أكَّد كتاب ومحللون سياسيون، أن منذُ انطلاق حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين كانت دائماً مثار التقاط في الوطن العربي والإسلامي حيث أنها استدعت الحركة الإسلامية السياسية كلها للمواجه.
اعتبرَ المحللون، أن المواقف السياسية لحركة الجهاد هي مواقف متقدمة ومتميزة حيث أن الصراع مع الاحتلال واضحٌ لديها ولا يمكن أن يكون عبر مسارات التسوية فهي تعتبر أن مقاومة الاحتلال هو العنوان الرئيسي للحركة وأن كل اشكال المقاومة متاحة سواء السلمية او العسكرية.
وقال الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور، في حدثهِ لـ "فضائية فلسطين اليوم"، ضمن برنامج قلب الحدث بُثَ مساء الاثنين، إنَّ "موضوع الانتخابات التي أجرتها حركة الجهاد الإسلامي الأسبوع الماضي لم يكن وليد هذا العام فقط بل كان حاضراً في ذهن وفكر وممارسة الحركة منذ تأسيسها".
وأشار العمور، أن انتخابات الحركة وازنت ما بين السري والمعلن، حيث أن إعلانها لهذا الكم من أعضاء مكتبها السياسي يُعتبر تحدياً للاحتلال، أما الجانب السري هو أن تُبقِ الحركة على أسماء أعضاءها الموجودين بالضفة الغربية المحتلة،
وبيّن أن حضور غزة في هذه الانتخابات وانتقالها من عضوين إلى 5 أعضاء في المكتب السياسي يدلل على أنها حاضرة وقلب الاشتباك، موضحاً أن الحركة دائماً ترفض اغتزال القضية الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة وبالتالي هناك ممثلين وأعضاء في مدينة القدس وأراضِ 48 والخارج.
وحولَ تركيز الاعلام الدولي والعربي والمحلي تجاه انتخابات حركة الجهاد الإسلامي أوضح العمور في معرض حديثهِ، أن هذه الحركة ليست هامشية وجانبية فهي ثالث حركة موجود على الساحة الفلسطينية فلا يمكن قراءة المشهد الفلسطيني سواء في التسوية أو التهدئة أو الاشتباك مع الاحتلال أو في المصالحة الفلسطينية دون أن يكون لها دور حاضر وفاعل، فهي أول من ذهبت إلى تقديم ورقة مصالحة بين حركتي فتح وحماس.
وأشار العمور، أن حركة الجهاد الإسلامي تتميز بأنها تَقدم نصاً قوياً لا يتأكل بدحرجة المتغيرات الظروف المحيطة بالمنطقة.
وفيما يتعلق بالوحدة الوطنية قال الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور، إن "الوثيقة السياسية التي قدمتها الحركة أول ما تحدثت به هي الوحدة الوطنية الفلسطينية ولم تقدم أي شيء عليها؛ ولاكن على قاعدة مقاومة الاحتلال"
وتقوم مبادرة النقاط العشرة على "إلغاء أوسلوا وسحب الاعتراف بالاحتلال وبناء منظمة التحرير الفلسطينية وإعلان المشهد الفلسطيني بأنه في مرحلة تحرر وإنهاء الانقسام وصياغ برنامج وطني فلسطيني وألا تغتزل القضية الفلسطينية في خطاب الفصائل في الضفة الغربية وقطاع غزة والعمل على الاتصال مع كل الأطراف العربية والفلسطينية وملاحقة الكيان وأن يكون هناك حوار وطني شامل".
ومن جانبه قال المفكر العربي والباحث السياسي معن بشار، إن "الانتخابات التي أجرتها حركة الجهاد الإسلامي أظهرت نوع من الاستقرار الداخلي وهذا لم يكن لولا الالتزام الحركة خطاً سياسياً متميزاً ومقبولاً من قبل أعضائها وجمهورها ومن الشعب الفلسطيني".
وتابع بشار خلال حديثهِ لـ "فضائية فلسطين اليوم"، قائلاً: إن "حركة الجهاد قدمت نفسها كحركة تستطيع أن تشكل جسراً وحدوياً بين الوطنية الفلسطينية والعروبة، وبين الخط الإسلامي والخط القومي وبين العمل الجهادي والهوية، فكل هذه الأمور جعلت منها حركة مبدئية.
وأشار بشار إلى أن موقف الحركة من انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني والانتخابات التي حصلت بعد اتفاق اوسلوا ميزها ايضاً عن الاخرين بانها بقيت ملتزمة برفض أوسلوا كاتفاق وكتداعيات هذا الاتجاه السياسي الواضح التي اختارته الحركة منذ انطلاقتها.
وأكد المفكر العربي والمحلل السياسي معن بشار، أن اصلاح الحال السياسي الفلسطيني لا يمكن ان يقوم به طرف مهما بلغت قدراته ونجاحه في تقديم نموذجاً متقدم من العمل التنظيمي والسياسي؛ ولاكن موقف الجهاد وما تم من انتخاب يكرس فكرة الديمقراطية.
وبدوره قال رئيس تحرير صحيفة الاستقلال خالد صادق، إن المرحلة التي أعلن عنها الانتخابات هي مرحلة حساسة ودقيقة فهي مُهدت لها قبل عام وأنها أُقيمت على أسس وقواعد ومسارات واضحة.
وأشار صادق خلال حديثهِ لـ "فضائية فلسطين اليوم"، أن القضية الفلسطينية التي تمر بمرحلة تتطلب الى ان يكون هناك قيادة قادرة وواعية لإدارة الملفات السياسية للحركة وللتلاحم مع القضايا التي تشهدها الساحة الفلسطينية سواء على المستوى الداخلي او الخارجي.
وحول العلاقات العربية لحركة الجهاد قال صادق، إن "الحركة تسعى دائماً لأن تتقارب مع الدول بقد قربها من القضية الفلسطينية، وللأسف أن هناك بعض الدول تبتعد عن الحركة خوفاً من ان تتهم بأنهم يدعمون حركات سياسية مصنفة بانها حركات إرهابية وفق القوائم الامريكية".
وأوضح، أن هناك ثوابت سياسية واضحة للحركة يحكم المسار السياسي لها؛ الا أن الحركة لديها نوع من الديناميكية التي تستطيع من خلالها ان تغير بعض المفاهيم الأفكار السياسية فيما يخدم المصلحة الفلسطينية.
بيّن رئيس تحرير صحيفة الاستقلال خالد صادق في نهاية حديثهِ، أن الهدف من انتخاب قيادة سياسية جديدة هو تطوير الرؤية السياسية للحركة في المرحلة القادمة والخروج بمواقف سياسية أكثر وضوحاً بالنسبة للفلسطينيين والاقليم.
وكانت قد أعلنت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، الاسبوع الماضي، عن انتخاب الاستاذ زياد النخالة (نائب الأمين العام السابق)، أمينًا عامًا جديداً خلفًا لأمينها العام الدكتور رمضان عبد الله شلح، وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقدته الحركة في مخيم العودة شرق مدينة غزة .
وكشفت الجهاد عن أعضاء مكتبها السياسي وهم (أكرم العجوري، الدكتور محمد الهندي، الدكتور يوسف الحساينة، الدكتور وليد القططي، الأستاذ محمد حميد، الدكتور أنور أبو طه، الأستاذ عبد العزيز الميناوي، الشيخ نافذ عزام، الأستاذ خالد البطش)، فيما امتنعت عن الكشف عن أعضاء المكتب السياسي للحركة في كل من الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل عام 1948 خشية اعتقالهم من قبل الاحتلال "الإسرائيلي".