قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية إن مسيرة العودة وكسر الحصار لن تتوقف حتى تحقق أهدافها؛ وفي مقدمتها إنهاء الحصار كليًا عن قطاع غزة.
وشدد هنية على أن شعبنا "لن يقبل أرباع الحلول ولا بأنصافها حتى رفع الحصار كليًّا عن غزة".
جاء ذلك خلال المؤتمر العلمي الدولي الأول (حماس في عامها الثلاثين – الواقع والمأمول)، بمشاركة قيادات الحركة وممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ونواب بالمجلس التشريعي، وأساتذة ومفكرين وسياسيين.
وأوضح هنية "أن مسيرة العودة التي فجرها شعبنا تمثل حبل النجاة للقضية الفلسطينية ليس لغزة فحسب؛ بل للقضية كاملةً".
وعلى صعيد حصار قطاع غزة أشار إلى أنه "لا يستطيع أحد المزايدة على وطنية أهل غزة؛ كما لا نستطيع المزاودة على أهلنا في الضفة المحتلة؛ لكن حين نضع موضوع حصار غزة على الطاولة نحن قيادة مسؤولة مع كل شركائنا نتخذ القرار الذي يعمل على انهاء الحصار".
وجدد تأكيده على أن "أي تفاهمات لإنهاء الحصار لا يجب أن تكوون بثمن سياسي ولا جزء من صفقة القرن لا فصل الضفة عن غزة، ولا مساومة على سلاح المقاومة.. نمشي بقوة وبدون تردد لأن ننهي الحصار.
وتابع حديثه "نمضي بملف انهاء الحصار ضمن الضوابط وضمن قاعدة صلبة أن التحركات لإنهاء الحصار تتم في إطار وطني؛ لذا حماس أصرت حين ذهابها للقاهرة أن تكون كل الفصائل موجودة على الطاولة بما فيها فصائل المقاومة وأن نكون شركاء في القرار".
لكن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أقر بأن الربط بين المصالحة وإنهاء الحصار عن قطاع غزة ما زال متعثرا، مضيفاً "لا يمكن رهن وضع أهلنا في غزة بتحقيق المصالحة مادام الأمر متعثر".
حركة ناضجة
واعتبر هنية أن حماس وصلت من النضج التنظيمي والسياسي والفكري إلى درجة الشجاعة في أن تعرض أدبياتها وفكرها واستراتيجيتها وتكتيكاتها وصوابها وخطئها على جموع الشعب الفلسطيني ليسهموا في قراءة هذه التجربة الغنية للحركة.
ورأى هنية أن هذا المؤتمر يعكس أن حركة حماس ملك لشعبها ولوطنها ولم تعد حركة مغلقة في أطر تنظيمية محدودة، مضيفا "نحن ننتمي إلى مدرسة تؤمن بتغيير الموقع ولا تؤمن بتغيير الدور".
وقال "إن حماس بلغت النضج، فهي حركة متحركة ترى أخطاءها وتسمع لغيرها وليست منغلقة على نفسها، معتبراً أن حماس لم تعد شأنًا فلسطينيًا، وتضامن العالم مع قطاع غزة يؤكد أن الحركة ليست مجرد حركة داخلية".
وأضاف "كيف تكون حماس حركة مغلقة وهي التي خاضت المجالات والفضاءات المتعددة حركة تعمل في فضاء التربية والإعداد والتعبئة والتثقيف والمقاومة".
وتابع حديثه "كيف يمكن أن تكون حركة مغلقة وهي حركة خاضت تجربة الحكم والسياسة، وعرضت نفسها في انتخابات المجلس التشريعي وتشكيل الحكومة وتشكيل أجهزة أمنية، وتقدمت برجال التنظيم لأن يصبحوا رجال دولة".
وأكد هنية أن توقيت عقد هذا المؤتمر يشدد على أن حماس هي في قلب القضية الوطنية الفلسطينية، وتمثل ذراع متقدم لهذه الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني.
وأضاف هنية أن أي إنجاز حققته حماس على مدار تاريخها هو إنجاز لهذا الشعب الذي قدّم وضحى بالدماء والشهداء والأسرى.
صفقة القرن
وبيّن هنية أن توقيت المؤتمر يأتي في ظل أكبر هجمة على القضية الفلسطينية بما يسمى صفقة القرن، هي الحلقة الأخطر التي تتعرض لها قضيتنا، حيث تستهدف رموز القضية القدس واللاجئين وبما يسمى قانون القومية وحق العودة وتصفية الأونروا.
وأوضح أن هذا المؤتمر بعد مرور 35 عاماً على أوسلو "الحصاد المر" لن يغرق بهذه الاتفاقية، بل سيضيئ الطريق لاستراتيجيات التي تتحرك فها فصائل العمل الوطني والإسلامي.
وشد على أنه "لا يوجد لنا أعداء على الساحة الفلسطينية فعدونا هو الاحتلال الإسرائيلي"، مشدداً على أنه يجب الاستمرار في بناء منظومة القوة التي تحمي مشروع المقاومة الشاملة ضد الاحتلال، "فنحن نتحرك في عالم لا يحترم إلا القوي".
كما أكد على ضرورة العمل على بناء وحدة وطنية فلسطينية حقيقية قائمة على احترام مبدأ الشراكة، واحترام الاتفاقيات الموقعة وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني في مستوياته الثلاث (البرنامج الوطني، مؤسسات السلطة، المرجعية القيادية لمنظمة التحرير).
الانفتاح على الأمة
ودعا هنية لاعتماد استراتيجية الانفتاح على كل مكونات وكل القوى وكل التكتلات في هذه الأمة، مع الاخذ بالاعتبار أن المقاومة الفلسطينية بحاجة لخط قوي تستند إليه في المنطقة.
ودعا كل أحرار الأمة للانتقال في استراتيجية العمل من الدعم والاسناد لاستراتيجية الانخراط في مشروع تحرير فلسطين.
وشدد على أهمية حماية قضيتنا ببعدها الإنساني والعالمي، ورفع الغطاء عن الاحتلال؛ قائلا: "لم تعد الرواية الصهيونية هي الرواية الوحيدة في قلب المجتمعات الاوربية، وروايتنا بدأ تبنيها من الكثير من احرار الأمة".
وعلى صعيد قضية الأسرى أعلن هنية تضامن حركته الكامل مع الأسرى المحررين المضربين عن الطعام في رام الله "الذين يطالبون بحقهم الإنساني والوطني".
كما شدد على التزام حركته بالعمل بكافة الوسائل والسبل المتاحة لتحرير الأسرى في سجون الاحتلال، "كما قدر بحكمته ولطفه تحرير إخوانكم في صفقة وفاء الأحرار على ايدي المقاومة، قادر على أن يكرر هذا الفضل على ايدي المقاومة".