنية للأبحاث النووية "ميفي"، وباحثون من جامعة "نانت" وجامعة "ريمس شمبان أردنيس" الفرنسية بتصميم رقاقة إلكترونية مبنية على أساس النقاط الكمومية، مما يسمح بالكشف عن مثبطات فعالة (المواد القادرة على الحد من النشاط) من الأنزيمات.
ويعتمد التأثير العلاجي للعديد من الأدوية المضادة للسرطان، على قدرتها إحداث أضرار الحمض النووي، بما في ذلك تلف روابط الحمض، والتي يتم إصلاحها من خلال أنزيمات خاصة، يشار إلى أنه تم نشر نتائج البحث في مجلة "Scientific Reports".
وقد أظهرت الدراسات بالسنوات الأخيرة أن إصلاح الحمض النووي يعتبر سبب الاستقرار والمقاومة للخلايا السرطانية والأدوية والإشعاعات. ولهذا فإن قمع نشاط الأنزيمات أصبح أحد المجالات المتطورة على نطاق واسع لزيادة فعالية العلاج المضاد للسرطان.
وبحسب قول الباحثين من جامعة "ميفي" فإنه من أجل إنتاج مثبطات الأنزيمات الجديدة من الضروري تصميم أدوات عالية الأداء، والتي تسمح بتحديد المثبطات الأكثر نشاطاً وتقديم فعاليتها.
وفي هذا الإطار أشار الباحث البارز إيغور نابييف في المختبر الدولي للهندسة الحيوية:
لقد طورنا رقاقة بنقاط كمومية على شكل علامات الفلورية لتقييم التغيرات في نشاط إنزيم كيناز البروتين المعتمد على الحمض النووي، رداً على تلف الحمض النووي. وقد تبين أن استخدام النقاط الكمومية كعلامات يسمح بتتبع كيفية تأثير المثبطات على نشاط الإنزيمات رداً على تلف الحمض النووي.
في الوقت الحالي، تُستخدم الأصباغ العضوية، والتي تكون غالباً غير حساسة وغير مستقرة بسبب التحلل الضوئي، كعلامات فلورية في الرقاقات الدقيقة. وتشير البيانات الجديدة إلى أن البديل الواعدة هو في النقاط الكمومية، البلورات النانوية الفلورية من أشباه الموصلات.
تعتبر الخصائص البصرية للنقاط الكمومية فريدة من نوعها. إذ أنها، بالإضافة إلى المقاومة العالية لتغيير اللون، قادرة على امتصاص كمية هائلة من الطاقة الضوئية وتتمتع بتألق ساطع كبير.
نتائج عمل العلماء تفتح آفاقا للتحقق، في مرحلة ما قبل السريرية، من الرقائق الدقيقة على أساس النقاط الكمومية لفحص مثبطات كيناز، وهو أمر ذو أهمية خاصة لتطوير عقاقير جديدة.
يلعب الحمض النووي كيناز دوراً رئيسياً في تشكيل الدواء والمقاومة الراديوية للورم، كونه جزءاً مهماً من آلية إصلاح الحمض النووي. وقد أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات أن تثبيط الحمض النووي-بكس بواسطة مثبطات الوزن الجزيئي المنخفض يؤدي إلى العلاج الراديوي والكيميائي للأورام الخبيثة مثل الورم العظمي، والورم الدبقي، وكذلك سرطان الثدي والرئة والقولون.