وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على تطوير وتسويق دواء جديد لعلاج الحروق من شأنه أن يشكل ثورة كبيرة بالنظر إلى فعاليته، حيث يمكّن المصاب من استرجاع عافيته في وقت سريع وبمعاناة أقل.
وبعدما كان علاج الحروق يتطلب أشهرا كثيرة ورعاية خاصة، فإن المنتج الجديد -الذي توصلت إليه مؤسسة "أفيتا ميديكال" وحصلت على إذن لتطويره وتسويقه في الولايات المتحدة- يمكنه أن يشكل ثورة طبية بهذا المجال.
وأوضح كريس هوتشينز -من هيئة تطوير وتنمية البحوث الحيوية الطبية التابعة للحكومة الفدرالية- طريقة عمل هذا المنتج، إذ توصل باحثون إلى أخذ عينة صغيرة من جلد سليم للمريض المصاب بالحروق، وتحويلها إلى محلول يتم رشه على المناطق المصابة، فتنمو خلايا جلدية جديدة تغطي المنطقة المصابة والجرح.
ويعتبر المنتج المكتشف أول منتج يتفاعل مع البشرة عن طريق الرش يفوز بموافقة إدارة الغذاء والدواء، حيث يعاني ما يقرب من نصف مليون شخص من حروق بالغة لدرجة أنهم يحتاجون لعلاج طبي وفقا لجمعية الحروق الأميركية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وللحصول على موافقة هذه الهيئة، يجب على الشركات التوصل إلى تكنولوجيا فريدة من نوعها ثم إظهار أنها تعمل -على الأقل- إن لم تكن أفضل من العلاجات الحالية.
ويقول د. مايك بيري الرئيس التنفيذي لشركة "أفيتا" إن نظامه الجديد المسمى Recell يقلل إلى حد كبير كمية الجلد التي يجب إزالتها للتخلص من السطح المحترق.
ويمكن لهذه الطريقة الجديدة بالعلاج أن تقي المصابين كثيرا من الألم الناتج عن طرق العلاج الحالية، ومن بينها أخذ عينات من الجلد السليم لزرعها في الأماكن المتضررة، وهذا يقتضي إحداث جروح جديدة تسبب كثيرا من الألم للمرضى.
وأوضح بيري أن علاج Recell الجديد يقلل بشكل كبير من كمية البشرة الصحية التي يجب إزالتها لزرعها بالمناطق المتضررة بنسبة 97% للحروق من الدرجة الثانية.
كما قال هوتشينز "إذا أحرق ظهرك بالكامل، فكل ما تحتاج إليه قطعة من الجلد بحجم بطاقة الائتمان لاستبدال ذلك الضرر".
وبحسب المصدر ذاته، فإن الحروق تلتئم بسرعة أكبر إذا عولجت بهذا المنتج، وينتهي الأمر بالمرضى إلى قضاء وقت أقل بالمستشفى.
ويستغرق الأمر حوالي ثلاثين دقيقة لمعالجة عيّنة جلدية من مريض -على حد قول د. بيري- لأن الخلايا تأتي من المريض نفسه، وبالتالي لا يوجد خطر رفض الجسم لها.